تحضر شذا بنت خالد، الطالبة في قسم هندسة الديكور، يومياً هي ورفيقاتها بعد خروجهن من الجامعة للاجتماع سوياً في أحد المقاهى النسائية في الرياض، حيث يجدن في ذلك فرصة طيبة للتلاقي وتبادل الأحاديث الطريفة والمفيدة بعد عناء يوم دراسي شاق. وتفتقد الشابات السعوديات إلى أماكن الترفيه الكافية الخاصة بهن، خصوصاً أن بعضهن لا ينشدن أجواءً تتوافر فيها سبل الراحة فقط، وإنما يأملن في أن تتسم بروح الابتكار والتنوع في قوائم ما يقدم من مشروبات وأطايب مختلفة، تتناسب مع ما يلاحظ أخيراً من اهتمام الفتيات بالأطعمة متعددة الثقافات، ورغبتهن في كسر حاجز الرتابة الذي تتسم به الوجبات المنزلية المعتادة. وأسهم افتتاح بعض المقاهي في الرياض في إيجاد متنفس جديد ووسيلة ترويح مناسبة للفتيات، إذ تقبل الغالبية منهن على ارتيادها لتناول المشروبات والوجبات الخفيفة، سواء قبل الذهاب إلى الجامعة للتزود بجرعة نشاط تعينهن على يوم دراسي حافل، أو بعد الخروج من الجامعة باعتبارها مناسبة للالتقاء بالصديقات، وتبادل المعارف والخبرات والقصص، التي لا تخلو من قدر كبير من الطرافة والفائدة في الوقت نفسه. "الحياة"التقت عدداً من الفتيات اللواتي عبرن عن رغبتهن في افتتاح مزيد من المجمعات الترفيهية المشتملة على وسائل التسلية المختلفة، باعتبارها متنفساً مباحاً يساعدهن على قضاء أوقات فراغهن على نحو طيب، ويتيح لبنات جيلهن التواصل والتعارف بما يتناسب مع قيم مجتمعهن المحافظ. ترى شذى خالد أن تخصيص مقاهى للنساء"أمر يبعث على الارتياح، ويجنبنا التعرض للمضايقات"، لكنها تشتكي من محدودية الأماكن الخاصة بالنساء، فتقول:"لا توجد أماكن ترفيه خاصة بالمرأة في الرياض سوى في مكانين فقط، وهو أمر لا يتناسب مع أعدادهن، خصوصاً بعد خروج قطاع لا بأس به من النساء للعمل أو الدراسة". أما طالبة اللغات والترجمة، مشاعل البراهيم، فتقول:"إنها تأتي إلى أحد المقاهي النسائية بصحبة رفيقاتها يومياً تقريباً بعد الخروج من الجامعة لشرب القهوة والتسلية، لأن المطاعم لا تفتح أبوابها إلا بعد العصر غالباً". طالبة تجارة الأعمال رغدة أمين تبدي ارتياحها الشديد إلى أحد أماكن الترفيه النسائية، وتقول إنها سمعت خبراً عن وجود نية لافتتاح مقاه عدة أخرى للنساء وهو ما أسعدها كثيراً. وأضافت:"أشعر أن ما يناسب الشابات بشكل عام هو إنشاء مناطق مفتوحة تجمع المقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه، مثل صالات لعبة البولينغ، فلا يوجد هنا سوى المطاعم أو الأسواق، ونرغب في إيجاد مراكز تحوي جميع الخدمات الترفيهية، بما في ذلك الأنشطة الرياضة".