على وقع طرقات الباب استيقظت منال من نومها، لتصدمها الخادمة بكلمات "منال بابا فهد في موت". ولم تصدق الخبر،"على رغم نهوضي من السرير، وتوجهي إلى الصالون إلا أنني كنت أتوقع أن يكون الأمر حلماً". بيد أن مشاهدة منال أفراد أسرتها يبكون"متسمرين"أمام التلفزيون جعلها توقن أن الأمر حقيقة. وتقول منال:"وجدت والدي ووالدتي أمام التلفزيون وأخوتي الصغيرات من حولهما يبكون". وزاد يقينها حين أخبرتها والدتها بصوت متقطع"الملك مات". ولم تستطع حبس دموعها من الحزن. وتقول:"من منا يستطيع نسيان ما قدمه الملك فهد لشعبه؟ كان إنساناً عظيماً بكل المقاييس". ولم يكن الحزن مقتصراً على المنازل، بل امتد إلى المراكز والمعاهد الصيفية. وتقول رنيم عبدالعزيز:"في الساعة التاسعة والنصف، وأثناء فترة الراحة بين الدروس تجمعت زميلاتي في مقهى المعهد، لتناول الإفطار، ووضعن وجباتهن إمامهن، ولكن لم يستطعن أن يتناولن شيئاً بعد اتصال أتى إلى إحدى الزميلات، ونقل لنا خبر وفاة الملك، وبقينا نحو ساعة بين الصمت وتبادل النظرات الحزينة". وتضيف"كنا خجلات من البكاء أمام بعضنا، ولكننا لم نستطع أن نحبس الدمع في عيوننا". وحين عادت رنيم مع زميلاتها إلى الفصل الدراسي، وبدأت معلمتهن الأجنبية في شرح مادة الإنكليزي، لم تجد من تصغي لها. فقالت لهن"أعلم أن الخبر أثر عليكن، ولهذا أمتنع عن الشرح، تضامناً معكن، واطلبن من الإدارة الخروج لمنازلكن". وهذا ما حدث، فلقد خرجت الطالبات جميعاً على أن يعدن يوم السبت المقبل. ولم تتمكن الخريجات في برنامج الأمير محمد بن فهد الصيفي القسم النسوي، من فرحة التخرج. وتقول الخريجة هبه عبدالعزيز:"لم نكن نعلم بوفاة الملك، وحضرنا للمعهد لتسلم شهاداتنا، ونحن في أكمل زينتنا، بيد أننا فوجئنا بإلغاء مراسم الاحتفال، وبعدها عرفنا السبب". كما قررت مريم تأجيل حفل عقد قرانها، المقرر مساء الخميس المقبل. وتقول:"لا أستطيع إتمام الحفل في مثل هذه الأوضاع، لأن الحزن سيطغى علينا، وهذا شعور لا نستطيع إخفاءه، فهو أمر إنساني". وتضيف مريم"رحيل الملك يذكرني بخبر وفاة والدي، عندما وصلتني رسالة عبر الجوال، ومضمونها تعزية بوفاة الملك، ولقد بكيت كثيراً، فأنا اشعر ان هناك رابطة تربطني به، فهو من أسرتي". وتشعر إيمان العنزي بالحزن على رحيل ملك"أمضى حياته في خدمة دينه ووطنه"، وشعور بالثقة في خليفته، الذي"ورث الحكمة عن أسرة عريقة". وتقول سمر الطلال:"كلنا ثقة في أبي متعب، الذي عرف عنه مناصرته قضايا المرأة، وتأكيده على مساواتها بالرجل، مستمداً ذلك من الشرع الحنيف، الذي لم يفرق بين الرجل والمرأة إلا بالتقوى والعمل الصالح". وتتوقع الشقيقتان فتون ونادية ناصر أن تشهد المملكة خلال عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز"قفزة في المجالات كافة". وتقول فتون:"خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم الملك فهد، وأثناء تولي الأمير عبدالله دفة الحكم في البلاد حقق إنجازات عدة، وكلنا نتوقع أن تتواصل سلسلة الإنجازات خلال السنوات المقبلة".