يبدو أن النظرة تجاه الشبان في المجتمع السعودي لم تتغير كثيراً، وخصوصاً تجاه السماح لهم بالتواجد في عدد من الأماكن العامة، وخصوصاً المراكز التجارية والمرافق الترفيهية، ما يحرمهم من الاستمتاع والترفيه عن أنفسهم، مثل بقية أقرانهم في الدول الأخرى. وبدا ذلك واضحاً خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان في المراكز التجارية والأسواق، التي تشهد ازدحاماً كبيراً من قبل جميع أفراد الأسر، إذ أن فئة الشبان لم تأخذ حقها من التسوق وشراء مستلزماتهم الرجالية وحاجات العيد من الماركات العالمية الرجالية من خلال محالها المنتشرة في الأسواق الكبيرة، بسبب منعهم من قبل حراس الأمن الذين يتواجدون أمام بوابات هذه الأسواق، وعبارات للعائلات فقط التي تطاردهم من بوابة لأخرى. وتجد البعض من الشبان يتسمرون لساعات عدة أمام البوابة على أمل أن تأتيهم رحمة من مسؤولي حراس الأمن، لكي يدخلوا ويشتروا من المحال الرجالية، أما البعض الآخر فلا يطيقون الانتظار مثل غيرهم فيخرجوا إلى المحال ذات السلع المغشوشة والمقلدة، أو الشراء من الباعة المتجولين. يقول الشاب عبدالهادي مذكر:"ذهبت إلى أحدى الأسواق الكبيرة في محافظة الطائف، وتفاجأت بحارس الأمن يمنعني من الدخول، فسألته عن سبب منعه، فرد بالقول إن السوق للعائلات، وأن الشبان يسمح لهم بالدخول بعد الساعة 12 ليلاً فقط". واستغرب مذكر هذه القرارات التي تشعر الشبان بأنهم منبوذون من المجتمع، وكأنهم جميعاً يملكون سلوكيات خاطئة. ويشير الشاب فهد العتيبي إلى أنه لا يتسوق لمستلزماته الرجالية في شهر رمضان. معللاً ذلك بالمنع من الدخول الذي يواجهه أمام بوابات المراكز التجارية والأسواق الكبيرة. ليس الشبان وحدهم المتضررين من هذه القرارات، إذ يشاركهم في ذلك ملاك المحال الرجالية الواقعة في تلك المراكز التجارية، بل ويفوقونهم ضرراً، فالإيجار الذي يدفعونه إلى مالك المركز باهظ الثمن، وكذلك الخسائر المالية في البضائع التي يجلبونها إلى محالهم. ويلفت أحد العاملين في أحد المحال الرجالية في أحد الأسواق الكبيرة في محافظة الطائف"فضل عدم ذكر اسمه"، إلى أنه وزملاءه من العاملين في مجال بيع المستلزمات الرجالية طلبوا من إدارة السوق التي توجد محالهم فيها بالسماح للشبان بالدخول في جميع الأوقات ولكن من دون جدوى، مؤكداً أن هذا القرار سبب لهم الكثير من الخسائر المالية، وأفقدهم الكثيرين من عملائهم. وفيما ترددت اتهامات عدة حول أن منع دخول الشبان المراكز التجارية يعود إلى صدور توجيهات بذلك من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أكد مصدر رسمي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ل"الحياة"أن الهيئة لا علاقة لها بحراس الأمن، ولا توجه إليهم أية تعليمات بمنع الشبان من الدخول، حاصراً نطاق المسؤولية على إدارات الأسواق والمراكز التجارية، التي تملي التعليمات والأوامر على حراس الأمن أولئك. وكشف المصدر أن معظم حراس الأمن يبلغون الهيئة عن حالات المعاكسة، ويعملون على تسليم المتورطين فيها للهيئة بعد القبض عليهم. يشار إلى أن الأيام الأخيرة من شهر رمضان شهدت انتشار العديد من الباعة المتجولين في معظم شوارع محافظة الطائف، مستغلين قرار منع الشبان من دخول المراكز التجارية.