أصيبت الجماهير النصراوية الكبيرة بخيبة أمل جديدة وهي ترى فريقها يخسر فرصة التأهل لنهائي كأس ولي العهد من على يد فريق يقل عنه إمكانات القادسية، ولكن بالنظر إلى عراقة وتاريخ الناديين تجد الأفضلية للأول. خيبة الأمل الأخيرة جاءت مغايرة تماماً عن الكبوات السابقة. النصر الذي خسر من القادسية كان في أفضل حالاته، بل على العكس لم يكن"الأصفر"خلال المواسم العجاف التسعة أفضل من وضعيته التي كان عليها في موقعه الجمعة الماضية... لقد هيأت الجماهير النصراوية نفسها لتزف فريقها إلى النهائي الكبير، ومن أجل ذلك حضرت إلى درة الملاعب في وقت باكر، حتى ان البعض منها ولدرجة التفاؤل بالفوز جاء إلى المعلب منذ الساعة الخامسة عصراً. النصر كان في وضعيه معنوية وفنية أكثر من رائعة حتى ان النصراويين تجاهلوا تماماً خسارة مباراة الذهاب، في مقابل ثقة قد تصل إلى حد الإسراف بقدرة الفريق على تجاوز الخصم، بل إن أحداً منهم لم يضع في الحسبان مجرد فكرة خروج فريقهم خالي الوفاض، لا سيما أن الفريق قدم في هذا الموسم في شكل عام وفي مسابقة كأس ولي العهد على وجه التحديد عطاءات متميزة، الأمر الذي عكس الارتياح الكبير والتفاؤل غير العادي بتحقيق لقبها، إلى هنا تبدو الأمور منطقية قياساً بتصريحات الجهازين الفني والإداري التي صدرت قبل المباراة، ولكن الأحاديث والخيالات والأحلام والأماني شيء وما حدث داخل الملعب شيء آخر. سرق اللاعبون حلم التأهل بتهاونهم وتقديمهم المستوى الفني الرديء وأضاعت إدارة النادي الحلم بالتصريحات غير المنطقية وأكملها البلغاري"ديمتروف"بتخبطاته وتشكيلته"الكاريكتورية"وتبخر تبعاً لذلك الحلم الوردي الذي عاشته الجماهير. ومن الواضح أن الفريق سيكمل هذا العام موسمه الثامن على التوالي بعيداً من منصات التتويج حتى وهو يحتل المركز الرابع في مسابقة دوري خادم الحرمين الشريفين واقترابه بالتالي من ضمن موقعه بين الأربعة الكبار، فالفريق الذي خسر من القادسية مطالب من جمهوره في الدوري بأن يتجاوز الكبار بحجم الهلال والاتحاد والشباب لكي يحقق بطولة، وهذا هو المستحيل بعينه لأن الجميع شاهد أنصاف اللاعبين في لقاء القادسية الجمعة الماضية، وهم بالتالي لا يملكون القدرة الكافية لمواجهة أبطال بحجم الفرق الكبيرة. أخيراً... على الجماهير النصراوية أن تعيش في عالم الأحلام، ولكن ليس حلم البطولات... بل حلم يأتي من كوكب آخر ينهي قطيعة النصر مع البطولات.