هناك نوعان من الكهوف جبلية وهي مغارات، وتجاويف داخل الجبال، وأرضية تعرف باسم "الدحول" وهي فتحة أو تجويف في باطن الأرض له فوهة يختلف حجمها من ثقب صغير لايتجاوز قطره بضعة سنتيمترات، إلى فوهة واسعة يصل قطرها إلى عشرات الأمتار، في حين يعتقد بعض الأهالي أن هذه"الدحول""مضارب للنيازك". وتتنوع الكهوف بحسب أحجام فوهاتها ومجاريها وتكوينها في باطن الأرض، فبعضها ضيق الفوهة لا يمكن مرور جسم الإنسان من خلالها، والبعض الآخر واسع الفوهة. وقد يتسع الكهف ويتشعب في أسفله مكوناً ممرات ودهاليز وحجرات مختلفة المساحات والأحجام، وهناك نوعان من الكهوف من حيث شكل التكوين الأولرأسي المدخل يشبه البئر من حيث الفوهة والعمق الذي قد يصل إلى 14 متراً، والثاني أفقي المدخل نتيجة لانهيار أجزاء من سقوفها، حيث تستخدم كموارد للمياه دحل الهشامي. وتتميز هذه"الدحول"باعتدال درجات حرارتها في الشتاء والصيف إذ لا تتجاوز درجة الحرارة 16 درجة مئوية، في حين تصل في الخارج إلى 50 درجة مئوية، كما تمتاز بوجود معالم طبيعية متنوعة منها كثبان الدهناء الرملية، إضافة إلى عشرات المنخفضات التي تكونت فيها الفياض، والرياض، والتي تتحول إلى مروج خضراء في فصل الشتاء والربيع، وتمثل عوامل جذب للمتنزهين. وتتركز الكهوف في منطقة الغطاء الرسوبي في الأجزاء التي تقع إلى الشرق من رمال الدهناء خصوصاً في هضبةالصلب التي تشكل جزءاً من هضبة الصمان، ويمتد لمسافات طويلة بمحاذاة رمال الدهناء من الشرق حتى تصل شمالاً إلى قرب رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، لكنها في الوقت نفسه تتركز في شكل كثيف نسبيا بين"شويه"، و"حزوة"، و"معقلاء"، و"العطيلة"، و"الرفيعة"الواقعة في منطقةالصلب شمال شرقي العاصمة السعودية الرياض بنحو 250 كيلو متراً. وقد تشكلت"الدحول"نتيجة تسرب المياه المحملة بثاني أكسيد الكربون إلى باطن الأرض عبر الصدوع والفتحات والتجاويف، حيث تذيب المعادن الموجودة في تلك الصخور، بواسطة التعرية والإذابة خلال فترات زمنية طويلة. وتحتوى على تشكيلات جمالية رائعة عدة تكونت داخلها بفعل رشح المياه من السقف والمحملة بالمعادن المذابة والأحماضكربونات الكالسيوم، وترسبها على هيئة أشكال متنوعة من المتكونات الجيرية منها: الهوابط، والصواعد، والترسبات، والمكونات الجبسية. ودعت هيئة المساحة الجيولوجية إلى المحافظة على هذه الثروة النفيسة ومكوناتها التي لا تقدر بثمن لأهميتها العلمية والسياحية، والحرص على التقيد بالإرشادات في حالة الرغبة في النزول إلى أحد"الدحول"، وذلك حرصاً على سلامة الجميع، في حين أكدت بعدم أخذ أي من مكونات الكهف حتى يظل محتفظاً بطبيعته، وعدم ترك أية نفايات أو"خربشات"أو كتابات، وكذلك عدم إزعاج الحيوانات والطيور والكائنات الحية الموجودة بداخله.