كم نحن بحاجة لقراءة الكتب المدرسية في السعودية، وأن لا نصدق قول الأعداء، وأن لا نسير في ركب الحاقدين، إن في مناهجنا السماحة والرفق إنها تبني الإنسان السَّوي والطالب المعتدل، وكم في كتبنا من صور مضيئة وقصص هادفة ولست أدري ماذا تحتويه كتب دولة إسرائيل الدينية التي تركز على التوراة واللاهوت والثقافة اليهودية في العهد القديم. نظرت في دراسة مقارنة للخطط الدراسية في مراحل التعليم العام في السعودية ومجموعة من الدول ومنها إسرائيل وإيران، وتوقفت عند مواد الدين والأخلاق ونظرت الواقع عندنا في المملكة وتلك الدولتين، لقد بينت تلك الدراسة تميز إيران في نسبة المواد الدينية للمرحلة الثانوية حيث كانت النسبة 13.5 في المئة، يليها مباشرة إسرائيل 12.6 في المئة ثم المملكة 11.5 في المئة، وفي المرحلة المتوسطة كان التميز لدولة إسرائيل حيث خصصت 40 في المئة من نسب مواد المرحلة المتوسطة لتدريس الدين والأخلاق، ثم المملكة حيث النسبة 22.9 في المئة. ولست أدري ماذا يتلقاه الطلاب في إسرائيل في هذه المواد ! لكننا في المملكة ندرسهم أمثال النموذج التالي الذي يقول: إن واحداً من رجال قريش قدم المدينة متوشحاً سيفه يريد الشر برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء بسيف مسموم ينشد غفلة رسول الله وصحابته ليجهز على خير البشرية، هذا هو الكفر وهذا هو الإرهاب وهذا هو الشر منذ أمد وما كان المسلمون إلا دعاة خير وأنصار سلام ورجال محبة، ويلمح سيدنا عمر بن الخطاب الرجل القادم ويقرأ أسارير وجهه ويفطن لنيته ويقول: هذا عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر، ويسرع إليه ويمسك بعنقه ويقوده إلى رسول الله، ولما رآه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال بكل هدوء وبكل سماحة أرسله يا عمر ادن يا عمير بأبي أنت وأمي يا سيدي يا رسول الله كم كنت سمحاً مترفقاً! تعلم أن الرجل قادم لقتلك وآت بسيف مسموم وتترفق في القول وتتلطف في المعاملة وتقول لسيدنا عمر اتركه يا عمر. دعه يا عمر. وتخاطب عميراً المشرك وتناديه تعال وتقدم ماذا جاء بك؟ ويتهرب عمير من الجواب ويقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم اصدقني ما الذي جئت من أجله؟ ويتهرب ويخفي نيته ولكن رسول الله يصدعه بالحق ويقول له جئت لتقتلني والله حائل بينك وبين ذلك، ويتيقن عمير أنه أمام الصادق الأمين ومع رسول يعلم سوء نيته ويعرف هدفه، ومع ذلك يترفق به وعند ذلك ينطق عمير بالشهادة ويسلم. هذه صورة مما يتلقاه طلابنا وطالباتنا في المدارس، فهل يا ترى هذه المناهج التي تعرض هذا الموقف الهادف توصف بالعنف أم تعلم الرفق والتسامح وتبين لهم المنهج السوي المنهج القدوة في المعاملة؟ * عضو مجلس الشورى السعودي