وقعت عائلة سعودية تسكن في حي النسيم ضحية لتأثير سحر خادمتهم الآسيوية، التي استغلت طيبة العائلة لحصولها على حريتها الكاملة في تلبية رغباتها بالخروج متى ما شاءت والعودة إلى المنزل المسحور. وكانت العائلة المكونة من سبعة أشخاص خضعت لسحر، يصيب ب"النوم المستمر"في الليل والنهار، مستثنيةً من ذلك مواعيد الدراسة والعمل للأب. واتضح في ما بعد وجود السحر على شكل طلاسم غريبة تحت سرير ربة المنزل وبقية أفراد العائلة، وتم استدعاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي النسيم لمعاينته، ومن ثم فك ذلك السحر. واستنكر رب الأسرة وهو في العقد الخمسين تحتفظ"الحياة"باسمه، حالة النوم التي كانت تلازمهم بشكل غريب ما جعلت الآخرين من الأقارب يستغربون عدم تواصلهم معهم بسبب مكوثهم فترات طويلة في المنزل كما يقول،"كانت الخادمة تقوم بإيقاظنا صباحاً للذهاب إلى العمل والمدرسة، وتخلد"أم العيال"للنوم إلى حين عودتنا، حيث نجد الغداء جاهزاً وبعد الغداء يخلد الجميع للنوم مرةً أخرى حتى الساعة السادسة، ثم نذهب لقضاء بعض الأعمال البسيطة ومن ثم العودة إلى النوم عند الساعة التاسعة مساء، فيما هي تمارس الخروج من دون علمنا في هذه الأوقات، وقبل اكتشاف أمرها بيومين أخبرني جاري أنه شاهدها وهي تعود بسيارة ليموزين وقت وجودي في العمل صباحاً، وأبلغني أيضاً بخروجها المتكرر صباحاً وعصراً، وكانوا يتوقعون خروجها بعلم الأسرة، ولكننا لم نكن نعلم بما يدور حولنا". تقول"ربة الأسرة"أنها لاحظت ارتفاعاً كبيراً في فاتورة جوالها بشكل غريب ولافت، إذ بلغت في الآونة الأخيرة 1500 ريال، بينما كانت لا تتجاوز 400 ريال. الجار ضيف الله العتيبي 43عاماً يرى أن ما حدث لجاره يعد غريباً جداً،"منذ مدة لم أر جاري كعادته، فهو رجل يتواصل مع الجيران بشكل دائم، حتى انني سألته ذات مرة واعتذر لكثرة مشاغل الحياة، وكنت أرى خادمتهم تتردد كثيراً على المحال المجاورة للحي الذي نسكن فيه، ولكنني لم أستنكر ذلك بداعي معرفتهم بذهابها لقضاء لوازم البيت. وأضاف:"أولادي الصغار شاهدوها مرات عدة وذكروا ذلك لي ولكني لم آخذ الموضوع على محمل الجد حتى شاهدتها بأم عيني وهي تعود إلى المنزل في العاشرة صباحاً في سيارة أجرة بشكل مريب، ما جعلني أشك في أمرها". وكان ذلك قبل كشف أمرها بيومين. وتستذكر ربة الأسرة حادثة كشف الخادمة،"بعد أن أبلغنا الجيران بمشاهدتها تخرج بشكل غير طبيعي، ترقبت الوضع في صبيحة يوم الأربعاء قبل الماضي، وعندما أردت التحدث بهاتفي المحمول لم أجده بجانبي، فذهبت لأبحث عنه فلم أجده ولم أجد الخادمة داخل المنزل، فخرجت إلى الملحق الخارجي توقعاً مني بأنها تقوم بتنظيفه، وعند توجهي إلى هناك سمعت الجوال يرن فخفت وتساءلت، ما الذي أخرج هاتفي المحمول في الملحق؟، ومن يا ترى هناك في هذا الوقت؟، ترددت مراراً في فتح باب الملحق، وكان هناك شخص خلف الباب، وكانت الخادمة... فتحت الباب بهدوء فإذا بها مستعدة للخروج وتلبس عباءة ابنتي فسألتها إلى أين أنت ذاهبة...؟ فردت وهي مرتبكة بأنها وجدت العباءة على حبل الغسيل وأرادت أن تجربها وطلبت مني ان أحضر لها مثل تلك العباءة والنقاب فسألتها هل رأت الجوال فأنكرت على رغم سماعي لصوته فلم أجادلها خوفاً من المشكلات... لا يوجد في المنزل سوانا! فقالت سأبحث عنه جيداً، فذهبت إلى الصالة الداخلية ووضعته بسرعة بين الوسائد وأخرجته وكأن شيئاً لم يكن، ولضيق الوقت لم تتمكن من مسح الأرقام التي اتصلت بها، وعند عودة زوجي أبلغته بما جرى وشاهد الأرقام وبعد الاتصال على الأرقام كان من بينها رقم البقالة، فتبين أنه أحد العاملين في التموينات القريبة من المنزل، وبعد المشادة بيننا أقر بأن الخادمة تأتي إليهم باستمرار بينما لم نكن نشعر بذلك أبداً". وتضيف"ربة المنزل"أنهم بعد ذلك قاموا بتفتيش الغرف وبخاصة"الأسرة والمفارش"، وذهلوا من هول المفاجأة، لوجود كتابات وطلاسم على أوراق مكتوبة بالدم، وهو ما أعاد ذاكرة ربة المنزل إلى الوراء حينما تذكرت ابنتها الصغيرة وهي تشكو لها من أن الخادمة تقوم بوخز أصابعها بدبوس، وتكتب به على الورق، لكنها لم تهتم لكلام البنت، لأن ما تقوم به لا معنى له بالنسبة إليها. وتؤكد أنها ذهلت من رؤيتها تلك الأشياء الغريبة، التي لم ترها في حياتها، سوى في التلفزيون في أحد البرامج الدينية في حلقة كانت عن السحر والشعوذة. ويقول رب الأسرة:"بعد أن اكتشفت زوجتي أمر محاولتها الخروج، قمنا بتفتيش المنزل ووجدنا تلك الطلاسم وقمت بإبلاغ رجال الهيئة بالنسيم عنها لمعرفة حقيقتها، وأكد رجال الهيئة لنا أنها طلاسم وعقد تؤدي إلى الرغبة الشديدة في النوم ولفترات طويلة، كانت تستغلها في قضاء رغبتها الخاصة بالخروج من المنزل وعمل ما تشاء من دون حسيب أو رقيب". وأكد أنه تم تسليم الخادمة إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تحققت من الواقعة، وتم إثباتها وفك الطلاسم الموجودة في منزلنا. وأضاف أن الهيئة بدورها سلمت الخادمة الاندونيسية إلى الجهات الأمنية، التي حققت في الحادثة، وتسجيل اعترافات الخادمة.