بدأ مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة من خلال جمعية أصدقاء مرضى السكر، في تطبيق برنامج جديد لعلاج المرضى الذين يعانون من مرض السكري، من خلال استخدام جهاز مضخات الأنسولين الذي حقق نتائج مشجعة على مستوى العالم، وجرى تركيبه لأكثر من 26 طفلاً في مدينة جدة إضافة إلى تسعة مرضى من كبار السن. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي انتشر فيه داء السكري بين الكثير من السعوديين، وأصبح المرض الأول على مستوى المملكة العربية السعودية. وتقول اختصاصية التغذية ومثقفة السكري والمدربة المعتمدة لمضخة الأنسولين في الجمعية حنان سرحان،"إن مضخة الأنسولين هي أقرب وسيلة علاج تشبه البنكرياس الطبيعي للجسم، وتعمل المضخة على إفراز الأنسولين إما بشكل متواصل خلال 24 ساعة، أو من طريق جرعة عند الأكل". وتوضح سرحان آلية عمل المضخة قائلة"إنها تضخ الأنسولين بشكل متواصل خلال 24 ساعة، إذ تغطي حاجة الجسم الأساسي من الأنسولين للحفاظ على مستوى ثابت وطبيعي خارج أوقات الوجبات، ما يجعل مستوى السكر ثابتاً وطبيعياً طوال الوقت". وتضيف أن"الطبيب الاختصاصي يعمل على معايرة وضبط الأنسولين حسب حاجة كل مريض من الأنسولين الأساس، ليبرمج ويخزن بالمضخة". وأشارت إلى أن"المضخة تعتبر أفضل وسيلة لعلاج سكر الأطفال والشبان، وعلاج ظاهرة أي ارتفاع لمستوى السكر في الدم عند الساعة الثالثة فجراً، وعلاج حالات هبوط السكر المتكرر، وللوقاية من غيبوبة هبوط السكر خصوصاً أثناء النوم أو حالات عدم إدراك هبوط السكر". وأوضحت سرحان أن"المضخة تضخ الأنسولين حسب جرعة الأكل، إذ يحسب المريض بمساعدة اختصاصية التغذية كمية الكربوهيدرات في وجبة الأكل، وتعمل اختصاصية التغذية على تدريب المريض على تقدير الكربوهيدرات الموجودة في الطعام". وأشارت إلى أن"المضخة توفر للمريض العلاج بيسر وسهولة، إذ إن المريض يعطي لنفسه جرعة الأكل بضغط زر الجرعة ضمن المضخة، وبالتالي تريح المريض نهائياً من وخز الإبر وتمنحه إحساساً رائعاً بالحرية من القيود السابقة المفروضة للعلاج بالإبر، تمنحه إمكان تغيير أو تأخير مواعيد الوجبات حسب رغبته، من دون الخوف من هبوط السكر أو ارتفاعه كأي شخص طبيعي". يذكر أن مضخة الأنسولين عبارة عن جهاز صغير خفيف الوزن بحجم جهاز النداء الآلي"البيجر"، ويحوي بداخلة خزان أنسولين يعبأ بما يحتاجه المريض من الأنسولين لمدة ثلاثة أيام، ويكون الخزان متصلاً بأنبوب بلاستيكي رفيع شفاف يلصق طرفه بالجلد في منطقة البطن أو الفخذ أو الأرداف، ويصل الأنسولين إلى داخل الجسم من خلال قنينة بلاستيكية رفيعة جداً تحت الجلد لا يشعر بها المريض. كما أن المريض يغير الخزان والأنبوب مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ويستطيع الطبيب ضبط جرعة الأنسولين بما يتناسب مع حياة المريض اليومية، في أوقات المرض والسفر والإجازات والرياضة والصوم، فالمضخة تعتبر أفضل وسيلة لتنظيم مستوى السكر بالدم وبالتالي تحول دون حدوث المضاعفات.