انتقم طلاب "مدرسة أبي الدرداء" في بلدة المنيزلة في محافظة الأحساء، من أساتذتهم، إذ "لقنوهم" درساً و"أذاقوهم"مرارة"الغلب"في مباراة"ودية"في كرة القدم جرت بينهم أخيراً. وكانت للمباراة"نكهة"خاصة، خصوصاً أن المدرسة تحولت إلى أشبه ب"مظاهرة"أو"انقلاب"عند ما ضجت أرجاؤها تشجيعاً للطلاب ضد المعلمين. ودفع الحماس أحد الطلاب إلى القول صارخاً"سنفوز على رغم الرسوب والنجاح". وكانت لكلمته مكانتها إذ جرت المباراة على"غير ما اشتهى"المعلمون و"تلاعب"الطلاب بهم حتى حققوا فوزاً أشعل الأدوار الثلاثة للمدرسة تصفيقاً وحماساً. ولم يكتفِ الطلاب بذلك، بل تعمد بعضهم إبراز عضلاته أمام المعلمين ليقول أحدهم"هذا بسبب تقدير ضعيف الذي حصلت عليه في مادتك"، فانفجر المعلم ضاحكاً وتحول المكان إلى"سعادة مفرطة". وكان"علي جاسم"على غير عادته، تحمس للذهاب مبكراً إلى المدرسة بعد ما تناول وجبة الإفطار، وطلبه"الملّح"من والدته بالدعاء له ما أدهشها وأثار استغرابها وكأنه ذاهب إلى"جبهة قتال"! وقال لها مبتسماً"اليوم لا بد أن نغلب المعلمين في المباراة". عندها عرف الجميع سبب ذهاب علي بهذه الهيئة"الغريبة"في اليوم المفتوح في مدرسة"أبي الدرداء"في بلدة المنيزلة. ويحتل هذا اليوم بالنسبة إلى طلاب المحافظة مرتبة عالية من الحرص والاهتمام لما فيه من كسر للروتين اليومي المدرسي الذي أصبح مع مرور الأيام وضعاً مملاً لغالبية الطلاب. وعلى غير العادة، بدأ"اليوم المفتوح"في المدرسة بعد الطابور الصباحي مباشرة، من دون أن يأخذ الطلاب ثلاث حصص. إلا أن هذا العام كان ذا طابع خاص لدى الطلاب. فبعد كلمة افتتاحية لمدير المدرسة إبراهيم المسلم حث فيها الطلاب على"الإفادة من هذا اليوم بكل ما يحويه من فقرات كانت على طاولة الإعداد من فترة طويلة من أجل أن تخرج كما كان ينبغي لها أن تكون". تلي ذلك قطعة إنشادية من تأدية الطلاب كان لإلقائها أثر كبير إذ تفاعل معها الجميع وراحوا يرددون كلماتها، ثم جاءت فقرة تقليد الأصوات التي وزعت الابتسامة على وجوه كانت في الأيام السابقة ومنذ بداية العام"عابسة ساخطة"على هذا المحيط الذي سرقهم من الفراش الدافئ. وكان للمسابقات الاعتيادية حضور أيضاً فلم تغب لعبة الطحين والأكل والشرب السريع ومسابقة العدو"بالخيش"وشد الحبال حتى يختتم هذا اليوم بمشهد تمثيلي تربوي يحكي علاقة المعلم بالتلميذ في جو من الابتسامة والضحك.