غياب لاعب الأهلي الدولي حسين عبدالغني عمداً عن تدريبات فريقه لأيام عدة وإقفاله وسائل الاتصال كافة، ظاهرة ليس فيها جديد على الملاعب السعودية، بل تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة، مع محمد نور وعساف القرني وأحمد الدوخي ومنصور الثقفي وخالد الشمراني وعبدالله الجمعان، والقائمة تطول، استخدمها بعض اللاعبين للي ذراع الإدارة لمصلحته الخاصة، وآخرون لعدم مبالاتهم بكل ما يبذل لهم من دعم مادي ومعنوي، وربما ضعف الثقافة الفكرية الاحترافية للاعبين، وضعف التحصيل العلمي، وقوة مقدم عقده الاحترافي، وارتفاع راتبه الشهري الذي يفوق رواتب معظم الأكاديميين في الجامعات وأصحاب التخصصات النادرة، بينما هم يحملون الشهادة العلمية المتوسطة أو الثانوية، ونسبة أقل تحمل الشهادة الجامعية، وربما لأسباب خاصة أو نفسية لدى اللاعب، ولكن هذا لا يعفيه، لأن هناك صناع القرار الذين يعملون ليل نهار، وهناك أنصار النادي يحترقون كثيراً. هذه الظاهرة أخذت أبعاداً واسعة، وتفشت في أفق الرياضة، خصوصاً أن هؤلاء اللاعبين في مرتبة المحترفين، والأضواء مسلطة عليهم، وللحد منها لا بد من مناقشة الموضوع بكل شفافية، ممن يتمتعون بالخبرة الرياضية والإدارية الكافية، ووضع الحلول المناسبة للحد منها. وهو ما أكده الخبير الرياضي والمحاضر الآسيوي عضو لجنة المنتخبات حمود السلوة قائلاً:"هذه الظاهرة مرتبطة بثقافة اللاعب ووعيه، ومن قبلها التربية الصحية والتأثير السلبي للأصدقاء المحيطين من حوله سواء في الحارة أو المدرسة أو النادي، ولعل الاستقرار المالي عنصر مهم، يلعب دوراً في ذلك، ويقول المثل"من أمن العقوبة أساء الأدب". ويؤكد الناقد الرياضي حمد الدبيخي ذلك قائلاً:"اللاعب ضحية، وهو جزء من هذه المشكلة، وتلعب في ذلك عوامل عدة، أولها: عامل التربية التي بنيت على الدلع، فاللاعب مرفه في الأسرة والحارة والمدرسة والنادي، والحلقة الأضعف للاعب السعودي أن أوامره دائماً ملباة، ويعتقد أن النادي يحتاج إليه، والآن يطلق على معظم اللاعبين لفظ"الكبير"ومع الأسف هم لا يستحقون ذلك، فالكبير يمتلك الاحترام والانضباط وتطبيق القوانين، ويعرف ما له وما عليه". وأضاف:"العامل الثاني هو تطبيق نظام الاحتراف في الأندية السعودية، فعامل العقاب لا يطبق بحذافيره في هذه الأندية، وتلعب العاطفة دوراً كبيراً في ذلك، ويظل اللاعب يلعب ويحضر التدريبات بمزاجية، بسبب غياب العامل الرادع، وربما لأن أنديتنا تفتقد ثالث هذه الأسباب الذي يقع على اللجنة الفنية في اتحاد كرة القدم، فطول النشاط الرياضي أرهق اللاعبين وأصابهم بالتشبع والملل". واستطرد الدبيخي:"رابعاً: ربما أن اللاعب يواجه ضغوطاً إعلامية بشكل مكثف، ويتعقب الإعلام كل صغيرة وكبيرة يفعلها هذا اللاعب، خامساً: يواجه بعضهم ضغوطاً تحكيمية نتيجة ترسبات واعتقادات من حكم اللقاء أن اللاعب يمثل في الأخطاء أو صاحب مشكلات داخل الميدان". واختتم اللاعب الدولي السابق حديثه بالقول:"أخيراً، أحب أن أقول إذا أردت أن تصنع فريقاً محترفاً لا بد من تطبيق الاحتراف بكل حذافيره من خلال الأندية واللاعبين والإعلام".