في أوائل الثمانينات الميلادية علم عدد من مستكشفي الكهوف أن أعداداً كبيرة من"الدحول"تتركز حول قرية صغيرة تسمى"المعاقلة"تقع بمحاذاة صحراء الدهناء، وقد وجد المستكشفون خلال درسهم للمنطقة أن الممرات الكهفية مسدودة بالرمال المتحركة، ولكنهم عثروا على حفرة صغيرة يهب من داخلها تيار قوي من الهواء الدافئ الرطب، حيث وجدوا واحداً من أكبر الكهوف في السعودية"دحل سلطان". وعثر المستكشفون على كهف"درب النجم"الواقع في صحراء المجمعةالشرقية، الذي يتكون من تجويف واحد يصل كل من عمقه وقطره إلى 100 متر. وفي عام 1986 اختيرت"هضبة الصمان"للقيام بدراسة مهمة من علماء من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والأكاديمية النمساوية للعلوم، ومن خلال تنفيذ المشروع تم استكشاف ودراسة ومسح نحو 58 كهفاً في هذه المنطقة ذات الأهمية الفائقة لمستقبل السعودية، وقد اكتشف كهف يحتوي على قاعة ضخمة 45 متراً طولاً، و80 متراً عرضاً، و17 متراً ارتفاعاً، حيث كانت تحتوي على بحيرة جوفية في الماضي، ويوجد في الكهف مكونات صغيرة جميلة الشكل مثل برك لآلئ الكهوف، وسد الحجر الطوقي المتنامي. مياه"هيت"الأكثر صفاء في العالم. واكتشف الجيولوجيون أول صخر سطحي"الانهيدريت"في السعودية"عين هيت"جنوب العاصمة الرياض، عندما كانوا في نزهة بدعوة من المغفور له الملك عبدالعزيز-، ووصلوا بمعداتهم الثقيلة إلى حافة البحيرة التي تقع على مسافة 120 متراً تحت السطح باستخدام أجهزة التنفس، واكتشفوا الممرات المغمورة بالمياه لهذا"الدحل"والتي تحتوي بحسب رأيهم على المياه الأكثر صفاء في العالم. أبو الهول في السعودية في عام 1999، بينما كان أحد المنقبين العاملين لدى شركة أرامكو يهم بعبور الصحراء، وجد نفسه فجأة أمام حفرة سوداء ضخمة لا أثر لقاعها، وأدرك أن هذه الحفرة يمكن أن تبتلع سيارة مسرعة، فقام ببناء جدار من الرمل حولها، وأبلغ منسوبي الشركة، وقد بدأ التخطيط للقيام برحلة استكشافية إلى واحدة من أعمق الحفر المثيرة في السعودية التي أطلق عليها"دحل أبو الهول". بدايات الاستكشاف بدأ"جون بنت"وزوجته"سوزي"استكشاف الكهوف في السعودية منذ 1981، وفي عام 2001 انضما إلى ماهر إدريس ومحمود الشنطي، وبدأوا جميعاً رحلة الكشف عن"الكهوف"في البلاد لمصلحة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية. وقد استفاد من هذه الدراسات الباحثون في مجالات عدة من بينها: علم الكهوف، وجيولوجية المياه، وعلم الأحياء، وعلم الإنسانالانثروبولوجيا، وكذلك دراسات أنماط المناخ القديم الذي كان سائداً على شبه الجزيرة العربية.