"الكنز الثمين في معاني اسماء البنات والبنين" كتاب جديد صدر حديثاً، يقدم نصائح قيمة للآباء والامهات عند اختيار اسماء المواليد الذكور والاناث، وفق ما حثت عليه الشريعة الاسلامية والسنة النبوية المطهرة، وبعيداً من التقليد الاعمى للغير او الجمود العقلي الذي كثيراً ما كان سبباً في تسمية الابناء والبنات بأسماء قبيحة المعنى يتحرجون منها في الكبر ويسعون إلى تغييرها. ويتناول كتاب "الكنز الثمين في معاني اسماء البنات والبنين" الذي أعد مادته الاستاذ سلمان بن محمد العمري والاستاذة شريفة بنت عبدالكريم المشيقح، ابرز الدوافع او النزعات التي توجه اختيار الآباء والامهات لاسماء المواليد الجدد، وهي دوافع ونزعات تختلف باختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي والبيئة والتدين. ومن هذه الدوافع التي يرصدها المؤلفان اصرار بعض الناس على تسمية الابن او البنت باسم والده او والدته، حتى لو لم يكن اسمها حسناً، بدعوى البر بهما او احياء ذكرهما، وهناك من يقلد غيره بالتسمية من دون النظر في حسن الاسم وفي معناه وفي شرعيته، كما أن الكثيرين يحرصون على تسمية الابناء باسماء السالفين من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، حتى وان كان الاسم صعباً وغير جميل. وفي المقابل يتوقف المؤلفان عند انبهار كثير من الاسر العربية في هذا العصر بالاسماء الخفيفة سهلة النطق او الجديدة غير المألوفة حتى وان كانت معانيها غير جيدة، كذلك انتشار الاسماء الاجنبية في تقليد اعمى للغرب، او ظناً أن ذلك من مقتضيات التقدم والتحضر. ويشير المؤلفان في مقدمة كتابهما إلى أن الاسم رمز للانسان وعنوان شخصيته الذي يظل يحمله طوال حياته، لذا كان من الاهمية بمكان التأني والتفكير عند اختيار اسماء الابناء، والوقوف عند معانيها ودلالاتها، وهل تناسب الاسماء اصحابها عندما يتجاوزون الطفولة إلى الشباب والرجولة ام انها تكون غير لائقة وقتها؟ ويدلل الكتاب على كثرة الاخطاء التي يقع فيها الآباء والامهات عند اختيار الاسماء بما تشهده ادارات الاحوال المدنية من مراجعات كثير من الابناء والبنات لتغيير اسمائهم، وما يمثله ذلك من اهدار للوقت والجهد للافراد والجهات المسؤولة على حد سواء، وهو الامر الذي يمكن تفاديه وتفادي الحرج الذي يسببه الاسم القبيح لصاحبه او صاحبته لو عرف الآباء معاني هذه الاسماء ودلالاتها واصولها في اللغة، ومدى اتفاقها او اختلافها مع تعاليم الشريعة الغراء. ورغبة في تنمية هذه المعرفة يعرض المؤلفان أكثر من الفي اسم من الاسماء المتداولة في مجتمعاتنا العربية مع بيان اصلها ومعناها في اللغة. ويقدم الكتاب الذي يتكون من خمسة فصول رؤية شاملة للضوابط والمعايير الدينية والاجتماعية التي ينصح بمراعاتها عند اختيار الاسماء، ففي الفصل الاول منه "الأسماء وأحكامها" يعرض المؤلفان لتعريف الاسم ومعناه في اللغة، واحكام التسمية في الاسلام، وافضل وقت لتسمية المولود، وما يستحب من الاسماء وما يكره او يحرم منها، على ضوء ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من تغييره لاسماء وكنى عدد من الصحابة، ونصيحته لعدد آخر منهم بتغيير اسمائهم. وفي الفصل الثاني يقدم المؤلفان رؤية عن تربية الطفل في الاسلام وحقوق الابناء على الآباء في جميع مراحل حياتهم، بينما يتناول الكتاب في فصله الثالث وسائل العناية الصحية الطبية بالطفل، اما في الفصلين الرابع والخامس فقدم المؤلفان عرضاً دقيقاً وموثقاً لغوياً لاسماء الذكور والاناث ومعانيها.