بدأت المجموعة الروسية العملاقة"غازبروم"صباح أمس الأحد، عملية خفض ضخ الغاز إلى أوكرانيا، متهمة كييف بالسعي إلى"سرقة"الغاز الروسي، الذي يمر عبر أراضيها باتجاه الأسواق الأوروبية. وقال المتحدث باسم"غازبروم"سيرغي كوبريانوف، لوكالة"فرانس برس":"إزاء الوضع القائم، اضطررنا إلى البدء بعملية خفض الضغط في نظام الأنابيب لنقل الغاز إلى أوكرانيا"، محملاً كييف مسؤولية تجميد المفاوضات حول تعرفة الغاز. وأضاف:"كنا على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع الشعب الأوكراني"، مشيراً إلى رفض كييف أول من أمس عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقف العمل بالأسعار الجديدة مدة ثلاثة أشهر، شرط أن تقبل أوكرانيا بتطبيق الزيادات على الأسعار التي تطالب بها موسكو. وتريد"غازبروم"الروسية زيادة سعر الغاز الذي تسلمه إلى أوكرانيا بمعدل أربعة أضعاف، ليصبح بين 220 و230 دولاراً للألف متر المكعب من الغاز، في مقابل 50 دولاراً حالياً، ليتناسب مع أسعار السوق الدولية. وتعتبر كييف أن هذا السعر غير مقبول، وتريد زيادة تدريجية على مدى سنوات. إلا أن المتحدث باسم"غازبروم"قال إن"الغاز المعد للتصدير"الذي ينقل إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية سيتم"تسليمه بالكامل". واتهم المتحدث، في حديث عبر التلفزيون الرسمي، كييف بالاستعداد ل"سرقة"الغاز الروسي الذي لا يزال يعبر أوكرانيا إلى الزبائن الأوروبيين. وأوضح ان أوكرانيا ستستغل اضطرار الشركة الروسية إلى تخفيف ضخ الغاز من دون وقفه نهائياً، كون الغاز العابر إلى أوروبا يستخدم الأنابيب المعدة للغاز الأوكراني، إضافة إلى أنابيب أخرى. وقال كوبريانوف"منذ البداية، كانت السلطات الأوكرانية مصممة على النزاع. وكانت تنوي الحصول على الغاز بطريقة غير قانونية، أي - بكلام أكثر وضوحاً - سرقة الغاز، سرقته من المستهلكين الأوروبيين". وكان رئيس الوزراء الأوكراني يوري اخانوروف، أعلن في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي أن لكييف الحق، بموجب عقد بينها وبين غازبروم، في الحصول على 15 في المئة من الغاز الروسي الذي يمر عبر أراضيها، ملمحاً إلى احتمال استخدام أوكرانيا الغاز العابر في الأنابيب في حال وقف تزويدها بحاجتها. ومن شأن مثل هذا التصرف أن يقلق أوروبا التي تستورد من روسيا، عبر أوكرانيا بشكل أساسي، ربع كمية الغاز التي تحتاج إليها. وأعربت المفوضية الأوروبية عن"القلق"من الخلاف الحاصل، ودعت إلى اجتماع لخبراء الاتحاد الأوروبي من أجل البحث في الانعكاسات المحتملة على الأسواق الأوروبية. وأشار المتحدث باسم"غازبروم"من جهته، إلى"انعكاسات اقتصادية كارثية على الاقتصاد الأوكراني"الذي يعتمد ثلث استهلاكه على الغاز الروسي. إلا أنه يحصل على الغاز أيضاً من مصادر أخرى مثل تركمانستان التي وقّعت معها أوكرانيا أخيراً اتفاقاً لاستيراد 40 بليون متر مكعب من الغاز في 2006، في مقابل خمسين دولاراً لكل ألف متر مكعب. وكانت أوكرانيا تستورد حتى الآن نحو 25 بليون متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً. وفي كييف، أكدت وزارة الطاقة الأوكرانية صباح أمس الأحد، أنها لم تلاحظ على الفور تأثير خفض ضغط الغاز الروسي.