تتنقل قوافل الباحثين عن فرص عمل في رحلة "شتاء وصيف" دائمة بين مكتب العمل والشركات والمؤسسات الوطنية، في حراك يشبه إلى حد كبير مطاردة يومية بين مؤسسة تحاول تطبيق الأنظمة وأفراد يحتالون ألف حيلة وحيلة في سبيل الهرب من تطبيق مشروع"السعودة"الطموح، والضحية الأولى والأخيرة دائماً هي الشبان"الرايحين الجايين". أما كُتاب المعاريض فباتوا أكثر احترافية في تقديم الخدمات، الكمبيوتر أصبح شريكاً رئيساً في إنجاز معاملات المراجعين، عبر تعبئة استمارات ذكية، فهل أصبحت المعاملات التقليدية غبية؟، بينما ينظر إليهم أصحاب المحال على أنهم"صناعة محلية"، انقلبوا إلى منافسين في غمضة عين. الأجانب الوافدون إلى المكتب لم يحضروا للبحث عن فرصة وظيفية، فليس مكتب العمل هو الاختصاصي في توظيف الأجانب، يكفيه فقط همّ"السعودة"، ولكنه يعمل على إعانة فئة"المعذبين في الأرض"أو"البؤساء"الذين يعانون اضطهاد أصحاب العمل، وحرمانهم من مستحقاتهم المالية. الشكاوى كثيرة ولكن المكتب يؤكد حرصه على إنهاء جميعها. وأخيراً فإن أصحاب الشركات والمؤسسات والمحال التجارية لديهم أيضاً مطالبهم من المكتب، فالمشاريع والأعمال تحتاج إلى يد عاملة، واليد العاملة تحتاج إلى"فيزا عمل"للقدوم إلى السعودية.