حذرت دراسة علمية من ارتفاع معدلات السمنة في المجتمع السعودي بنسب عالية على نحو ينذر بالخطورة. وأوضحت الدراسة التي أجراها استشاري السمنة وتخفيف الوزن الدكتور فؤاد نيازي"أن التغيرات التي حدثت في العادات الغذائية وأنماط الحياة خلال السنوات الثلاثين الماضية كان لها تأثير على معدل انتشار السمنة"داعياً إلى"وضع برامج توعوية لرفع مستوى الوعي والحد من السمنة وزيادة الوزن". وكشف الدكتور نيازي"أن 29 في المئة من الرجال يعانون من زيادة الوزن مقابل 27 في المئة من النساء، في حين اتضح أن معدلات السمنة بين النساء وصل 24 في المئة والرجال 16 في المئة. وأشار من خلال الدراسة العلمية إلى"أن هذه النسب تعد من أعلى المعدلات على مستوى العالم لاسيما بين النساء"، موضحاً"أن معدلات انتشار السمنة في السعودية ارتفعت إلى نحو 30 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة". ونصحت الدراسة الذين يعانون من السمنة"باتباع نظام غذائي متوازن، وزيادة النشاط اليومي، وتناول بعض الأدوية الآمنة ومنها عقار"زينيكال"الذي يعمل على إيقاف عمل إنزيم تكسير الدهون في الأمعاء بنسبة ثلاثة في المئة، ومن ثم منع امتصاص ثلث كمية الدهون التي يجرى تناولها أثناء الأكل، ما يؤدي إلى إنقاص الوزن ومنع استعادة الوزن المفقود وخفض مستوى الكولسترول والسكر في الدم وتحسين ضغط الدم". وشددت الدراسة على"أن زيادة الوزن تؤدي إلى حدوث مضاعفات عدة وخطيرة، منها أن الشخص المصاب بالسمنة أكثر عرضة من غيره للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وأمراض الشريان التاجي، وتصلب الشرايين وهبوط القلب، وزيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستات عند الرجال، إضافة إلى عوامل نفسية منها عدم الثقة بالنفس والاكتئاب". وأوصت الدراسة بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن بمعنى تقليل حجم الوجبة الغذائية وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة، وهي أهم المتطلبات في أي برنامج علاجي فعّال، ثم يأتي بعد ذلك دور العقاقير الطبية التي يجب تناولها تحت إشراف طبيب اختصاصي وفقاً لمتطلبات كل حالة على حدة. ولفتت الدراسة إلى"أن تخفيف الوزن تدريجياً من نصف كيلو غرام إلى كيلو واحد أسبوعياً، هو أكثر الطرق فعالية للتخلص من السمنة وأكثرها صحية واستمرارية، أما الفقدان السريع للوزن فهو وإن كان يشعر من يعاني من السمنة بشيء من السعادة والسرور، إلا أنه ضار بالجسم ويؤدي إلى ضمور في العضلات بدلاً من التخلص من الشحوم الزائدة، وهو ما يجعل منه أسلوباً غير فعّال في التخلص من السمنة، والنتيجة تكون استرجاع الوزن المفقود في مدة زمنية وجيزة".