يوماً بعد يوم تنجح قوات الأمن السعودي في كبح جماح المتطرفين، إما باعتقالهم قبل أن يتمكنوا من نشر أفكارهم السوداء في مرمى الأسوياء، أو بقتلهم قبل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية التدميرية. الجهد الأمني الكبير والإشادات الدولية بالقدرات الأمنية السعودية الأخيرة، في إحباط وكشف مخططات تنوي الخلايا الإرهابية تنفيذها داخل المملكة وخارجها، ألا يستحق الوقفة الصادقة والشكر الجزيل للقائمين على هذا القطاع المهم في هذه المرحلة الحرجة، خصوصاً بعد تصاعد الخبرة الأمنية وارتفاع معنويات رجال الأمن من عملية لأخرى بفضل النجاحات التكتيكية والتنفيذ المتقن للعمل الأمني؟ ألا تستحق الجهود الأخيرة منّا شكر الساهرين على راحتنا ونحن نغط في سبات النوم العميق ولا نتوقف عن التحليلات الخيالية والأفكار الأفلاطونية، في وقت لا يقبل إلا الجد وينفي كل ما سواه؟ ألا يستحق الجنود الذين يضحون بأنفسهم ويرمون كل همومهم خلف ظهورهم في سبيل إلقاء القبض على العناصر الإرهابية لوقاية المجتمع من الشرور أن يصفق لهم ولبطولاتهم وتقدر جهودهم؟ بالأمس هنأت دوائر دولية على رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا السعودية على جهودها في مكافحة الإرهاب ونجاحها في إخماد فتنة المتطرفين العمياء، وقبض قوات الأمن على عدد من قياداتهم وقتل عدد من رؤوسهم المدبرة، وتحطيم خلاياهم التكفيرية وعقولهم التفجيرية. وأول من أمس الخميس أشاد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية الأميركية روبرت موللر بالانتصارات التي حققتها سلطات الأمن السعودية في الشهور الأخيرة ضد خلايا وعناصر تنظيم"القاعدة"في المملكة. وقال:"إن أجهزة الأمن في السعودية استطاعت أن تحقق خطوات واسعة وملحوظة في التصدي للإرهاب وضرب خلايا القاعدة". وقبل فترة قليلة كنت أتحدث إلى مسؤول بريطاني عن رؤيته التحليلية للعمل الأمني السعودي في التصدي للإرهاب، فأجابني بأن ما تقوم به الرياض في مواجهة التنظيمات الإرهابية يعتبر نموذجاً حياً للعمل الحقيقي الصادق في التصدي لآفة الإرهاب، وليس مثل بعض البلدان التي تقول قولاً وتعمل عكسه، أو لا تقدم فعلاً أو نية صادقة في هذا الاتجاه. لا أريد استمزاج الآراء حول أداء قوات الأمن السعودية والنجاحات التي حققتها، بفضل التخطيط والتكتيك المدروس والمتابعة الدقيقة لخطوات عناصر الخلايا الإرهابية، أو من يحاول التواطؤ معها أو تبرير عملها بقصد أو من دون قصد. لكني أردت أن أذكر في سياق هذه المقالة أن الأمن لدينا بخير طالما ان التكاتف بين أفراد المجتمع موجود، وما قصة الشاب ماجد المطرودي التي نشرتها"الحياة"أمس إلا خير شاهد على الوقوف في وجوه هذه الفئات الشريرة ومن يغذيها ويروج لها، لكن يجب على الأئمة والخطباء ورجال التربية والتعليم والمنظمات والهيئات أن تضطلع بالدور الحقيقي المطلوب منها في مواجهة هذه الآفة الخطيرة، والوقوف صفاً واحداً مع وزارة الداخلية، والتعاون معها بالمعلومة الصحيحة والتبليغ عن الأشخاص المشتبه بهم وبأفكارهم المتطرفة داخل مجتمعنا، لنبقى مجتمعاً نقياً تقياً قادراً على حماية نفسه وبلده. [email protected] شاهد: من كلام لوزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في وقت سابق: "ليس بإمكاننا القول أن العمليات انتهت، ولكن المتشددين أصبحوا أضعف في الوقت الراهن، وقوات الأمن ستواصل محاربتهم حتى تقتلعهم".