أشكركم من سويداء قلبي ومكنون فؤادي على ما تقدمونه للقارئ العربي في كل مكان. آمل نشر هذا التعقيب على صفحات الصحيفة قرأت في"الحياة"العزيزة عدد يوم الأربعاء 16 شباط فبراير 2005 الموافق 7 محرم 1426ه العدد رقم 15296 ما سطرته الكاتبة الفاضلة عبير هشام خليفة من لبنان الحبيبة، تحت عنوان العذراء والساقطة الذي تحدثت فيه عن بيروت الشماء بعد خروجها من خندق الفتنة، وانها لم ترحم حتى من أهلها بعد الاستغلال الدولي لها، وتحدثت عن الواقع المرير لبيروت كما تراه. وأحب أن أقول لأختي الكريمة إن بيروت ستبقى صامدة قوية متمسكة بعروبتها وكرامتها مهما حاول دعاة التغريب أن يفعلوا بها، ستبقى بيروت عاصمة للثقافة العربية، وستبقى رمزاً للفكر الحر المتزن، بيروت يا عزيزتي غنية بأهلها، غنية بفكرها، غنية بعلمائها، غنية بقياداتها. ولا أظن أن ما تذكرينه عنها لامس الحقيقة ? فعلى رغم أني لم أزر بلدي الحبيبة وأهلي في بيروت منذ مدة، إلا أنني أحب أن أذكرك بأن في بيروت من يحبها ويناضل من اجلها، وأتمنى أن تعي حقيقة واحدة، هي أن علماء بيروت ومثقفيها وقادتها ومفكريها ورجالها ونساءها بل حتى أدنى واحد فيها لن يتركوها ولن يتنازلوا عن أي شيء يسيء إليها، فبيروت الكرامة والنضال والشهداء والحب والسلام ستبقى، نعم ستبقى بمشيئة الله راسخة شامخة رمزاً للعلم والثقافة والسلام، ومهما حصل ? وهو يحصل في كل مكان وزمان- فما هو إلا كبوة جواد، لا يلبث أن ينهض ويقف على قدمي الحقيقة، ولن تكون بيروت الحبيبة طليقة الأمة العربية، كيف ذلك والأمة تنظر إليها بإكبار، تنظر إليها على أنها منطلق الثقافة والعروبة، ولذلك فإن بيروتولبنان غنيان بمحبيهما، وبوحداتهما، وبكفاحهما الذي أصبح مضرب المثل للأشقاء، كيف لا، وأنا أرى ذلك واضحاً هنا في بلدي الثاني السعودية، فالكل يغبطني بلبنانوبيروت، الكل يغبطني على بلدي الأم، فالمثقفون يجدون في بيروت بغيتهم، والعلماء يجدون في بيروت حاجتهم، والمفكرون يجدون بالتأكيد ما يشبع نهمهم، وطلاب العلم والسياحة والاستشفاء والسلام والعمل.. و...و... كلهم يجدون في بيروتولبنان مقصدهم!! فكيف لا يغبطونني على بلدي الأم، بل كيف ببلد هؤلاء هم قاصدوه ومحبوه، أتظنين انه سيصبح طليقاً لأمته العربية؟؟!! ولكن وان كان ما كتبته واقعاً فهو يقع في كل مكان، وما هي إلا كبوة جواد، وكم أتمنى من أختي الكريمة التي ذكرتني بمقالها ببيروت وأيام بيروت أن تواصلني بردها، وان تؤنس غربتي على بريدي وأحب أن أذكرك بما قاله الأديب الدكتور أنطون شحادة: إن بيروت هي قلب العروبة النابض.. وإن شجرة الصنوبر ستظل شامخة لكل محبيها. وستبقى بيروت في قلب كل عربي... وتقبلوا خالص تحياتي. جوانا عرفان عطية [email protected]