مع اقتراب العد التنازلي لكرنفال اعتزال فيلسوف الكرة السعودية ونمر القارة الآسيوية يوسف الثنيان، فان الجماهير الكروية متذوقة الفن الرفيع، ستكون على موعد مهم مع الفصل الاخير من مسرحية الابداع الثنيانية، التي استمرت لأكثر من ربع قرن، وكانت مليئة باللمسات السحرية واللمحات المهارية والحركات الفنية التي قدمها الثنيان خلال هذه الفترة واثرى بها الملاعب الكروية والساحات الرياضية. فالثنيان موهبة لامعة واسطورة ساطعة اسهمت في تحقيق الكثير من الانجازات والالقاب والبطولات مع فريقه الهلال داخلياً وخارجياً ومع المنتخب السعودي في الاستحقاقات والمسابقات والمنافسات العربية والقارية، وكان من ضمن النماذج الكروية المضيئة التي سجلت اسماءها بحروف من ذهب في تاريخ الكرة السعودية وهو فيلسوف وشاعر كروي تغنى بمعشوقته كيفما شاء، ارعب المدربين وارهق المدافعين واشتكى من خطورته الحراس والمسؤولون في الاندية والمنتخبات على حد سواء، وكان وجوده يشكل قوة ضاربة وعلامة فارقة في مقدمة فريقه الهلال الزرقاء او في مقدمة منتخب بلاده الخضراء. ويعتبر الثنيان من ابرز واميز وافضل اللاعبين الموهوبين الذين انجبتهم القارة الآسيوية على الاطلاق وستظل الجماهير تتذكر ولأمد بعيد مهاراته الراقية ولمحاته الفنية الرائعة وحركات التسحيب وجندلة المدافعين التي كان يمارسها في جهته اليمنى التي طالما حولها الى مسرح للعمليات الهجومية وقاعدة لضرب الدفاعات المقابلة ومثل هذه النوعية من الاساطير الكروية يجب ان تكون قريبة من المنتخبات الوطنية السنية حتى يستفيد منها النشء والمواهب الواعدة في جميع الفرق المحلية خلال الفترات المستقبلية. وقبل انطلاق حفلة تكريم الثنيان مساء اليوم فان الرياضة والرياضيين يثمنون الجهود الكبيرة التي قامت بها لجنة التكريم العليا وبذلتها بقيادة الامير عبدالله بن مساعد وبقية اللجان الاخرى من اجل اقامة هذا المهرجان الكبير امام فريق عريق من اقوى واشهر الفرق العالمية وهو فريق فالنسيا الاسباني، عسى ان يكون في ذلك حافزاً لبقية اللاعبين السعوديين بالظهور في شكل مميز ومثالي يستحقون من خلاله التكريم اللائق في ختام مشوارهم الرياضي.