أعلن الفريق الطبي أمس نجاح عملية فصل التوأم السيامي المصري (ولاء وآلاء) والتي وجّه بإجرائها سمو ولي العهد - حفظه الله - بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني وذلك عقب 13 ساعة متواصلة من الجهد الذي شارك فيه نحو 70 مختصاً من الأطباء والفنيين والجراحين والإداريين، لتضيف إلى المملكة إنجازاً طبياً يعتبر العاشر من نوعه في مثل هذه العمليات الصعبة والمعقدة. ونقل رئيس الفريق الطبي واستشاري جراحة الأطفال المدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة باسمه واسم زملائه تهاني وتبريكات الفريق لمقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على هذا النجاح الذي يجير باسم مملكة الإنسانية (السعودية). وأكد الدكتور الربيعة أن هذا النجاح جاء بجهود جميع الزملاء من أعضاء الفريق الطبي الذين مثلوا قطاعات صحية مختلفة مشيراً إلى أن الطفلتين في وضع صحي مستقر وجميع المؤشرات الحيوية جيدة وتم نقلهما إلى غرفة العلاج المركز لمتابعتهما بدقة أكثر. ووصف هذه العملية بأنها فريدة من نوعها في التوائم السيامية وذلك لوجود اشتراك في القنوات المرارية وقنوات البنكرياس وفي الاثنى عشر وكذلك الجزء الأول من الامعاء الدقيقة، مشيراً إلى أنه غير متوقع قبل العملية وتم التعامل مع هذه الاشتراكات بالشكل المناسب وفصل القنوات بعد تجزئة الامعاء وتم ذلك بحمد الله بنجاح تام. وفي مؤتمر صحافي للفريق الطبي استهل بكلمة للسفير المصري في الرياض محمد قاسم الذي قال: إن نجاح العملية عكس التلاحم الإنساني مع المعرفة العلمية وبعد توفيق الله لهذا الفريق معرباً عن شكره لأعضاء الفريق الطبي ومتمنياً لوالدي التوأم التوفيق مؤكداً أن نجاح هذه العملية جاء تتويجاً لجهود متواصلة استمرت حوالي 9 أسابيع درس خلالها الفريق كل صغيرة وكبيرة لجميع مجريات العملية. وقال الدكتور الربيعة إن نجاح هذه العملية جاء بفضل من الله ثم بدعم سمو ولي العهد الذي كان راعياً للتوائم السيامية في الماضي وكان دائماً يبين لنا لمساته الإنسانية مؤكداً للجميع إنسانية هذا البلد. من ناحية أخرى أشار الدكتور رياض ابوسليمان استشاري طب قلب الأطفال بأن الطفلين لديهما عيوب خلقية بعد الولادة مباشرة مؤكدا بأن «آلاء» لديها ثقب صغير جدا وهذا لا يستدعي أي تدخل جراحي في المستقبل أما «ولاء» كانت تعاني ثقبا كبيرا بين البطين وهناك قناة بين الشرايين الرئوية والأورطي وزاد الامور تعقيدا ان البطين الأيمن ضامر مؤكدا أن العيوب الخلقية سوف تستمر في القلب وتحتاج إلى مزيد من الفحوصات ابتداء من اليوم وسيكون هناك تدخل جراحي في الوقت المناسب قد يكون خلال الأيام المقبلة. وقال الدكتور هاني نجم استشاري جراحة قلب الأطفال بالحرس الوطني ان الطفلة «ولاء» والتي تعاني من الضمور في البطين الأيمن يمكن أن يجرى لها تدخل جراحي بطريقة الرباط على الشريان الرئوي أو اصلاح للفتحة اذا لزم الأمر. وبين الدكتور محمد الجمال رئيس فريق التخدير بان هذه المرحلة تم التغلب عليها بوجود المحاليل والأدوية والتي ساعدت قلب «ولاء» على تحمل التخدير بالرغم من التشوهات. وقدر الدكتور فواز حبيب استشاري طب الأطفال كمية الدم بانها بلغت 50 - 60 ملي/ لتر لكل توأم مشيرا إلى أن تحديد كمية الدم بالغة في الصعوبة لصغر حجم التوأم. وشدد الدكتور الربيعة على أن هذا النجاح في العملية لا يجير لقطاع الحرس الوطني فقط بل هو باسم الوطن مشيرا الى مشاركة عدد من الكوادر الوطنية من قطاعات صحية مختلفة فهو نجاح للصحة وللمملكة ومثال ذلك الدكتور اسيا الرواف من القوات المسلحة والدكتور فواز حبيب من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة وأحد الزملاء من المستشفى الجامعي بالرياض حالت بعض الظروف من مشاركته العملية. وأوضح الربيعة انه تمت اضافة خطوة لمراحل العملية وهي فحص القلب بعد التخدير وهذه الهدف منها هو اجراء أشعة صوتية للقلب للتأكد من وضع القلب قبل بداية الفصل مشيرا الى أن العملية مرت بتسع مراحل وهي الاشتراك بالقنوات المرارية والبنكرياس والاثني عشر وهذه أضافت نحو ساعتين على العملية. وأعربت استشارية الجراحة بمستشفى القوات المسلحة الدكتور آسيا الرواف عن سعادتها بمشاركة الفريق الطبي في هذه العملية مشيرة إلى انها ليست المرأة الوحيدة في هذا المجال ويوجد الكثير من النساء الماهرات في مجال الطب موجهة انتقادا للصحافة التي وصفتها بأنها غائبة عن العناصر النسائية. إلى ذلك نقل الدكتور الربيعة تهاني سمو ولي العهد لوالدي الطفلين والشعب المصري والسعودي على هذا الإنجاز الكبير مشيرا الى أنه تلقى اتصالات سموه أثناء العملية اضافة إلى متابعة سمو الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني وسمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز حيث باركوا للفريق الطبي ولأسرة التوأم والشعب المصري وهذا يؤكد إنسانية المسؤولين في هذه البلاد.