على رغم مرور السنين وتعاقب المتغيرات الكثيرة التي أفرزت لاعبين جدداً وإنجازات عدة، وظهور نجوم وغياب آخرين وتألق وجوه جديدة وفقدان الذاكرة الرياضية أسماء كانت ملء السمع والبصر، إلا أن بعض النجوم المعتزلين ما زالوا حاضرين في المشهد الاجتماعي، خصوصاً في الإعلانات الدعائية للشركات الكبرى، ولعل آخرها إحدى الشركات السعودية عندما راهنت على شعبية النجم المعتزل قائد المنتخب الوطني وفريق الهلال السابق يوسف الثنيان في تأكيد جديد على نجوميته وشعبيته الجارفة بين مختلف الفئات والأطياف الرياضية. ما حصل مع يوسف الثنيان تكرر مع النجم الآخر هداف المنتخب السعودي السابق المهاجم ماجد عبدالله في بعض الإعلانات التجارية، ما يؤكد نظرية أن النجم يظل نجماً مهما ابتعد، وفي الوقت ذاته يطرح سؤالاً مهماً عن سر هذه الشعبية المتناهية للنجوم المعتزلين على رغم بروز جيل جديد من اللاعبين الجيدين وتعاقب الأجيال. الشركات المعلنة، وبحسابات دقيقة تنتقي جيداً من تراهن عليه وتستثمر شعبيته، تثبت ذلك كما حدث مع الثنيان مثلاً, ولعل هذا يؤكد يوماً بعد آخر أن النجم الحقيقي لا يموت وإن مل الركض وابتعد عن الملاعب واختار حياة جديدة ونمطاً مغايراً، فذاكرة الجماهير لا يعلوها الغبار مهما تراكمت السنون فهي تعرف جيداً من يسكنها، كما أن رؤية الاقتصاديين لا يمكن أن تتجاهل تلك الذاكرة وتبحث عن نجوم الشباك حتى وإن اعتزلوا.