على رغم أن معظم طلاب الصف الثالث الثانوي القسم العلمي استعدوا جيداً لاختبار الكيمياء أمس، خصوصاً بعدما واجهت الطالبات صعوبة في اختبار المادة ذاتها، فإن معظمهم اعتبر الأسئلة سهلة. ولم يكن الاختبار يساوي كثافة معلومات المادة الدراسية. وردد كثير من الطلاب بعدما خرجوا من قاعات الاختبار أمس:"أسئلة الكيمياء ماء". ويرى بعضهم أنها"أذابت صعوبة الاختبارات الماضية، وأنستهم تحديداً كابوس الرياضيات". وكانت أسئلة الأخيرة شبحاً يتسلل إلى قلوب الطلاب قبل اختبار كل يوم. يقول عبدالله الجبارة:"شبح الرياضيات يشل تفكيري، ويجعلني أخاف قبل أي اختبار من تكرار صعوبة أسئلتها". خابت توقعات الطلاب بأن أسئلة الكيمياء ستكون صعبة، أسوة باختبار الطالبات يوم الأربعاء الماضي. وجاءت أسئلة الاختبار في مستوى متوسط بالنسبة إلى معظم طلاب مناطق السعودية. يقول معلم المادة محمد الحمدان:"إن الأسئلة مناسبة لكل الطلاب، ولم تخرج عن نمطية أسئلة الأربع سنوات الماضية". ويستدرك:"من درس أسئلة الأعوام الماضية، كان محظوظاً، فالتشابه كبير". ولوحظ في اختبار الكيمياء كثرة الغش الذي كان سببه أسئلة"الصح والخطأ". فيسهل في هذا النوع من الأسئلة تناقل الإجابة بين الطلاب بإشارة بسيطة جداً. كل له شفرته الخاصة: ك"الضرب بالقلم على الطاولة"، أو التثاؤب وتمديد اليدين، وحركة الأصابع، وضم الكف"... وما أربك معظم طلاب"العلمي"في اختبار الأمس، عدم وجود عدد ثابت ضروري لحل أحد الأسئلة. وأمضى عدد من الطلاب وقتاً طويلاً في حيرة سببها اختفاء العدد الثابت في السؤال الثالث فقرة"ج"، الذي سقط سهواً. وأوضح معلمو المادة في جميع المدارس الخطأ وعرفوا الطلاب بالرقم. وكما خابت توقعات معظم طلاب"القسم العلمي"الذين ظنوا أن أسئلة الكيمياء ستكون صعبة، فإن توقعات طلاب"القسم الأدبي"خابت أيضاً. فلم يكن اختبار مادة علم الاجتماع صعباً. ويعتبر معظم الطلاب المادة صعبة جداً لما تحوي من سرد وكثافة في المعلومات. وربما ثارت الغيرة عند طلاب القسم العلمي الذين شاهدوا طلاب الأدبي يذهبون إلى بيوتهم منذ وقت مبكر دلالة على أنهم أنهوا اختبارهم بسرعة غير متوقعة. يقول طالب القسم الأدبي سجاد البيابي:"كان الاختبار سهلاً جداً. كأنه تعويض عن البلاغة والجغرافيا. ومع أن الاختبار تخللته خمس فقرات تحتاج إلى إجابات طويلة، غير أنها كانت سهلة جداً". وينتظر الطلاب مرور اليومين المتبقيين بسرعة، كي يعودوا إلى السرير وكرة القدم والسفر من دون التفكير بالنتيجة. حتى ان بعضهم علل:"لتكن النتيجة على البركة، رسبنا أم نجحنا، خياران لا ثالث لهما. لماذا نزعج أنفسنا بالتفكير وما فاتنا في الاختبار سندركه في الدور الثاني".