فيما نفى بعض التجار وجود علاقة بين ارتفاع الأسعار مرض انفلونزا الطير إلا أن بعضهم استغل خبر انتشاره ليرفعوا أسعار المواشي 30 في المئة من القيمة المتعارف عليها في السعودية، وكان الارتفاع منذ الأشهر الثلاثة الماضية، ومع دخول شهر ذي الحجة وإقبال عيد الأضحى الذي يشهد إقبالاً متزايداً على شراء المواشي. وعادة ما يبدأ العد التنازلي لعيد الاضحى وزيادة الاسعار بنسبة تتجاوز 40 في المئة حتى اليوم الأخير، فيما تنخفض هذه النسبة يوم العيد الى 20 في المئة، ويقدر حجم سوق الماشية بنحو ثلاثة ملايين رأس. يقول عيد الرشيدي تاجر المواشي إن ارتفاع الأسعار بسبب الإقبال الكبير على اللحوم في السعودية، وكذلك خبر"انفلونزا الطيور"رفع الأسعار 30 في المئة، على رغم رفع الحظر على عدد من الدول الا ان السعوديين يفضلون الاضاحي ان تكون من المواشي التي يعرفونها جيداً. وجرت العادة عليها سنوياً وتوارثوها من آبائهم وأجدادهم، ولفت الرشيدي الى ان السعوديين يفضلون أنواعاً معينة، بينما غير السعوديين يأخذون الأنواع الأقل سعراً، وهو المستورد، واستغل كثير من تجار الماشية اقتراب عيد الاضحى ليعلفوا ويسمنون الاغنام حتى تظهر بالشكل الجيد خلال الايام الستة المقبلة، مشيراً الى ان غالبية السعوديين يفضلون النعيمي الاعلى سعراً، الذي وصل الى 950 ريالاً، وذلك لما يتميز به لحمه على عكس الانواع الأخرى، ويأتي بعده النجدي الذي يفضلونه بعض العائلات في نجد، بسبب كثرة لحمه، وهناك أنواع أخرى مستوردة منها السواكن، التي تستورد من السودان والصومال، وكذلك المواشي الهندية والاسترالية، ويشتد الاقبال على النعيمي والنجدي والتيوس. ويباع بشكل يومي مئات الاغنام من السوق الرئيسية، وهناك من يستغل الطرقات الرئيسية لعرض ماشيته، وبيعها خارج نطاق السوق. وكشف ان هناك جهلاً بالمواشي من بعض السعوديين، وبعضهم لا يعرف"النعجة"من"الخروف"ولا يعرف مراحلها العمرية والتي تعرف من خلال أسنانها، بينما الأكثر طلباً هي الهرفي والجذع، وذلك لصغر سنها وطراوة لحمها. من جهة أخرى، قال فيصل المطيري انه حرص على ان يشتري الاضحية قبل الازدحام، وكذلك قبل ارتفاع الاسعار اكثر خلال الايام القليلة المقبلة، وأنه سيضع أضحيته في فناء منزله كبعض زملائه. وطالب الجهات المعنية بالتدخل لخفض الأسعار المرتفعة، التي تصل الى 950 ريالاً، بينما سعرها الفعلي 600 ريال، ولكنهم يستغلون الزبائن، فيما تقل الأسعار في المناطق البعيدة وشمالي السعودية بمعدل 300 ريال عن سوق الرياض. من جهته، قال البائع محمد حسن ان هذا العام شهد إقبالاً كبيراً على المواشي، خصوصاً النعيمي الذي يزداد الطلب عليه أكثر من الأنواع الأخرى، مشيراً الى ان هناك من يفضل الاضحية ان تكون كبيرة الحجم ومليئة بالشحوم، وبعضهم يفضل نوعية اللحم وطراوته، وبعض الأشخاص يأخذ أكثر من أضحية حتى يتسنى له توزيعها على الجيران والمحتاجين. وقال ان الأسعار طبيعية وليست مبالغاً فيها كما يقال، وهناك عملية عرض وطلب، ومن أراد النعيمي فسعره مرتفع، ومن أراد المستورد من السواكن والاستراليه والهندية وغيرها من خارج السعودية فأسعارها لا تتجاوز 500 ريال، والطلب كبير عليها من المطاعم المتخصصة في المشويات لرخص ثمنها مقارنة مع النعيمي الذي يتصدر القمة، وهو الأكثر نصيباً في عيد الأضحى بنسبة تتجاوز 70 في المئة من سوق المواشي، باستثناء المجازر في مكةالمكرمة والتي يستورد البنك الاسلامي كميات كبيرة من الاضاحي من خارج السعودية. واضاف حسن ان بعض العائلات يُقبلون على شراء"قعود"جمل لأكثر من أسرة، ليكون أضحيتهم في العيد، وهناك عائلات في بعض مناطق السعودية يشترون العجول لأكثر من عائلة، ولكن هذه الظاهرة تقلصت في السنوات الأخيرة.