يعدّ معظم الشبان فترة الخطوبة مهمة جداً في حياة المقبلين على الزواج، فهي مرحلة تعرف الطرفين على طباع بعضهما، لذلك هي مرحلة تعزز الاتفاق، أو نقيضه وتسمى هذه الفتره"الملكه". ويعتبر اتخاذ قرار الزواج أحد أهم القرارات في حياة الإنسان، فهو التزام لا يجوز الاستهانة به، وينبغي أن يخضع المرء نفسه لتقويم نفسي يرى به مدى تقبله أخذ هذه الخطوة المهمة التي تعد منعطفاً رئيساً في الحياة. ويعدّ وجود فترة خطوبة معقولة خياراً لدى البعض، مثلما يعتبر ما يسمى"الزواج السريع"التقبل السريع للشريك بحسب ميزات شكلية مثل الإعجاب به لمظهره أو لحضوره المتميز، أو هي الرغبة في الإنجاب، أو ربما لأسباب مادية بحتة، أو التملص من ضغوط الأهل ورغبة الفتاة في ترك منزل الوالدين. وتختلف العادات والتقاليد المتبعة في مختلف المناطق وربما في المنطقة الواحدة تبعاً للمدينة أو البيوت المتجاورة باختلاف العائلات التي تسكنها في تقاليد الزواج وفترة الخطوبة الملكة وما يترتب عليها من السماح للمخطوبين في فترة ما بعد عقد القران وحتى الزفاف بالخروج والمقابلة على انفراد من عدمه. وتقول امتثال أبو السعود في العقد الثالث التي تزوجت في سن مبكرة جداً 15 عاماً إنها لا تعرف متى بدأت العائلات في القطيف وسيهات اعتماد فترة الخطوبة الملكة الطويلة، وتضيف"هناك مستجدات على المجتمع لا يمكن تحديد بدايتها". وتؤكد"فترة الخطوبة الطويلة ليست شيئاً عاماً فهي موجودة عند البعض ويفضل البعض أن لا تزيد على سنتين بينما يسمح البعض باستمرارها لمدة تزيد على أربع سنوات". وتشير إلى أن استمرار فترة الخطوبة طويلاً له سلبياته وإيجابياته، ففي حين أنها قد تتيح مزيداً من التعارف بين الطرفين تكون في الوقت نفسه أحياناً عاملاً للبعد والتنافر بين الزوجين وتقول:"إن إطالة فترة الخطبة بعد العقد يجب أن تكون لها مبرراتها". وعن ميزاتها تقول:"تنمي الشعور بأهمية الحياة الزوجية على رغم ما يعتريها من مجاملات ومشاعر جياشة والعيش في جو بعيد من الواقع"، كما تعتقد أن هذه الفترة فرصة لتحصيل تكاليف الزواج والمتطلبات المالية للحياة الجديد، إذ إن الزواج السريع دائماً يخلف الديون ما يسهم في خلق المشكلات الأسرية بين حديثي الزواج. وتعتقد أن"وجود فترة خطوبة - من منظورنا الشرعي - أفضل في حال عدم وجود توافق للانفصال أو الطلاق وأقل كلفة منه في حال وجود الزوجين في بيت واحد حيث يبدآن التفكير في نظرة المجتمع إلى المطلقة والمطلق فيصعب عليهما الفراق وقد يعيشان في مشكلات لا تنتهي". وترى مي عبدالله 26 عاماً أنها ضحية للزواج الفجائي والمتسرع،"كنت في موقف لا أحسد عليه، الزوج المتقدم مناسب من جميع النواحي وفقاً للمقاييس الموضوعة من عائلتي". وتعتقد أن ما يرمي إليه والداها في قبول الزوج والاستعجال في ترتيباته هو الستر والاطمئنان على مستقبل ابنتهما من دون وضع الاعتبارات الأخرى من توافق وتفاهم نصب أعينهما، لذلك تسن الممنوعات منذ بداية فترة الخطوبة فلا مقابلات ولا حديث لساعات على الهاتف وغيره، تقول:"لم أعرف عن زوج المستقبل سوى شكله وبعض صفاته العامة، فلا يلومني أحد على طريقة تقبل بقية صفاته وطباعه". وتشير مي إلى أن ما تعرضت له خلال فترة خطوبتها وزواجها هو"جريمة"في حقها من الأهل على رغم محاولتهم وسعيهم إلى الأفضل وما يخدم مصلحة أبنائهم. أما دلال حسن فتؤمن بأن الفتاة في السعودية هي في الغالب ضحية الزواج المتعجل والتقليدي، وترى أن الإطالة في فترة الخطوبة تكون بعد إتمام عقد القران الملكة حتى تتم كل اللقاءات في إطار شرعي، فهي ترى أن هذا حل يعطي الطرفين فرصة للتراجع في الوقت المناسب، لكن إتمام الزواج في وقت قصير يضع الزوجين في موقف محرج يصعب التراجع فيه، وتضيف"حين أكون مطلقة بعد فترة ملكة طويلة أهون من مطلقة بعد إتمام الزواج وربما وجود أطفال". أما منال خليل 28 عاماً فترى أن الخطوبة الطويلة قد تولد مشكلات بعكس الاعتقاد السائد بأنها تختصر المشكلات اللاحقة، وتوضح أن الزواج يقرب ويعزز التفاهم بين الزوجين أكثر من الخطوبة ويجعلهما قادرين على التفاهم واستيعاب بعضهما كما أن وجودهما في بيت واحد عامل مهم في التقليل من تفافم المشكلات. وتزداد أهمية فترة الخطوبة وإن كانت بعد عقد القران الملكة في مجتمعاتنا الشرقية المسلمة، نظراً إلى عدم وجود مفهوم التعرف خارج إطار الخطوبة كما هو حاصل في الغرب، كما تعتبر الخطوبة فترة النضوج الذهني وتأهيل الذات للارتباط وتحمل مسؤولية الزواج.