بين واقع لا يصبو للحد الأدنى من تطلعات السعوديين لما تكون عليه مطارات السعودية وبين بارقة أمل تنبلج من تحركات الهيئة العامة للطيران المدني يبقى الانتظار سيد الموقف لرؤية ما تخفي الأيام. السعوديون من الشعوب كثيرة السفر، لذلك فهم اعتادوا على التعامل مع مطارات خارج السعودية في أوروبا وأميركا وشرق آسيا. يرون في هذه المطارات ما لا يرونه في مطاراتهم المحلية، بعضهم ينتقد حال المطارات السعودية، وآخرون يطالبون بالتحسين، وفئات أخرى تحلم بمطارات سعودية على شاكلة «هيثرو» أو «أوكلاند». يجد ممدوح الزهراني إن أبرز الملاحظات التي رصدها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أن نقل الركاب من وإلى الطائرات يتم عن طريق باصات للنقل في حين أن مطارات دولية أخرى في الداخل السعودي يتم النقل من طريق جسر يصل بوابة الخروج أو الدخول بباب الطائرة مباشرة. وتمنى أن تقدم المطارات في السعودية خدمة يجدها المسافرون في شتى أنحاء العالم إلا في السعودية تتمثل في المناداة بأسماء الركاب المتأخرين والمتواجدين في صالات الانتظار من أجل صعود الطائرة. ويحكي محمد العمري أن أكبر الإشكالات التي تواجه المطارات السعودية المحلية منها أو الدولية على حدا سواء هي الغلاء الكبير في أسعار السلع التي تباع في المطارات. وأردف صحيح أن جميع مطارات العالم وليس السعودية فحسب تعد أسعار السلع فيها أكبر من المدن المتواجدة فيها إلا أن المطارات السعودية بها أسعار لا تقارن بأي من المطارات واستشهد بأن كوباً من القهوة يكلفه في المطارات السعودية قيمة لا تقل عن 17 ريالاً وهو ما يعد 3 أضعاف السعر العادي. وحول مستوى الخدمات في المطارات الدولية السعودية والمحلية مقارنة بالعالمية، قال: «في مطار أوكلاند الدولي في نيوزلندا تجد وسائل ترفيه عدة تجعلك للوهلة الأولى تعتقد بأنك في مدينة ترفيهية ولست في مطار». وتابع: «في مطار أوكلاند تجد مسبحاً ومقهى إنترنت وكراسي مساج إضافة إلى مدينة ألعاب صغيرة للأطفال وبأسعار رمزية، إضافة إلى تشكيلة من المطاعم التي تراعي مختلف الأذواق العالمية،. وزاد: «المطارات السعودية لا تقوم بإيجاد أماكن مخصصة للمطاعم الشهيرة، وكل ما يمكن الحصول عليه هو وجبات خفيفة بأسعار باهظة». وطالب العمري بإيجاد الحلول التي تكفل عدم إلغاء رقم الحجز بمجرد التأخر عن رحلة الذهاب، ما يوقع الكثير من المسافرين في حرج عند العودة. من جانبه، اكتفى المتحدث باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري بالقول إن مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد سيكون برؤية مختلفة كما سيحتوي على قرية عالمية للشحن. وأكد على أن الإدارة العامة لهيئة الطيران المدني تسعى لتفادي السلبيات في المطارات القديمة عبر التطوير المتواصل فيها علاوة على أن المطارات الحديثة روعي فيها التصميمات العالمية. ورد بخصوص عدم مناداة المسافرين عند تأخر رحلاتهم إلى أن هذا من اختصاص الشركات المشغلة، وليس ضمن المهام المخصصة هيئة الطيران المدني. وشدد على أن الهيئة تسعى بشكل دؤوب إلى تطوير مستوى خدمات الطيران والمطارات في السعودية.