لكل قناة من القنوات العربية الفضائية"هوية"تعرف بها خلال شهر رمضان الكريم، والقناة السعودية الأولى اشتهرت ب"هويات"عدة، ولسنوات طويلة كانت تكسب الرهان من خلال مسلسلات عدة وبرنامج واحد هو"سباق المشاهدين"الذي يعده ويقدمه الإعلامي السعودي المخضرم والوجه التلفازي المبتسم الزميل حامد الغامدي أبو فهد. وبرنامج"سباق المشاهدين"، الذي استمر عرضه أكثر من ست سنوات متتالية، كان عبارة عن سهرة ثقافية فنية تعليمية تزود المشاهدين بغذاء فكري في وجبة علمية... فنية... ثقافية... مسلية وخفيفة على العقل. وقوة برنامج"سباق المشاهدين"ليست في الإعداد أو الإخراج أو التقديم ولكن في العناصر الثلاثة المذكورة... فأسئلة البرنامج تم اختيارها بكل دقة ومعلومة ثقافية تتماشى مع فئات المشاهدين باختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم، وتطرح الأسئلة بأسلوب مشوق فيه لمسات تقنية عالية، أما الإخراج فجاء بأحدث ما وصلت إليه تقنيات الكاميرات الرقمية والإضاءة العالية والديكور الجذاب واللقطات المدروسة والمتنقلة بأسلوب علمي إعلامي تقني فني بين ضيوف البرنامج، الذي يتم اختيارهم بكل دقة من جميع أقطار الوطن العربي الكبير الذي يضفون على البرنامج خفة وفكاهة وثقافة إعلامية... والتقديم للإعلامي الذي لا تفارق الابتسامة محياه وبقوة شخصية وطلاقة لسانه وعمق ثقافته يتحاور مع ضيوفه من جهة والمشاهدين الكرام من جهة أخرى... إنه حامد الغامدي الذي استطاع خلال مسيرته التلفزيونية الطويلة أن يتربع على المركز الأول في كل عام من خلال استفتاءات تطرحها الصحف المحلية والخليجية حول تقويم برامج شهر رمضان في كل عام. وحامد الغامدي شخصية إعلامية غنية عن التعريف... فهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على شهادة الماجستير في"سياسة الإدارة الإعلامية"من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية، ونال العديد من شهادات التقدير والأولية في مجال التلفزيون... فقد كرمه المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق لحصوله على المركز الأول في دورة خاصة في المقابلات التلفزيونية، وكذلك كرمه معهد الإذاعة والتلفزيون في جمهورية مصر العربية لحصوله على المركز الأول في دورة تخصصية في اللغة العربية والإلقاء، قدم الغامدي الكثير من البرامج التلفزيونية أهمها مسرح المسابقات، سباق مع الساعة، مجلة التلفزيون، ما يطلبه المشاهدون، اخترنا لكم، مشوار الثلثاء وشريط الفنون، عمل الأستاذ حامد الغامدي معداً ومقدماً في التلفزيون العربي الأميركي في مدينة لوس أنجليس الأميركية... واختير مستشاراً لشبكة"أوربيت"وشريط الفنون، واختير مستشاراً لشبكة أوربت التلفزيونية والإذاعية في إيطاليا... وعمل مع قناتي ال MBC وتلفزيون وإذاعة الكويت. إذاً... افتقادنا لبرنامج"سباق المشاهدين"ومذيعه المتألق حامد الغامدي هذا العام لم يأت من فراغ ولكن كما قال الشاعر: سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر إذ إن برامج المسابقات التي مع الأسف، تتسابق بها بعض القنوات لم ترتق هذا العام إلى المستوى الذي يعوضنا ولو بالقليل عن"سباق المشاهدين". أرجو من أسرة تلفزيوننا السعودي، وعلى رأسهم الوزير إياد مدني أن يعيد لنا ما افتقدناه كسعوديين أولاً في شهر رمضان الكريم وكمشاهدين يتوافر لدينا جهاز صغير اسمه ريموت كنترول ينقلنا إلى ما نشاء من قنوات مختلفة تعرض علينا ما نريده من برامج تثقفنا وترفهنا في الوقت نفسه... لا برامج تزعجنا وتبعدنا عن قناتنا المفضلة التي ارتبطنا بها لسنوات عدة. محسن آل حسان