يرعى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ندوة "الوقف والقضاء" التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يوم الأحد 20 آذار مارس الجاري. من جهته، أعرب وزير العدل الدكتور عبدالله آل الشيخ عن شكره وتقديره للأمير عبدالله لموافقته على رعاية هذه الندوة، التي سيكون لها أفضل الأثر في إنجاح فعالياتها وتحقيق الأهداف المرجوة من تنظيمها، وتتمثل أساساً في تعزيز النشاط الوقفي باعتباره من أهم صور العمل الخيري الذي حض عليه الإسلام. وأوضح الدكتور آل الشيخ أن الوقف عمل خيري عظيم حض عليه الإسلام، ومارسه المسلمون منذ العهد النبوي الكريم، ثم سار على نهجه الصحابة الكرام والتابعون حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن الوقف في جوهره هو الصدقة الجارية التي دعا إليها النبي ? صلى الله عليه وسلم ? باعتبارها من فضائل الأعمال والأخلاق، ورغب فيها القادرين على أدائها. وأمل وزير العدل أن تحقق الندوة الأهداف التي وضعت من أجلها في سبيل خدمة آليات الوقف الإسلامي وتنشيط مفرداته، وتوسيع النظرة المستقبلية إليه, ورأى أن التجمع الفقهي والأكاديمي إضافة إلى المسؤولين الحكوميين الذي سيشاركون في الندوة سيسهم في بلورة هذه الأهداف والتعريف بواقع الوقف في السعودية وعلاقته بالقضاء. وأوضح أن الندوة ستبرز مكانة الوقف باعتباره رافداً مهماً في سد حاجة كثير من المسلمين في حياتهم من خدمات كبناء المساجد، وطباعة المصحف الشريف، والكتب الإسلامية والعلمية، ونشر الدعوة والعلم النافع، وبناء المستشفيات والمدارس، وشق الطرق، وجلب السقاية، وغيرها من الأعمال الخيرية المفيدة للمسلمين. وأضاف أن الندوة ستعمل على تكثيف التعاون بين الجهات ذات العلاقة بمسؤولية المحافظة على الوقف وتنميته بما يتمم عمل الآخر ويكمله، وخصوصاً بين وزارة العدل ممثلة في المحاكم الشرعية كونها جهة إثبات الوقف، وبين وزارة الشؤون الإسلامية بوصفها نائباً عن ولي الأمر في النظارة على الوقف. ومن جهته، اعتبر وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الأوقاف الشيخ عبدالله الغنام، تنظيم هذه الندوة خطوة مميزة نحو دراسة الواقع العلمي للأوقاف الخيرية، والوقوف على أفضل سبل التعاون والتنسيق بين الوزارة والقائمين على نظارة الأوقاف ورعاية شؤونها من جهة، والقضاء من جهة أخرى. وأشار إلى أن الندوة تعد استمراراً لجهود الوزارة الرامية للتأصيلين العلمي والشرعي للوقف وحث المجتمع على أدائه، لما له من غايات خيرية كبرى، وقال إن الوزارة عقدت في سبيل ذلك سلسلة من الندوات، الأولى ناقشت"واقع المكتبات الوقفية في السعودية"، والثانية استعرضت"مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية"، والثالثة دارت حول"الوقف في الشريعة الإسلامية ومجالاته"، ثم تأتي الرابعة"الوقف والقضاء"لتكون امتداداً طبيعياً وعملياً لما سبقها. وعبر الشيخ الغنام عن اعتزازه بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، للاهتمام بدعم وتطوير العمل الإسلامي عموماً والعناية بالأوقاف الخيرية والمحافظة عليها خصوصاً، كما أعرب عن تقديره للأمير عبدالله لرعايته هذه الندوة. وقال:"إن وزارة الشؤون الإسلامية سعت إلى جانب عنايتها بالأوقاف القائمة، إلى العمل على إحياء سنة الوقف المباركة، فأعدت مشروعاً للندوات الوقفية للتعريف بالوقف الخيري، وتعميق مفهومه ومكانته في حياة الناس، ودعت من خلالها إلى تضافر جهود جميع أجهزة الدولة والمواطنين للمشاركة في إحياء هذه السنة الحميدة، من خلال الإسهام في إيجاد أوقاف متنوعة تخدم المجتمع، ودعم الصناديق الوقفية التي بادرت الوزارة إلى إنشائها".