في الأول من الميزان كل عام يقف السعوديون في تجربة فريدة أمام شعوب العالم عنوانها"الإنجاز والبناء"، وتاريخها"بطولة رجل جمع الله على حبه أمة، فسارت على دربه في تحدي الصعاب تحت شعار:"لا إله الا الله محمد رسول الله". بنى الملك المؤسس دولته على أسس ومبادئ كانت عنواناً على مدى 75 عاماً عن التوحيد، واختار لها اسمه ارتباطاً من عروبته وفخره بأرضه وجذوره المملكة العربية السعودية. عُرفت السعودية منذ اكتمال توحيدها بحرصها الشديد على ارساء قواعد الأمن والأمان وبناء الوطن وتنميته والاستفادة من الطاقات المتوافرة كافة. والتزمت السياسات في البلاد بالتمسك بمبادئ الجدارة والحيدة في اختيار العاملين في الخدمة المدنية كمدخل لابعادها من جميع المؤثرات الشخصية والاجتماعية لتكون خدمتها في الاتجاه الصحيح وفق السياسة والأسلوب المعتمد من قبل الدولة. منذ غرس النواة الأولى للخدمة العامة في المملكة عام 1345ه، تحظى الوظيفة المدنية ووعاؤها التنظيمي باهتمام كبير من قادة هذه البلاد، لأنها، أي الوظيفة العامة، تمثل اليد التي تمدها الحكومة للمواطن من التعليم والخدمة الصحية والرعاية الاجتماعية والخدمات البلدية وغيرها مما يعين المواطن في شؤونه الحياتية ويسهم في رفاهيته فينعكس ذلك ايجاباً على عطائه موظفاً وسلوكه مواطناً صالحاً. اليوم الوطني للسعودية رمز لوحدة هذه البلاد وانطلاقها كدولة حديثة تسابق الزمن في النمو والتطور وهذا اليوم العزيز على كل مواطن يضيء في الانفس اركاناً تمتد الى مراحل عدة من مسيرة هذه البلاد. وكان للخدمة المدنية حظ وافر من اهتمام الدولة إذ انجزت عدداً من خطط التنمية التي فتحت أبواباً رحبة للخدمة المدنية فتوسعت وانتشرت وتعددت مجالاتها تجاوباً مع المعطيات الاقتصادية للبلاد. اننا ونحن نتمتع بأول عطلة رسمية لليوم الوطني منحتها القيادة ابتداءً من هذا العام لأبنائها الموظفين، تقديراً لأهمية هذا اليوم في تاريخ الوطن، وما يصاحب هذه العطلة من فرحة عمت جميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين بما شملتهم به المكرمة الملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من زيادة في الرواتب والمكافآت، ومنذ الذكرى الرابعة والستين 1425ه لم تتوقف عجلة الانجاز والاهتمام بشؤون الخدمة المدنية. إن بوادر العهد الجديد ومكرمات قائده مجال مفتوح لاستشراف المستقبل الذي يتمناه موظفو هذه المملكة، فقد جاءت القرارات مؤكدة أن ما سيتحقق مستقبلاً استناداً إلى واقع الحال هو نقلة نوعية في مجال الخدمة المدنية، دعامتها الاصلاح الاداري من جهة، والقرارات التنظيمية من جهة أخرى، والمكرمات الملكية تتويج لها، وثمارها حسن الأداء وما لذلك من دور مهم في رفاهية المواطن والمقيم. * وزير الخدمة المدنية