وصف رئيس الفريق الطبي الجراحي استشاري جراحة الأطفال الدكتور عبدالله الربيعة، الذي قاد الفريق الطبي المكون من 70 اختصاصياً من أطباء وفنيين وجراحين وإداريين الجراحة بأنها فريدة من نوعها في التوائم السيامية، لوجود اشتراك في القنوات المرارية وقنوات البنكرياس وفي الاثني عشر، وكذلك الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. وأشار إلى أنه تم التعامل مع الاشتراكات غير المتوقعة بالشكل المناسب، إذ فصلت القنوات بعد تجزئة الأمعاء. وكان الفريق الطبي السعودي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض، نجح أول من أمس، في فصل التوأم السيامي المصري ولاء وآلاء، بعد 14 ساعة متصلة، شهدت أحداثاً حرجة استدعت تمديد وقت العملية ساعات إضافية في المرحلة الخامسة من مراحلها، خلاف ما حدد لها سابقاً. وقال الربيعة بعد انتهاء الجراحة، ان الطفلتين كانت لديهما عيوب خلقية بعد الولادة مباشرة، إذ وجد لدى آلاء ثقب صغير جداً، وهذا لا يستدعي أي تدخل جراحي في المستقبل، فيما تعاني ولاء من وجود ثقب كبير بين البطينين، إضافة إلى أن البطين الأيمن ضامر، وهو ما سيجعل العيوب الخلقية تستمر في القلب، وتحتاج بالتالي إلى تدخل جراحي، قد يكون خلال الأيام المقبلة، وذلك بطريقة الرباط على الشريان الرئوي أو إصلاح الفتحة إذا احتاج الأمر. وأكد رئيس فريق التخدير الدكتور محمد الجمال أن تلك المشكلة تم التغلب عليها بوجود المحاليل والأدوية، التي ساعدت قلب ولاء على تحمّل التخدير على رغم وجود التشوهات. وأوضح الربيعة انه تمت إضافة خطوة لمراحل الجراحة تمثلت في فحص القلب بعد التخدير، كان الهدف منها إجراء أشعة صوتية للقلب، للتأكد من وضع القلب قبل بداية الفصل، مشيراً إلى أن الجراحة مرت بتسع مراحل، وقدرت كمية الدم المفقودة من كل توأم بأنها من 50 إلى 60 ملليلتر لكل توأم. وأشار الربيعة إلى أن حالة التوأم آلاء و ولاء مستقرة، والمؤشرات الحيوية كافة في وضع مطمئن، ولا توجد أي علامات لمضاعفات ناتجة من العملية، وما زال التوأم تحت الجهاز التنفسي الصناعي ويتم إعطاؤهما مهدئات لمنع الإحساس بآلام الجرح، ولفت إلى انه من المتوقع استمرار مكوثهما في العناية المركزة للأطفال أسبوعين أو ثلاثة اعتباراً من الآن. إلى ذلك، اعتبر السفير المصري في الرياض السيد محمد قاسم بعد انتهاء الجراحة أن نجاحها يعكس التلاحم الإنساني مع المعرفة العلمية، مؤكداً أن نجاح العملية جاء تتويجاً لجهود متواصلة، استمرت نحو تسعة أسابيع، درس خلالها الفريق كل صغيرة وكبيرة لجميع مجريات العملية. وكانت والدة التوأم المصري آلاء وولاء أدخلت إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض كحالة طارئة، إذ أجريت لها جراحة قيصرية، وتمت ولادة التوأم، وأدخلتا قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، إذ كان التوأم ملتصقاً في منطقة أسفل الصدر والبطن، مع عدم اكتمال جدار البطن حول منطقة السرة بقطر 7.5 سمomphalocele ، وتم تشكيل فريق طبي متعدد التخصصات برئاسة الربيعة، قام خلالها باجراء فحوصات طبية دقيقة شملت الدم، ووظائف الكلى، والكبد، والأشعة الصوتية والمقطعية، وفحوصات متعددة للقلب. يذكر أن هذه الجراحة تعتبر العاشرة لفصل التوائم السيامية، التي تكللت كلها بالنجاح، وكان آخرها عملية فصل التوأم السيامي البولندي في كانون الثاني يناير الماضي.