أشياء كثيرة أود كتابتها في هذا المقال ... فهو يأتي في توقيت مزدحم... مزدحم بالانجازات والأحداث التي يحتاج كل واحد منها إلي مقالة"منفردة"... ولكن نظراً لأن الوقت والمساحة لا تسمحان بالكثير من هذا الازدحام"المقالاتي"فإنني سأمر عليها ولكن ليس مرور الكرام. ففي دوري أبطال العرب لكرة القدم كنت سعيداً جداً بتأهل الهلال إلى دور الأربعة عبر بوابة الوداد المغربي... فمربع اكبر بطولة كروية عربية لا يمكن أن يحصل علي صدقية"فنية"إذا لم يكن فيه فريقان سعوديان على الأقل... احدهما الهلال... ومن دون"زعل"أحد مني فإنني أرى أن الهلال هو ترمومتر للكرة السعودية مثله مثل الأهلي المصري... فإذا كان هذا النادي في حال عافية انعكس هذا على الكرة المحلية برمتها وعلى المنتخبات الوطنية... في السعودية أو في مصر كل على حدة. سألني صديق :"ما تقويمك للفريق الكبير"؟.. أجبته:"شاهد الاتحاد أمام مولودية الجزائر في الجزائر... وشاهد الهلال أمام الوداد المغربي في المغرب لتعرف كيف يصمد الكبار ولا ينهارون مهما كانت قوة وعنف وشراسة الخصم". لا اعرف لماذا لدي إحساس بأن نهائي دوري أبطال العرب في نسخته الثانية سيكون مباراة سعودية 100 في المئة، فبعيداً من هواة"الثرثرة"والتنظير الذين أوهمونا بأن كرتنا السعودية منهارة تعالوا نشاهد أنديتنا ماذا تفعل إقليمياً وقارياً، وتعالوا نراقب منتخبنا السعودي الأول في تصفيات كأس العالم لنسأل أنفسنا:"ماذا يريد هؤلاء"؟!. وبمناسبة الحديث عن المنتخبات فإن انتصار المنتخب السعودي على المنتخب المغربي وفوزه بذهبية الدورة الإسلامية في لعبة كرة القدم يؤكد أن لدينا منتخباً ثانياً لا يقل عن المنتخب الأول وان لدينا رصيداً من المواهب يقترب من أرصدة"بيل غيتس"التي تسيلها أسهمه في"مايكروسوفت"... على فكرة لست من هواة"مسح الجوخ"للشيوخ، لكن النتائج والانجازات تثبت أن"الشيوخ أبخص"وان نتائجنا على مختلف الأصعدة في تصاعد وان العارض الصحي الذي تعرضت له الكرة السعودية في كأس العالم الماضية لم يكن"سكتة دماغية"بل"جلطة خفيفة"تعافت منها القمصان الخضراء وان شاء الله لن تعود. وما دمنا نتحدث عن اللون الأخضر فإن الشاب السعودي"هشام عبدالرحمن"الشهير"بأبو الهش"استحق الاستقبال الحافل الذي تلقاه في المطار في مدينة جدة من الفعاليات الشعبية السعودية... فهشام وان استفز برنامجه"ستار أكاديمي"البعض إلا أنه استطاع بفوزه بلقب"سوبر ستار"العرب أن يقدم صورة متحضرة للشاب السعودي وان يقدم للشارع العربي نموذجاً جديداً عن الشعب السعودي وعن الشاب السعودي الذي يستطيع أن يتعامل مع اختلاف الثقافات وتنوع المجتمعات العربية بشخصية مستقلة ومن دون أن يتحول إلي استنساخ مشوه من هذا المجتمع أو ذاك."أبو الهش"فاز بجهده على رغم صعوبات التصويت من المملكة وعدم مرافقة حملة إعلامية أو وطنية لعملية التصويت على عكس منافسته التونسية"أماني"التي سخرت كل الإمكانات الهاتفية والإعلامية والشعبية التونسية لمصلحة فوزها بالتصويت، وعلى رغم هذا كان الفارق ضئيلاً... لكن لو كان"هشام"قد حصل على نصف ما حصلت علية"أماني"لكانت النتيجة"اكتسااااااح". "على فكرة"، أنا أكتب هذا المقال قبل معرفة نتيجة الاتحاد مع مولودية الجزائر... ولا اعرف لماذا ينتابني شعور"سيئ"تجاه المباراة... ففترة التوقف الطويلة"قد"تكون أثرت في اندفاع الفريق لكن تاريخ الاتحاد في مباريات التحدي تقلل من تشاؤمي وترفع من درجة تفاؤلي... ويا له من دور أربعة يجمع الهلال والاتحاد... ليته كان النهائي !!. [email protected]