يوسف الثنيان فيلسوف الكرة السعودية، المبدع، ومهاجم الهلال الموهوب لن تنساه القارة الآسيوية لأمد بعيد، فقد ترك بصمة رائعة وذكريات جميلة سطرها طوال مشواره الرياضي الذي امتد لقرابة 12 عاماً من العطاء الكروي، كانت مليئة بالألقاب والإنجازات والبطولات على مستوى ناديه الهلال والمنتخب السعودي، إذ يعتبر الثنيان أكثر اللاعبين السعوديين تميزاً في رفع الكؤوس على الصعد المحلية والخليجية والعربية والآسيوية وأبرز من تفنن في"تسحيب"المدافعين بفواصل مهارية مثيرة اشتكى منها الكثير من المدربين الذين عجزوا عن كيفية مراقبته ورصد تحركاته وتعطيل اختراقاته وتقييد ابداعاته. وتعتبر مهارة تجاوز المدافعين وجندلتهم بطريقة عجيبة من أصعب الخصائص الفسيولوجية للاعب الكرة والتي لا يمتلكها إلا فئة قليلة من كبار اللاعبين الموهوبين والثنيان هو أحد أولئك العمالقة الذين برزوا في هذا الجانب والذين أثروا الساحة الكروية بجمال لوحاتهم المهارية التي كانت تتفاعل معها الجماهير الرياضية طويلاً، سواء في المدرجات أو خلف الشاشات الفضية. وعقب رحيل النمر الآسيوي لم تشهد الملاعب السعودية من يجيد لغة الفن المهاري بالدور نفسه الذي كان يقدمه الثنيان. الثنيان أكد ل"الحياة"أثناء قدومه إلى مكةالمكرمة لتأدية فريضة العمرة قبل أشهر معدودة"أن اللاعب المهاري لا بد من أن تتوافر فيه الموهبة وهي نعمة من الله قبل كل شيء وتتطور معه هذه الموهبة على قدر اهتمامه بها في التمارين والمباريات، وحقيقة فقد بدأت معي هذه الموهبة إبان الدورة العسكرية التي شاركت فيها مع المنتخب السعودي وأقيمت في العاصمة العراقية بغداد وكان ذلك قبل أكثر من 20 عاماً وقدمت آنذاك مستويات رائعة، بعدما لعبت في مركز الجناح الأيمن ومن تلك الدورة بدأت معي هواية"التسحيب"وتجاوز أكبر عدد ممكن من المدافعين". وأضاف:"مما أتذكره أيضاً أن لاعب الرياض السابق ناصر الدوسري"سدوس"كان يقوم بالدور ذاته على الجناح الأيسر فأرهقنا المدافعين وسببنا مشكلات كبيرة للمدربين وكان هجومنا مرعباً في تلك الدورة وعقب ذلك استمرت معي هذه الهواية، وكنت أحرص دائماً على تطويرها والاستفادة من نصائح وتوجيهات المدربين وكانت سعادتي كبيرة عندما كنت أسمع تفاعل وصيحات الجماهير في المدرجات مع كل مدافع أتجاوزه واستفدت من هذه المهارات وسخرتها لخدمة فريقي ومنتخب بلادي وأسهمت مع بقية زملائي اللاعبين في تحقيق العديد من الإنجازات الرائعة للهلال داخل وخارج المملكة ولمنتخبنا السعودي في المحافل الدولية والقارية التي شاركنا فيها". وأشار الثنيان الى أن الحصول على اللاعب المهاري يحتاج لأمور عدة"من أهمها اكتشاف موهبة اللاعب وهو ما زال صغيراً في السن من طريق الكشافين في المدارس أو في دورات الأحياء ومن ثم الاهتمام بالتمارين وصقل هذه المهارات باتباع توجيهات المدربين وتنفيذ كل ما يريدونه داخل الميدان ودعم هؤلاء الموهوبين بإعطائهم الفرصة للمشاركة والاحتكاك بلاعبي الأندية الأخرى، والصبر عليهم حتى يقدموا كل ما يملكون من مواهب كروية"، مؤكداً أن مدارس البراعم في كل الأندية"يجب أن تحظى باهتمام ومتابعة من الإدارات حتى تستطيع أن تؤدي رسالتها وتقدم لنا جيلاً واعداً من البراعم الناشئين الذين يكونون نواة حقيقية للكرة السعودية في الفترات المستقبلية".