تتردد فوزية الشريف على مشاغل الخياطة بصفة مستمرة، تصل إلى ثلاث مرات في الأسبوع الواحد، خصوصاً إذا كانت لديها مناسبة اجتماعية. وترجع فوزية 34 سنة سبب ترددها المستمر على مشاغل الخياطة إلى عدم توافر مقاسها في معظم المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة. وتقول:"أجد صعوبة كبيرة في اختيار ملابسي، خصوصاً فساتين السهرة، إذ إن غالبية المحال لا تتوافر فيها مقاسات كبيرة، وتقتصر موديلاتها على مقاسات ذوات الأجسام الرشيقة، أما نحن - البدينات - فمن النادر أن نجد ملابس جاهزة على مقاساتنا". فوزية ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، إذ ترتفع معدلات البدانة لدى الكثيرات من السعوديات، ما دفع غالبية محال الأزياء النسائية في السنوات الخمس الأخيرة إلى تخصيص ركن خاص للمقاسات الكبيرة. وحتى تلك الأركان لم تف بالغرض، على رغم الإقبال المتزايد عليها من السيدات، على حد قول أحد البائعين في شارع التحلية عبدالرحمن الجهني، الذي أكد"أن نسبة إقبال السيدات على شراء الملابس ذات المقاسات الكبيرة في تزايد ملحوظ، حتى في فترات الركود". وأشار إلى أن القسم يوفر أحدث الموديلات والجديد في عالم الموضة، وأن غالبية زبائنه من السيدات اللائي تزيد أعمارهن على 30 عاماً. وعلى رغم توافر أقسام متخصصة من الماركات العالمية للمقاسات الكبيرة في معظم محال الملابس النسائية، إلا أنها لا تجذب الكثيرات لاقتنائها، إذ يفضلن خياطة ملابسهن بدلاً من شرائها. تقول عبير أحمد 26 عاماً:"أقتصر في شراء الملابس الجاهزة على البنطال، أما بقية القطع كالبلوزة والقمصان الرسمية والتنانير وفستانين السهرة وغيرها، فألجأ إلى مشاغل الخياطة لتفصيلها". وترجع عبير سبب إقبالها على خياطة ملابسها إلى عدم توافر موديلات مختلفة من الملابس في المحال المعروفة، إذ إن غالبية الموديلات مخصصة لكبيرات السن، ولا تناسب سني". وتضيف:"ان هناك بعض الماركات التي توفر ملابس للبدينات، ولكن أسعارها مرتفعة، ومن الصعوبة التسوق منها بشكل دائم". وتتفق معها غيداء مصطفي، التي تفضل خياطة ملابسها عن تلك الجاهزة. وتقول:"من النادر أن أجد ملابس متوافرة على مقاسي في محال الملابس الجاهزة، وإن وجدت المقاس فإنه لا يناسب ذوقي، فغالبية الملابس ذات طابع واحد من حيث الألوان والموديلات، لذا أفضل شراء الأقمشة على ذوقي، وأفصلها بحسب الموضة، إذ اقتبس بعض الموديلات من الملابس المعروضة في المحال الجاهزة". ومشكلة البدانة تجعل الفتاة والسيدة البدينة تبتعد كثيراً عن خطوط الموضة، ولكن الغالبية العظمى منهن يحاولن تتبع خطوط الموضة والظهور بمظهر مميز، وهذا ما يجعلهن أكثر تردداً على مشاغل الخياطة من غيرهن، إذ يستمعن لنصائح من الخياطات والاختصاصيات في هذا المجال، لأخذ آرائهن إذا كان الموديل المختار يناسب أجسامهن أم لا. وهذا ما أشارت إليه مصمصة الأزياء السعودية حنان مدني في حديثها إلى"الحياة". وتضيف:"فساتين السهرة يمكن اللعب فيها بواسطة بعض القصات الخاصة لإخفاء عيوب الجسم، عن طريق قص القماش بوسائل مختلفة بالنسبة للبدينات حتى نستطيع إخفاء عيوب الجسم كافة". وتنصح مدني البدينات بالابتعاد عن الملابس الضيقة عند الوسط حتى لا تبرز عيوب البطن، وكذلك الملابس الضيقة من الأعلى والواسعة من الأسفل خصوصاً في موديلات البنطال، لأنها تظهر جسم المرأة بشكل أضخم من الواقع، وعليهن أيضاً الابتعاد عن دمج لونين معاً في فساتين السهر، والبعد كذلك عن الأقمشة متعددة الألوان، واستخدام لون واحد خصوصاً في ملابس السهرة". وتخلص إلى القول:"تستطيع البدينة اختيار أى لون، لكنها تفضّل ارتداء الألوان القاتمة، لأنها تظهر الجسم بشكل أجمل من الفاتحة".