حذر الأستاذ في كلية الطب في جامعة الملك سعود، رئيس نادي هشاشة العظام السعودي الدكتور محمود الدسوقي من انتشار هذا المرض بين السعوديات اللواتي تخطين سن ال 50 عاماً. وأضاف:"أنّ مرض هشاشة العظام متفش بين السعوديات بطريقةٍ ملحوظة"، مشيراً إلى أن الأبحاث التي أجراها أخيراً تبين أن نسبة كبيرة من السعوديات مصابات بالمرض. وبلغت بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و60 عاماً نحو 34 في المئة، فيما بلغت 50 في المئة عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و80 عاماً، أما نسبة الإصابة بين اللواتي تخطّين 70 عاماً واللواتي يعانين من هشاشة عظام الورك والظهر فتبلغ نحو 90 في المئة.وأكد الدسوقي"أن هناك عوامل عدة تؤدي إلى تفاقم مشكلة هشاشة العظام بين السعوديات، أبرزها عدم تعرضهن لأشعة الشمس بشكل كافٍ، ما يؤدي إلى نقص معدل الفيتامين"د"في الجسم، وهو عامل أساس في عملية امتصاص الجسم مادة الكالسيوم، إضافة إلى نمط الحياة العصرية الذي يتجلى في استخدام وسائل النقل الحديثة على حساب المشي والجلوس لمشاهدة التلفزيون أو أمام الحاسوب ساعات طويلة يلعب أيضاً دوراً رئيسياً في تفشي المرض في السعودية. ونصح بممارسة الرياضة في شكل يومي، وجعلها جزءاً من الحياة اليومية، والتنقل مشياً على الأقدام بدلاً من استعمال السيارة في المسافات القريبة، وصعود السلالم بدلاً من استعمال المصعد الكهربائي، معتبراً"أن هذه التغييرات البسيطة في نمط حياة الفرد، إضافة إلى تعريض الوجه والكفّين إلى أشعة الشمس ربع أو نصف ساعة يومياً، قد تقي من تعرض الأفراد للمرض". وفي هذا الإطار توصي"الجمعية العالمية لمرض هشاشة العظام"باتباع نظام تغذية متوازن، يمنح الفرد المعدل الكافي من مادة الكالسيوم وفيتامين"د". وتؤكد على أن اتباع هذا النظام المتوازن هو السبيل الأمثل إلى الحفاظ على عظام متينة. ويأخذ استشاري التغذية، المشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة السعودية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد المدني على عاتقه شرح مواصفات هذا النظام المثالي قائلاً:"هناك مواصفات أساسية للغذاء المتوازن، تنحصر في كونه مشتملاً على عناصر رئيسية مهمة هي البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء كي يحقق الفائدة المرجوة من تنويع مصادر الغذاء. وأكد المدني ضرورة أن يكون الغذاء كافياً من دون إفراط، أي أن يكون بكميات مناسبة لاحتياج الفرد اليومي، وما يبذله من طاقة. وكانت"منظمة الصحة العالمية"التابعة إلى منظمة الأممالمتحدة أعلنت في وقت سابق أنّ مرض هشاشة العظام سينتقل خلال العشرين سنة المقبلة من كونه وباء أميركياً وأوروبياً ليصبح وباء أفريقياً وآسيوياً. ويعدّ مرض هشاشة العظام، المعروف أيضاً باسم ترقق العظام أو وهنها، من الأمراض الخطرة المؤدية إلى الموت على مستوى العالم. وهو عبارة عن نقص غير طبيعي في كثافة العظام، ما يجعلها هشة وضعيفة، الأمر الذي يعرض الورك والعمود الفقري ومنطقة الرسغ في اليدين للكسر بسهولة. والمعروف عن مرض هشاشة العظام أنه يصيب النساء أكثر من الرجال، ويسجّل الخبراء نحو 200 مليون حالة هشاشة عظام بين النساء حول العالم. مؤكدين أنّ نحو ثلث النساء بين سن 60 و70 عاماً، ونحو ثلثي النساء فوق سن الثمانين، مصابات بمرض هشاشة العظام. وعلى رغم ذلك فإنّ الوقاية منه سهلة، ولا تتطلب سوى تغييرات بسيطة في نمط الحياة مع ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن.