أهم الواجبات التي لا بد للمحامي أن يتحلي بها. واجبات المحامي تجاه موكله 1- يجب على المحامي أن لا يتوكل عن أهل الخصومات والدعاوى بالباطل، الذين يفترون على الناس ويريدون ظلمهم بالتعدي على حقوقهم، وبناء على ذلك، ينبغي على المحامي قبل أن يقبل التوكيل في قضية معينة أن يدرسها، ويعرف هل صاحبها محق في دعواه أم من المبطلين الذي يدعون ما ليس لهم، فإن كان من الصنف الأخير فعليه ردها، ولا يقبل إلا قضية فيها عون للحق والعدل. 2- يجب على المحامي أن يخلص للموكل ويلتزم بما تضمنه عقد الوكالة، ويبذل له الجهد والنصح في المطالبة بحقه إذا كان طالب حق، أو بالذود عنه إذا كان مطالباًً بدعوى عليه، فالمحامي أمين وعليه أن يرعى الأمانة الموكلة إليه، وألا يكون همه الأوحد الحصول على الأجر المادي الكبير، بل لا بد من أن يكون موضوعياً في تقديره لإتعابه، ولا يتأثر بقلة اجرته بالتقاعس عن أداء ما أوكله إليه موكله، ومن النصح للموكل أن يراعي المحامي حال موكله، فإن تبين له أن موكله يريد بدعواه الإضرار بخصمه من دون وجه حق، فعليه أن يعمل على إثنائه عن هذا المسلك، فإن أبي إلا مواصلة نهجه، فعليه ألا يقبل التوكل عنه، لأن في قبوله لذلك إعانة على باطل وهو أمر محرم. كما أن على المحامي أن يحترم المواعيد الإجرائية المتعلقة بالدفوع التي ينبغي عليه الدعوى بها لكفالة حق موكله في الدفاع، كما يجب أن يكون دفاع المحامي جدياً وجوهرياً، ويقصد بذلك أن على المحامي أن ينازع منازعةً جادة ومنتجة في أحد عناصر الادعاء، سواء تعلق ذلك بموضوع الدعوى أم بإجراءاتها. 3- يجب على المحامي المحافظة على أسرار مهنته، لأن طبيعة عمل المحامي تجعله يتلقى معلومات وأسراراً، ما كان لها أن تصل إليه لولا الأضرار التي دفعت أصحابها إلى إفشائها إليه في سبيل الحصول منه على حلول لمشكلاتهم وقضاياهم، ثقة به، واطمئناناً إلى أنه محل أمين لحفظ أسرارهم، ولذا وجب على المحامي، بمقتضى الشرع، أن يحافظ على ما يصل إليه من أسرار من موكليه، وألا يبوح بها بأي حال، إلا بموافقة المعنيين بذلك، أو أن يتأكد من أن في البوح بها تحقيقاً لمصلحة موكله. 4- يجب على المحامي أن يوجه نشاطه إلى الحد من وصول الخصومات إلى مجلس القضاء، لأن أعظم جانب من عمل المحامي هو ذلك الجهد الذي يبذله قبل إقامة الدعوى في محاولة التوفيق بين الطرفين واستخدام خبرته في فض النزاع ودياً. فالمحامي الأمين يستطيع أن يقوم بأكثر من مجرد فحص النزاع لتقدير مدى جديته واستبعاد ما لا جدوى في المنازعة فيه، ذلك لأنه يستطيع أن يستعمل نفوذه الأدبي لتمكين طرفيها من إنهاء المنازعات صلحاً. وهذا الواجب يعد واجباً أدبياً، وإلا فإن المحامي غير ملزم بالسعي إلى إجراء الصلح بين المتخاصمين إذا كان موكله يرغب في مواصلة التقاضي والحصول على حقه بموجب حكم نهائي. واجبات المحامي تجاه خصم موكله إن المحامي أقدر من موكله على ضبط انفعالاته وتعامله مع خصمه، لذلك فهو لا يُعذر في أي تجاوز، أو سوء تعامل يحدث منه تجاه خصم موكله، فعليه أن يتعامل معه بكل تقدير، مهما كانت درجة الخلاف بينهما حول الدعوى. ويشمل واجب المحامي تجاه خصم موكله احترام محامي الخصم كذلك، فعلاوة على حقه المماثل لحق الخصم الأصيل، فإن له حقاً إضافياً توجبه الزمالة في المهنة"ومهمة المحاماة هي مشاركة السلطة القضائية في تحقيق العدالة، ومما يعوق تحقيق العدالة تعسف المحامي في استعمال حريته، بإبداء دفوع تسويفية من شأنها تعطيل سير العدالة". ومن حسن تعامل المحامي مع خصم موكله تجنب إثارة الأمور الشخصية، التي قد تسيء إلى الخصم، أو ذكر ما يمس شرفه وكرامته، من دون الحاجة إلى ذلك في الدعوى المقامة، لما في ذلك من التجريح غير الموضوعي، الذي يثير الضغائن والعداوات، ويتعارض مع رسالة المحامي في تحقيق العدل والوصول إلى الحق بأفضل الطرق. لذا كان لزاماً على المحامي أن يكون بعيداً من المواقف الدنيئة، التي قد يلجأ إليها بعض المتداعين للتعريض بخصومهم، والنيل من أعراضهم في محاولات بائسة للتأثير في سير الدعوى، والطعن في صدقية خصومهم أمام القضاء، ولو كان ذلك بعيداً من موضوع الدعوى، والمدعي في غنى عنه لإثبات حقه، لكن ضغائن الخصومة تثير مثل ذلك، ولا يليق بالمحامي أن يقع في مثل هذه التصرفات. إن الأخلاق الشرعية التي يجب على المحامي أن يتحلى بها، توجب عليه أن يتعامل مع خصم موكله بالعدل والإنصاف، رائده في ذلك عرض حجة موكله بكل قوة ووضوح. لذا يتعين على المحامي أن تكون نيته خالصة لأجل مصلحة موكله، في طلب حقه المشروع على وجه من العدل، بعيداً من قصد إلحاق الضرر بالخصم أو الحصول منه على شيء من دون وجه حق.