لم يخطر ببال مها وزوجها اللذين عادا للتو من إجازة الصيف التي قضياها في دولة غير عربية أن يتعرضا لعمليات نصب واضحة هناك، قررا على إثرها قطع الإجازة بعد أسبوع واحد من بدايتها، والعودة سريعاً إلى السعودية، ليست لسبب سوى أن مها وزوجها قادمان من منطقة الخليج العربي، وتحديداً من السعودية، إذ يتميز أهل هذه المنطقة بالعيشة المرفهة. وفور عودة مها، ذهبت إلى أحد فروع المصرف الذي يضم حسابها الشخصي لتستطلع ما تبقى فيه، إذ وجدت 6700 ريال من أصل 26 ألف ريال، ولا تعلم من سحب هذا الفارق 19.300 ريال من رصيدها. وتقول مها:"لم نجن من السياحة الخارجية سوى ضياع أموالنا وسرقتها في عز النهار، من أناس يعتقدون أن الإنسان الخليجي يحمل في جيبه مصرفاً متنقلاً". وتضيف"قررت وزوجي الذهاب إلى تلك الدولة بعد أن سمعنا عنها قصائد شعر وإطراءً من الذين زاروها من الأهل والأصدقاء، ولم ننتظر بدء الإجازة لإنهاء إجراءات السفر إلى هذا البلد، إذ حجزنا على خطوط الطيران قبل موعد السفر بأكثر من شهرين، ولم نتخيل أن نكون ضحية الطمع والجشع في كل من يأتي من منطقة الخليج العربي، بخاصة السعودية إذ فوجئنا هناك أن الأسعار مرتفعة في شكل جنوني لكل من تظهر على لغته اللكنة السعودية، على عكس الجنسيات الأخرى". وتتابع"دخلت إحدى مكائن الصراف الآلي هناك، وسحبت مبلغ2000 ريال، ووضعت بطاقة الصراف في حافظتي، وفي غضون ثوانٍ وأنا أضع ابنتي الصغرى في دراجتها، أخُذت الحقيبة على ما يبدو، ولا أعلم من أخذها وسحب بها مبالغ من الرصيد، وأحمد الله إن جوازات السفر لم تكن في الحقيبة في ذلك الوقت". وتقول الدكتورة أمل إن"الأجانب يرون إن السائح السعودي مكسب لهم، وإن الفترة الصيفية هي أوج فترة يرتفع فيها اقتصاد الدول المجاورة التي يقصدها السعوديون للسياحة". وتتحدث عن موقفها الذي حدث لها في عاصمة عربية، وتقول:"قبل عامين، عندما كنت أستعد لتحضير رسالة الدكتوراه في تلك الدولة، فقررت الذهاب إلى المكتبة لشراء كتب أحتاج اليها في الأبحاث، وعندما تكلمت مع أحد الباعة في المكتبة ليرشدني إلى قسم كتب علم النفس، سمعني طفل صغير، ففر مسرعاً إلى"الكاشير"وهو يقول له هذه الزبونة سعودية، وبائع يخبر بائعاً، لم أعر هذا الموضوع اهتماماً، وعندما وصلت لمكان"الكاشير"وجدت أن المبلغ المطلوب مني مرتفع للغاية ولم أتوقعه، برغم أن الكتب في تلك الدولة أسعارها متواضعة". ولجأت الدكتورة أمل لزميلة من أبناء البلد وأخبرتها بما حدث لها في المكتبة، فقالت لها زميلتها:"إذا أردت الذهاب للمكتبة اخبريني أذهب لمرافقتك، ولا تتحدثي أمام أحد حتى لا يعلموا انك سعودية، لأن السعودي يرفعون عليه السعر أضعافاً مضاعفة".