"أشعر بخجل لم أشعر به من قبل"هكذا يجيب إيريك أولي عن سؤال حول مشاعره بعد تصاعد الحملات ضد بلاده في العالم الإسلامي، بسبب نشر إحدى صحف بلاده رسومات تسيء إلى الإسلام. يعمل أولي في إحدى شركات مدينة الجبيل الصناعية منذ نحو ثلاث سنوات، وعلاقته بالعالمين العربي والإسلامي تتجاوز هذه المدة، فهو أمضى سنوات طويلة في دراسة الإسلام على رغم أن تخصصه هندسي"زرت دولاً عربية وإسلامية مثل سوريا ومصر وتونس وإندونيسيا وماليزيا وإيران وتركيا، وكان يستهويني التبحر في الفكر الإسلامي، خصوصاً حركات الدروشة والتصوف". ترتدي زوجة أولي، فيلدا يونسون وشاحاً أسود خارج المنزل، كما ترتديه أثناء زيارة الضيوف الأجانب"انها تفكر في دخول الإسلام منذ سنوات". ويشير إلى ثقافة التسامح التي تشهدها بلاده"تعيش في الدول الاسكندنافية جالية مسلمة كبيرة، لهم مساجدهم ويمارسون طقوسهم في حرية كبيرة، فنحن متسامحون جداً". لذا يشعر أولي وكُثر من مواطنيه بالخجل بسبب ما نُشر من إساءات إلى الإسلام. تتدخل زوجته فيلدا"مجمعتنا علماني، لكنه يرفض الإساءة إلى الأديان أو معتقدات الآخرين، وهو يعتبر هذا أمراً رئيساً، ومن الثوابت التي لا يحيد عنها". صادف شهر كانون الثاني يناير الجاري، انعقاد اجتماع أبناء الجالية الدنماركية في منزل أولي وفيلدا، فهم يتجمعون كل شهر في منزل أحد أفراد الجالية في الشرقية"أعدادنا ليست كبيرة، فقد لا نتجاوز ال30 فرداً، نتوزع على مدن المنطقة، معظمنا يعمل في شركات زراعية أو بتروكيماويات. ومنذ سنوات قررنا أن نجتمع مرة كل شهر، وفي كل مرة نختار منزل أحدنا لنجتمع فيه، ونعيش أجواءً دنماركية خالصة، نتبادل أخبارنا". وسيطر على الاجتماع الأخير للجالية أخبار مقاطعة المنتجات الدنماركية في السعودية، وتداعيات نشر الرسومات على العلاقة بينهم وبين العرب والمسلمين، خصوصاً لناحية علاقتهم بمن حولهم. وينقل أولي"لم ألمس في أحاديث الدنماركيين هنا أنهم خائفون من التعرض لمضايقات من المسلمين أو المواطنين في السعودية، فالناس هنا يتمتعون بوعي كافٍ، يحول دون إقدامهم على ارتكاب اساءات تجاهنا"، مضيفاً"من يحتكون بنا يعلمون أننا نرفض ما نُشر". ويعلق على لافتات وضعتها مراكز تسوق، تدعو إلى مقاطعة منتجات بلاده"من حقهم أن يفعلوا ذلك، لقد شعروا بإهانة نبيهم"، بيد أنه يستدرك"الإسلام يرفض معاقبة الأبرياء بذنب المسيئين تتلو زوجته الآية"ولا تزر وازرة وزر أخرى، والشركات التي قد تتم مقاطعة منتجاتها قد لا تكون موافقة على الإساءة إلى الإسلام". ويضيف"آمل أن تنتهي هذه الأزمة على خير، وأن يجد العقلاء مخرجاً منها". وتقول فيلدا:"تلقيت اتصالات من صديقات مسلمات، يس`ألنني عن رأيي فيما نشر، فأوضحت لهن وجهة نظري واستنكاري لما نشرته الصحيفة، وأخبرتهن أن هذا موقف غالبية الدنماركيين، وقد اقترحت عليّ السيدة أن التقي مجموعة من السيدات السعوديات والمسلمات لشرح موقفي، وأنا أفكر في فعل ذلك". دعوة إلى مقاطعة الوفود الدنماركية دعت مجموعة"اتحاد الشرقية"، مجلس الغرف السعودية إلى تجميد زيارة الوفود التجارية بين الدنمارك والسعودية، وكذلك عدم استقبال أي وفود تجارية من مملكة الدنمارك، بما فيه الوفود الأوروبية التي يشارك فيها دنماركيين. وقدمت المجموعة، وهي إحدى الكتل المتنافسة على مقاعد مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية"سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى مقاطعة جميع التعاملات التجارية من أي نوع مع الشركات الدنماركية". وقالت المجموعة في بيان أصدرته أمس:"إن الخطوات، التي أقرتها المجموعة بإجماع أعضائها كافة، تتمثل في إيقاف بيع المنتجات الدنماركية، وعدم استيراد أي معدات أو آلات أو قطع غيار أو مواد خام مصنعة في الدنمارك للمصانع التي يمتلكها مرشحو"اتحاد الشرقية"واستبدالها بمنتجات من دول أخرى، وأيضاً التوقف عن المشاركة في أي مشاريع مشتركة مع أي شركات أو رجال أعمال دنماركيين، ومقاطعة أي تعاملات تجارية وغيرها مع الوفود التجارية الدنماركية".