اعلنت شرطة المنطقة الشرقية في إحصاءات أصدرتها أمس عن حصيلة مداهمة في القطيف مساء أول من أمس، أن 112 حالة اشتباه في قضايا جنائية تم ضبطها، و11 شخصاً يروجون الخمور، وفي حالات سكر، وحالة تزوير واحدة، ووافدين يلعبون القمار، إضافة إلى ضبط مواطن يقوم بأعمال السحر والشعوذة، وتسعة مقيمين يعملون في تمرير المكالمات، و71 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل. وشملت الحملة حي"الفتح"في جزيرة تاروت، المعروف بين الأهالي باسم"الدخل المحدود". ويعد من أكبر أحياء الجزيرة، ويتميز بكثافة سكانية عالية. ونفذ المداهمة نحو ألف عنصر، ينتمون إلى شرطة محافظة القطيف بالتنسيق مع إدارات عدة، مثل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقوات الخاصة، التي شوهدت في حالة تأهب كامل، في ساحة الحي القريبة من مركز الرعاية الصحية الأولية. وأغلقت الشرطة جميع المنافذ المؤدية إلى الحي، ووضعت نقاطاً للتفتيش على تقاطعاته الرئيسة والفرعية، تحسباً لمنع حالات الهرب من موقع المداهمة. مواد خليعة وتوزع المشاركون في الحملة في مجموعات عدة، وكان لكل فرقة مربع محدد في الحي. وكشفت الحملة الأمنية جملة من المخالفات، تم ضبطها في حالات تلبس في غرف نوم العمال، مثل الأفلام والأقراص المدمجة التي تحوي مواد خليعة، وقدرت بنحو 700 شريط. وخلال المداهمة شاهدت"الحياة"أحد رجال الأمن يفحص أقراصاً مدمجة في الجهاز الخاص بأحد العمال البنغاليين، ووضع ما يقرب من ستة أقراص، من دون أن يظهر فيلم خليع، وبسبب الحرص على تأدية الواجب أصر رجل الأمن على إكمال باقي الأقراص. وعلى رغم نفي العامل، ومحاولته تثبيط رجل الأمن من خلال اعتماده على كثرة الأقراص التي تم فحصها، ولم يظهر فيها أي شيء مخالف للقانون، بيد ان رجل الأمن شكك في ادعاءات العامل، معتمداً على خبرته الطويلة في التعامل مع حالات مشابهة. وبعد فحص أعداد إضافية ظهر قرص خليع، فتم إلقاء القبض على العامل، وسط فرحة رجال الأمن، الذين كانوا على ثقة من أن العامل يخفي شيئاً. ساحرات وخمور كما تم خلال الحملة إلقاء القبض على مشعوذات سعوديات. وأكد ذلك أحد رجال الهيئة، فيما ألقي القبض على سعوديين يصنعون الخمور، وتم إتلافها. وأخذت بعض العلب كدليل مادي يدين أصحابها. وتم إلقاء القبض على عمال، يعملون بشكل غير نظامي، بيد أن إقامتهم غير سارية المفعول. وكان رجال الأمن يدخلون المنزل المراد تفتيشه، ويسألون في البدء عن الإقامات، ويتأكدون من تاريخها، فإذا كانت منتهية ينقل صاحبها إلى الحافلة، ثم تتسلمه الجوازات، للنظر في قضيته. منازل آيلة للسقوط وكشف رجال الأمن النقاب عن عمالة لم تكن مخالفة للقانون، حيث لم يضبط لديهم مواد إباحية أو إقامات منتهية، وإنما كان المنزل الذي يسكنونه آيلاً للسقوط. إذ شوهدت أسياخ الحديد في أسقف غرف المنزل. فيما كان القشر العميق للسقف غير موجود، وبدلاً من الأعمدة وضعت دعامات حديدية، لتأجيل الانهيار بعض الوقت. واعتبر المنزل خطراً للغاية على حياة العمال. وقال أحد رجال الأمن، الذين داهموا المنزل:"إن المداهمة لا تقتصر على المخالفات الواضحة التي ضبطت في أماكن عدة، وإنما كشفت أموراً خطرة على حياة العمال". بيد أنه أضاف"على البلدية اتخاذ قرارات حيال ذلك، فهي جهة الاختصاص في هذا الشأن، وليس الشرطة". كما شوهد منزل آخر، يعيش فيه عمال بنغاليون من دون كهرباء. وعند دخول قوات الأمن للمنزل كان يغط في ظلام دامس، ما اضطر رجال الأمن إلى إشعال الأنوار، وسألوا العمال عن سبب عدم وجود كهرباء. فقالوا:"إن الكهرباء مقطوعة، ونحن ننام من دون تكييف". كشفت حملة نفذتها الأجهزة الأمنية مساء أول من أمس في محافظة القطيف جانباً آخر من مآسي العمال الأجانب، تمثل في الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها هؤلاء العمال. إذ دهمت الأجهزة الأمنية منازل على وشك الانهيار وكان حديد التسليح فيها ظاهراً، فيما كانت منازل أخرى من دون كهرباء. وعلى رغم ذلك يعيش فيها العمال، في أوضاع تنتفي فيها الحياة الكريمة. وتكررت مشاهد من حملات دهم أخرى، نفذتها أجهزة الأمن في المدن السعودية كافة، طوال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تم العثور على أفلام وأقراص مدمجة تحوي مواد خليعة، وأدوات تستخدم في الشعوذة، وخمور وأماكن لتصنيعها، فيما قبضت على نحو 150 عاملاً مخالفاً لأنظمة العمل والإقامة.