ليست المرأة السعودية بعيدة عن جو المرأة التي تحب الصرعات والألوان وتلاحق الموضة المسافرة في العالم، ناقلة معها فنون الشعوب، إذ أصبح لها دور واضح في مواكبة أحدث قصات الشعر والماكياج، وتغيير شكل الوجه وأشياء أخرى، لتكون امرأة واحدة بإطلالات متعددة، انطلاقاً من أفكار تنبع من حب المنظر وخطف الأبصار، لتكون صاحبة الجاذبية والقوام الجميل. لكن كيف يمكن للسعودية أن تكون في هذا الجو مع مراعاة إبراز الهوية السعودية؟ تتحدث ريم عبد العزيز 26 عاماً بصراحة عما تراه في الصالونات النسائية، وتقول:"أحب الذهاب إلى الصالون ل"تشقير"الحواجب. بمجرد دخولي إليه أرى العجب. لا أتهور في عمل مثل تلك الأمور في البيت، لأني ربما أتشوه. ففي الصالون أشعر بالأمان لبعض الكوافيرات". وتضيف"لا أسلم نفسي إلى أي واحدة، خصوصاً في موضوع البشرة، ولا أثق في اختصاصية التجميل، لأن بعضهن يستخدمن أشياءً غير مسموح بها، كاستعمال الإبر الكهربائية لإزالة الشعر الذي يختص به دكتور متمرس، وبعض الوصفات لعلاج البشرة". وتعرب عن استيائها من"ارتفاع الأسعار مقارنة بالكويت والبحرين". وتقول:"النصب والاحتيال واضحان، كنا ندفع قبل سنوات 50 ريالاً 13 دولاراً لقص الشعر، و80 ريالاً 21 دولاراً للماكياج. أما في الوقت الحاضر، فلا يقل قص الشعر في الصالون الراقي عن مئة ريال 26 دولاراً و150 ريالاً 40 دولاراً لقص الشعر مع سيشوار. وعندما نطلب أسعاراً أقل، تكون المهارة في العمل أقل بكثير، مقارنة بالزبائن الذين يدفعون مبالغ مرتفعة". ومن جهة أخرى، تتردد بعض النساء على الصالونات في المناسبات الرسمية فقط. وتقول وفاء حسين 34 عاماً:"أذهب إلى الصالونات الراقية في المناسبات الرسمية مثل الحفلات والأعياد، لكنني لست مضطرة في الأيام العادية لذلك، فأنا أعرف نفسي وما يناسب بشرتي من ألوان وأصباغ، ولأنني قادرة على عملها في البيت". وتضيف أن"السبب الرئيس في قلة الذهاب هو ما يطلبونه من مبالغ غير معقولة". وتوضح أنه"بمجرد طرحي رأياً للكوافيرة هذا لا يعجبني أرى ملامح الغضب في وجهها، وأبقى صامتة خوفاً من عدم إتقانها الماكياج أو التسريحة". تختلف كل من إيمان وصباح وعدد كبير من النساء في حاجتهن إلى الصالونات مع وفاء، إذ يذهب بعضهن خلال الأسبوع ثلاث أو أربع مرات، وبعضهن يعتبرنها عادة، وأخريات يعتبرنها ثقة في مهارة الكوافيرة. وتقول إيمان 31عاماً:"أتردد على الصالون في شكل مستمر، وعندي ثقة كاملة في العاملات فيه. أتعامل معهن منذ ست سنوات وأدفع مبلغاً ممتازاً من أجل المحافظة على رونقي وقوامي، وأطلب ماركات الماكياج العالمية، وأحب أن أكون جميلة". وتشير صباح عبدالرحمن 30 عاماً إلى أن"النساء السعوديات أكثر إقبالاً على كريمات التبييض وتنعيم الشعر". وتقول إن"كثيراً من خلطات الشعر والبشرة غير صحية في كثير من الصالونات النسائية". وتشدد على"ضرورة مراقبة مواد ومستحضرات التجميل، خصوصاً مبيضات البشرة التي يوجد فيها نسبة"كورتيزون؟ إذ ربما تعاني المرأة حساسية تجاه هذه المواد، فتسبب بقعاً سوداء وتشوهات في البشرة". وتقول:"أذهب إلى الصالون لقص الشعر ب70 ريالاً 18 دولاراً وأتفاجأ عند الحساب بأن المبلغ المطلوب 500 ريال 133 دولاراً، لأني خضعت لتقليم الأظافر ومساجات وحمام زيت وحواجب". لكنها تحب"التعامل مع الماركات العالمية في الماكياج والمستحضرات". وأعربت رهام الأشقر كوافيرة واختصاصية تجميل عن"أسفها لما ورد من ردود فعل ضد الصالونات". وتضيف"نحاول إقناع الزبائن بالنمط الجميل الذي يناسب لون البشرة، وطبيعة الشعر، بغض النظر عن الموضة". وتقول:"الزبائن عندنا تبدأ أعمارهن من ثماني سنوات". وتذكر أن"المرأة السعودية تهتم بما هو عصري ومستحدث". وتوضح أن"الأسعار عادية جداً، لما تطلبه المرأة السعودية من صرعات وماركات عالمية، ونحن نتماشى مع أسعار السوق". وتؤكد أن"مجموعة من خبيرات التجميل يقلن أن للمرأة السعودية شكلاً خاصاً، ونسعى بشتى الوسائل إلى المحافظة عليه في ظل الموضة".