كشفت دراسة حديثة أجريت على 19 ألف طفل سعودي دون سن الخامسة، أن 77 في المئة من الأطفال يتناولون الحليب الاصطناعي خلال الشهر الأول من العمر، وذلك مؤشر قوي على تغلغل شركات الحليب الاصطناعي في المؤسسات الصحية في السعودية. وأوضح المشرف العام على إدارة التغذية المنسق الوطني لبرنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية الدكتور محمد بن صالح الجاسر، أن عشرة مستشفيات سعودية تابعة لوزارة الصحة نالت مسمى مستشفيات"صديقة الطفل"من منظمة اليونيسيف، بينما احتلت الصين المرتبة الأولى في هذا التصنيف ب6312 مستشفى. وأضاف الجاسر أن الدراسة توصلت إلى أمور عدة، أهمها أن مسوقي شركات الحليب الاصطناعي استطاعوا الوصول إلى الأمهات المرضعات، وإقناعهن بأن الحليب الاصطناعي أفضل من الرضاعة الطبيعية، بغرض الحصول على أكبر قدر من الربحية عند زيادة حجم مبيعات علب الحليب الاصطناعي، منوهاً إلى أن نظام العمل في الحقل الصحي يسمح للأمهات العاملات بساعة يومياً من الدوام الرسمي لإرضاع أطفالهن، من باب التشجيع على الرضاعة الطبيعية، وتقديراً لجهود النساء العاملات لظروفهن الأسرية. وذكر الجاسر أن السعودية تعتبر من ضمن 118 دولة وقعت على المدونة الدولية، التي تشدد على توفير التغذية الآمنة والمناسبة للأطفال، لما فيها من فوائد صحية عدة، بعكس الرضاعة من الزجاجة التي تتسبب الإصابة بالعديد من الأمراض، كالإسهال ومشكلات التنفس، مشيراً إلى أن برنامج الرضاعة الطبيعية في السعودية بدأ عام 1992 في مستشفى الولادة والأطفال في الرياض، بعد حصوله على لقب أول مستشفى صديق للطفل، ثم كُلفت الإدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة بمهام المنسق الوطني لبرنامج الرضاعة الطبيعية عام 2000، وفي ضوء ذلك، قامت الإدارة العامة للتغذية بخطوات عملية عدة لإنجاح البرنامج الذي يعتمد على أسس ثلاثة: تطبيق برنامج مستشفيات صديقة الطفل، وتطبيق المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم، وتوعية الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية. وأكد الجاسر أن احتمال وفاة الأطفال الذين يرضعون اصطناعياً يزداد بمعدل بين 15و20 مرة عن الأطفال الذين يرضعون طبيعياً، وذلك بين الأشهر الثلاثة والأربعة الأولى من العمر، بل وفي أحسن الأحوال، يتضاعف احتمال الإصابة بالنزلات المعوية لدى الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة خمس مرات عن الأطفال الذين يرضعون طبيعياً.