أدى المسلمون في المملكة العربية السعودية أمس، صلاة الاستسقاء، للابتهال إلى الله عز وجل لإنزال الأمطار التي تأخر هطولها خلال هذا الموسم، تأسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ويأتي أداء صلاة الاستسقاء أمس، تنفيذاً لدعوة وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يوم الأحد الماضي لجميع المسلمين إلى إقامة الصلاة، نظراً إلى حاجة البلاد والعباد إلى الغيث، وتأسياً بسنة النبي الكريم عند الجدب. وتقدم جموع المصلين في المسجد الحرام في مكةالمكرمة وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن داود الفائز. وامَّ المصلين امام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم، الذي أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل وإفراده بالعبادة وقال:"ايها المسلمون، ان المعاصي لموحشات، اذ بها تزول النعم وتحل بالناس النقم، وبها تتكدر الحياة وتقل البركات، وان انتشار المعاصي والجهر بها من اعظم اسباب المقت والمحنة، وان شؤمها يعم الصالح والطالح". وأضاف:"إن مما زاد الأمر علة ذيوع سببين خبيثين ماحقين للرزق والبركة جالبين للمحق وشدة المؤنة، ألا وهما منع الزكاة واكل الربا، فزكاة المال حصن حصين من الآفات والشرور". وأفاد بأن للغيث أسباباً جالبة، ومنها الرجوع إلى الله والمبادرة إليه بالتوبة النصوح، وعدم التمادي في المعاصي والفتن والذنوب والمحرمات والمنكرات ما ظهر منها وما بطن، والحرص على إخراج زكاة الأموال وكثرة الاستغفار والإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله، والإيمان والتقوى والاستقامة على دين الله، والبعد من الفساد في الأرض والعبث بدين الله. وأوضح ان من رحمة الله تعالى إرسال الرياح مبشرات، وان الله وعد التائبين بالمغفرة والسائلين بالإجابة، داعياً الله ان تعم رحمته وينزل الغيث جلت قدرته، وان يجعله سقيا رحمة لاسقيا عذاب، وان يغيث قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالأمطار. كما ادى جموع المسلمين صباح أمس في المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة صلاة الاستسقاء، يتقدمهم أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ على بن عبدالرحمن الحذيفي، الذي بين ان الاستغفار والدعاء سببان من اسباب نزول الرحمة ورفع النقمة، فما من بلاء وقع الا بذنب وما من بلاء رفع الا بتوبة، فكل شر في الدنيا والآخرة سببه معصية الله عز وجل. وفى ختام خطبته سأل الله عز وجل ان يغفر للمسلمين جميعاً، وان ينزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين، وان يغيثنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق، غيثاً طيباً نافعاً عاماً عاجلاً غير اجل يغيث البلاد والعباد وينفع به الحاضر والباد. وفى مدينة الرياض أدى المصلون أمس صلاة الاستسقاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله، يتقدمهم أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وأمَّ المصلين المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ، الذي أكد أن الإلحاح في الدعاء دليل على الإيمان بالله، مفيداً أن من أسباب إجابة الدعاء تضرع القلوب بين يدي الله، واليقين بفضله وكرمه، والالتزام بشرعه وقيامهم بما أوجب عليهم. وبين أن طاعة الله ورسوله من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وأن معصية الله ورسوله سبب في البلاء والشقاء والجدب ونزول المصائب. كما أقيمت صلاة الاستسقاء في مناطق: عسير وحائل والباحة والطائف ونجران والجوف والقصيم وتبوك وجازان ومحافظة جدة والحدود الشمالية والدمام والاحساء، وجميع المحافظات والمدن والقرى والمراكز التابعة للمناطق.