يرقد الكثير من المرضى المتقدمين في العمر في أحد المستشفيات الحكومية في الرياض منذ سنوات، وسط اعتراض المسؤولين في المستشفى على تراكم مرضى لا علاج لهم، واستهلاك أسرَّة المستشفى المحدودة برقم معيّن. يقول أحد المسؤولين:"يتم إدخال هؤلاء عبر ذويهم الذين يختفون عن الأنظار بمجرد دخول المسن إلى المستشفى، وعلى رغم عدم جدوى وجوده في المستشفى، واحتلاله لسرير مريض يحتاج إلى علاج، إلا أن بعضهم يمكث في المستشفى مدة تفوق الخمس سنوات، وآخرون يتوفاهم الله في المستشفى ولم يسأل أحد من ذويهم عنهم على رغم طول المدة". من بين هؤلاء مسن تسعيني تحتفظ الحياة باسمه أدخل المستشفى بتاريخ 8-11-1421ه إثر جلطة وغيبوبة كاملة، إضافة إلى أعراض الشيخوخة، ولم يغادرها إلى الآن على رغم تصريح الأطباء المشرفين على حالته بخروجه، إذ رفض ذووه استلامه، مبررين ذلك بعدم تعافيه الكامل، وعدم قدرتهم على الإشراف على حالته في المنزل. كذلك الأمر بالنسبة للآخر الذي أدخل المستشفى قبل خمسة أعوام تقريباً إثر الأعراض نفسها، ولم يسأل عنه أحد من ذويه، وعند الاتصال بهم رفضوا استلامه على رغم تعافيه وإخطار المستشفى لهم بذلك. ومن جانبه أوضح مدير مستشفى الأمير سلمان الدكتور محمد الشيحة أن المريض المنوم لفترة طويلة بعد استقرار حالته طبياً بناءً على التقرير الطبي الموثق من الاستشاري المشرف على الحالة، يحتاج للرعاية التمريضية السريرية، وهذه الرعاية بحسب قوله يمكن أن تتم في مراكز تأهيلية متخصصة في التعامل مع مثل هذه الحالات، وهي ممكنة كذلك في منزل المريض وبين ذويه، بعد تدريبهم على ذلك، أو بالاستعانة بخبراء في مجال الرعاية المنزلية، مشيراً إلى أن رفض استلام أي مريض، يؤخر علاج مرضى آخرين في قائمة الانتظار، وهم في أمس الحاجة إلى سرير يشغله متعافون. وأضاف الشيحة أن بإمكان ذوي المريض عمل جدولة لزيارات المريض بالاتفاق مع قسم التنسيق داخل المستشفى وفقاً لطبيعة كل حالة على حدة، إذ يمكن لهم زيارة المريض في منزله كل أسبوع مرة واحدة.