لماذا كل هذا الكره والحقد والحسد والضغينة؟ رحم الله الموتى... وكتب الشفاء للمصابين! حاولت أن بدأ المقالة بعبارة تنسجم مع حادثة جسر الجمرات، وتقديم التعازي لأسر المتوفين من شهداء حادثة جسر الجمرات قبل أن أطرح السؤال إلا أنني فضلت طرحه لمحاولة بعض الوسائل الإعلامية جمع الفتات حتى تقتات من وراء تلك الحادثة الأليمة والفاجعة المأسوية على كل بني الإنسانية من المسلمين وغيرهم. كانت هناك وللأسف، وسيلة إعلامية غبية تحاول الاصطياد في الماء العكر، والاتصال بمن تسميهم"شهود عيان"بين الفينة والأخرى، عبر الهواتف الجوالة لكي تحلل وتفسر كيفما تريد، لا كما يقال ويصدر من بيانات رسمية، بدافع الحقد على المملكة العربية السعودية والكره لها. كانت نبرة الصوت القادمة عبر الفضاء"حاسدة"و"حاقدة"، تتسلل بسرعة عكس الصورة المنقولة، حيث تريد تلك القناة أن تنقل"صورة مشوهة سلبية"عن المملكة إلى ملايين المشاهدين من العالم في كل بقاع الأرض، برغبة التجييش والتهييج ضد بلاد الحرمين الشريفين. إنها فعلاً... لغة الحاسدين والحاقدين والأغبياء في زمن الحقيقة والصورة المرئية. كان بعض"شهود العيان"الذين اتصلت بهم تلك القناة"عقلاء"وردوا على سؤال الجهلاء .......، بأن الحكومة السعودية وفرت الكثير للحجاج لكي يقضوا حجهم في يسر وسهولة إلا أن المشكلات تأتي من تحت أقدام بعض الحجاج الذين لا يلتزمون بالتعليمات ولا ينفذونها. كانت وفاة وإصابة نحو 634 حاجاً"مأساة تراجيدية حزينة"إلا أن تلك الكارثة كانت تشكل لتلك القناة فرحة عارمة وعرساً غوغائياً، بل كانت عيداً جديداً حرك سكونها وأوقد شمعتها المحترقة، وهي لا تعلم أنها بتلك التغطية الإعلامية السخيفة قد احترقت وأحرقت ما تبقى لها من نور، ولا يبدو أن نوراً سيضيء لها في نهاية النفق المظلم الذي تتبعه. وستجد عبارة مكتوب عليها"لا يصح إلا الصحيح... أيها الكذابون المؤدلجون". كيف نصدق وسيلة إعلامية تتعاطى الكذب، وتقول الكذب، وتبحث عن فلول الكذابين، ولا يرضيها أن تكون صادقاً وإنما يسعدها أن تكون كذاباً محترفاً... إنها لعنة"الكذب"التي حلت بها في زمن الفضاء الواسع. كيف نصدق قناة تقول إن نجل ملك البحرين توفي في حادثة جسر الجمرات، وقبل ذلك تردد على الهواء أن السبب وراء الحادثة وجود موكب لشخصية رسمية هامة كانت تمر من فوق الجسر، والشرطة السعودية السبب وراء الحادثة لكونها كانت تسهل الطريق له، ما جعل هناك حالة تدافع وفوضى، ما أفضى إلى وفيات كثيرة! كيف نحترم أو نصدق إعلاماً مليئاً بالأهوال الكاذبة والأفكار المسمومة وقناة لا تحترم الحقيقة وتقول علناً إن الجهات الأمنية السعودية هي السبب الرئيسي وراء حدوث الكارثة؟ لماذا تحاول تلك القناة أن تبث السموم النتنة خلف كل ما هو"سعودي"بلغة حاقدة كريهة؟... هل نحن أعداء لتلك الدويلة الصغيرة في شكل قناة تحكي واقع علاقة من طرف واحد"بلا وازع أو ضمير"؟ لم أكتب عن هذه القناة منذ أن تأسست، بل هذه المرة الأولى التي أكتب عنها بعد أن فاض كذبها. وكثيراً ما انتقدت بعض الأمور الداخلية في بلادي بصوت مسموع، لكن"الحق حق"، تظل السعودية دولة كبيرة لا تنظر إلى الصغائر وحقد وكره صغار العقول والضعفاء، فهي تدرك جيداً"أن من يزبد فمه اليوم من حمى الكذب سيأتي عليه يوم يعلن فيه الندم على ما فعل". لم تخجل السلطات السعودية المعنية بشؤون الحج من إعلان عدد الوفيات والإصابات كما هو، وعلى رغم كبر العدد إلا أنها تفضل"قول الحقيقة"كرد على أصحاب الشعارات المزيفة والألسن الكاذبة. لم تجنح إلى التبرير على رغم جهودها العظيمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، لكونها تتعامل مع واقع سنوي، وعلى يقين أن وجود أكثر من مليوني حاج في بقعة صغيرة لا تتجاوز بضعة كيلومترات مرشح لوجود حوادث وفيات وإصابات يومياً، جراء التدافع والازدحام والأمراض وعدم تقيد الحجاج بالتعليمات. المملكة عملت وما زالت تعمل على كل شيء من أجل خدمة وحفظ أمن الحج والحجيج، لكنها تعاني من حجاج يأتون من بلدانهم من دون معرفة عن فريضة الحج، أو بالأحرى لا يفقهون ثقافة النظام والانتظام واتباع الخطط المعدة من الجهات المعنية بشؤون الحج، سواء عند رمي الجمرات أم طواف الإفاضة. كل مشاهد ومراقب شاهد تلك القناة أمس، شعر"بغصة"من التعامل"اللا مهني"الذي عملت على تكريسه في مصاب إنساني مأسوي ضد كل شيء له علاقة بالمملكة العربية السعودية، إذ حاولت تلك الوسيلة الإعلامية تقديم ركن الإسلام الخامس في قالب سعودي سلبي إلى العالم، وان تلك الحوادث تقف وراءها الحكومة السعودية والجهات المعنية بشؤون الحج. كيف تتجاهل جهد أكثر من 60 ألف جندي يعملون ليل نهار في خدمة الحجاج، إضافة إلى جميع قطاعات الدولة التي تمترست في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد للوقوف على راحة الحجاج حتى يؤدوا فريضتهم ويعودوا إلى بلدانهم؟ لماذا تزايد تلك القناة بخبث عبر فريضة الحج وسلوكيات الحجاج، الذين جاءوا طلباً للرحمة والمغفرة، والرغبة في مسح الذنوب والتقرب إلى الله. كيف تتحول بعض الماكينات الإعلامية إلى وسيلة حقد على العالم الإسلامي في وقت مأساة إنسانية لا نملك أمامها إلا قول"رحم الله الموتى"و"شفى المصابين". وعلى رغم تحويل تلك القناة الحاقدة مأساة أمس إلى"عرس غوغائي"ضد المملكة... إلا أنه يجوز لي تذكيرها بأنه سيأتي عليها يوم تعض فيه أصابع الندم على ما اقترفت بحق غيرها في زمن الحقيقة! [email protected]