برهنت الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد والوفد المرافق له إلى ثلاث دول افريقية هي الكاميرونوالغابون وإثيوبيا، أن السعودية تحظى باحترام معظم دول العالم وتقديرها، إضافة إلى السمعة الراقية التي تتمتع بها بلاد الحرمين وقبلة المسلمين وإحدى أكبر الدول الإسلامية مكانةً وتأثيراً في الصعيدين السياسي والديني على المستوى الدولي، فالاستقبال الذي حظي به وفد مجلس الشورى السعودي في البلدان الأفريقية، جاء رداً على من تطاول على بلاد الحرمين وقادتها، مؤكداً أن البلاد التي وقفت وقفةً حازمة في وجه الإرهابيين، واحتضنت مؤتمراً دولياً لمكافحة آفة الإرهاب، لا يمكن أن تكون مصدراً للإرهاب، كما روج البعض وأراد من العالم تصديقه، ولا يمكن أن تكون بلداً منغلقاً يرفض خطوات الإصلاح والانفتاح. ولعل منح رئيس الغابون عمر بونجو أعضاء مجلس الشورى الدكتور عبد العزيز الربيعة وسليمان الزايدي واللواء حسين الدامر والمهندس عماد الحجيلان ومصطفى بن مشيط وسام الاستحقاق الوطني بدرجة ضابط الذي يمنح عادة لكبار الشخصيات التي تزور الغابون ، دليل على مكانة السعودية في القارة السمراء، والملاحظ في السنوات الأخيرة أن اهتمامات مجلس الشورى لم تعد مقتصرة على المسائل والشؤون الداخلية، بل تعدت ذلك وأخذ المجلس على عاتقه تحسين علاقات السعودية مع دول العالم من طريق علاقاته الايجابية والمثمرة مع برلمانات هذه الدول، من خلال برامج الزيارات المتبادلة التي ينتهجها، ويكفي أن نعلم أن المجلس بوفوده جاب العالم شرقاً وغرباً، كما استقبل عدداً من برلمانيي العالم، والمحصلة النهائية للزيارات المتبادلة علاقات متنامية في مجالات الصداقة والتعاون الاقتصادي والسياسي.