يكمل الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز هذه الأثناء العام الأول على تسلمه إمارة منطقة المدينةالمنورة بعد أن كان نائباً لأمير منطقة القصيم قبل أن يصدر الأمر الملكي بتعيينه على إمارة المدينة خلفاً للأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي انتقل بدوره لتسلم مهمات منصبه الجديد في الرياض رئيساً للاستخبارات العامة بناء على الأمر الملكي نفسه وكانت ليلة الثامن والعشرين من رمضان الماضي شاهداً لختم القرآن في الحرم المدني أعقبها اختتام الأمير مقرن أعماله في المدينةالمنورة باستقبال المودعين من أبناء المدينةالمنورة في قصره واستقبال أميرهم الجديد وتسليمه المهمات الجسام التي تنتظره وتعريفه بأعيان طيبة وقياداتها الإدارية والعسكرية. لم تكن المهمة سهلة للأمير الشاب الذي يخلف في تلك الساعة أميراً عرف عنه الانضباط وحسن الإدارة إلى جانب ما عود عليه أهل طيبة من تواضع جم. غير أن العام الأول قاد إلى قناعة مفادها أن ذلك السلوك هو صفة سائدة لمن يتولى إمارة المنطقة ويستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه بجوار"سيد الخلق"عليه الصلاة والسلام وفقاً لمحمد الطيب الشريف رجل الأعمال وأحد أبناء المدينةالمنورة الذين شهدوا تعاقب الحكام الإداريين للمنطقة التي عرفت ستة أمراء منذ عهد الأمير محمد بن عبدالعزيز يرحمه الله أول أمير لها مروراً بالأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز رحمه الله والأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز والأمير مقرن بن عبدالعزيز بعد فترة انتقالية شهدت تسلم سعد ناصر السد يري وكيل الإمارة لمهمات الحاكم الإداري حتى صدور القرار الملكي بتعيين الأمير عبدالمجيد أميراً للمدينة المنورة بعد أن أمضى ستة أعوام أميراً لمنطقة تبوك ليتسلم المدينةالمنورة محدثاً تطوراً هائلاً على صعيد الخدمات والاعتناء بالمنطقة المركزية خلال 15 عاماً من إدارته لإمارة المنطقة. وكان الأمير عبدالمجيد قبل أن يتولى إمارة العاصمة المقدسة قد سلم مهمات الإمارة في منطقة المدينةالمنورة للأمير مقرن بن عبدالعزيز في شعبان من عام 1420ه1999م لتشهد المدينةالمنورة مرحلة جديدة من التطوير والإنجازات ليس أكبرها إعلان المدينةالمنورة مدينة خالية من الأمية كأول مدينة سعودية تعلن ذلك لتسبق المدن السعودية في مجال مهم وأكثر إلحاحاً وهو تجربة الحكومة الإلكترونية والتي أشرف شخصياً على متابعتها والاهتمام بها لتسجل المدينةالمنورة نفسها رائدة في هذا المجال على المستوى المحلي قبل أن تسجل ريادتها على المستوى العربي والإقليمي باستحداث المرصد الحضري والذي يعنى بجمع المعلومات البلدية وتسجيل الأبحاث والدراسات الميدانية للمدينة وقراها بهدف الخدمة المستقبلية للأجيال القادمة. ويستمد المواطن البسيط في المدينةالمنورة تفاؤله بالإدارة الجديدة من حجم الثقة التي يملكها الأمير القادم من منطقة القصيم والمحمل بعبارات الثناء والإطراء من المواطنين هناك وقبل ذلك الثقة الملكية التي اختارته للمنطقة التي تضع لها القيادة السعودية مع شقيقتها في الجنوب ? مكةالمكرمة ? كل الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة لجعلهما في أفضل حال ممكن. يضاف إلى ذلك ما لمسه المواطن في الزيارات التفقدية التي بادر إليها الأمير عبدالعزيز بعد توليه الإمارة للقرى والمحافظات المحيطة بالمدينةالمنورة و ما أظهره من تلمس لاحتياجات السكان خصوصا في مجالي الصحة والخدمات وهنا يشير الإعلامي مدير مكتب صحيفة الوطن في المدينةالمنورة علي الزيد إلى الحس الإنساني العالي الذي يلاحظ على الأمير عبدالعزيز حين اكتشافه لنقص في الخدمات الصحية خصوصاً، ومسارعته إلى توفير حلول عملية وعاجلة لها وهو ما تقوله الأرقام من إنشاء أكثر من أربعة مستشفيات في عدد من المحافظات من بينها بدر وخيبر إلى جانب إغلاقه لأحد المستشفيات الخاصة بعد خطأ طبي أودى بحياة أم لأربعة أبناء. وفي مجال التعليم دشن الأمير عبدالعزيز بن ماجد بمعية وزير التربية والتعليم الدكتور العبيد في أيارمايو الماضي أول مدرسة إلكترونية في البلاد وهي مدرسة أبي بكر الصديق الرائدة والتي أذنت لمرحلة جديدة من التعليم في السعودية يكون التواصل فيها بالوسائل التقنية الحديثة عوضاً عن الوسائل التقليدية. وأظهر الأمير عبد العزيز بن ماجد قدراً كبيراً من المسؤولية في التعامل مع القضايا الأمنية المهمة في المنطقة حاول من خلاله إبقاء الشعور بالأمن والأمان هو السائد لدى المواطنين من خلال تكثيف عمل الدوريات الأمنية من جانب، والعمل على تثبيط الإشاعات من جانب آخر، الأمر الذي حصل في الهاجس الأمني الذي أرق السكان في المدينة نتيجة ما توارد من أنباء عن وجود سفاح يعتدي على الأعراض ويسطو على الأموال ما دعا أمير المنطقة إلى إيعاز المدير العام لشرطة منطقة المدينةالمنورة بالاجتماع مع مراسلي الصحف وتفنيد تلك المزاعم لتهدئة روع المواطنين قبل أن يتم القبض على ذلك المقتحم للمنازل بأسابيع. ويبقى العام الأول للأمير عبدالعزيز بن ماجد في المدينةالمنورة والذي يكتمل ليلة التاسع والعشرين من رمضان الحالي شاهدا على كثير من العمل والإنجاز الذي يحتاج إلى الكثير من المواصلة لإبقاء المدينةالمنورة واحة تنتعش فيها قلوب المسلمين الذين تهفو أرواحهم إليها.