{ اليوم يبدأ المشوار الحقيقي للمنتخب السعودي بقيادة مدربه لالأرجنتيني كالديرون، بعد اخفاق الأخضر في الدوحة، ينظر السعوديون الى ما سيفعله المدرب الذي طالب بمنحه فرصة ثم الحكم على عطائه، يبقى كرسي تدريب المنتخب من أسخن الكراسي، من يعرف المصير في حال الاخفاق يتمنى لو أنه لم يشرف على الأخضر، ويدرك كالديرون هذه الحقيقة كاملة. "الحياة"التقت السيد كالديرون قبل مباراة المنتخب أمام اوزباكستان، وأبدى كالديرون سعادته لما وصلت اليه جاهزية لاعبي المنتخب، لكنه في الوقت ذاته يتمنى لو اتيحت له فرصة أكبر لتجهيز اللاعبين بشكل مناسب لخوض مثل هذه التصفيات، وأبدى كالديرون خشيته من أن يؤثر الارهاق والتعب على اداء اللاعبين، ولم ينس مدرب المنتخب أن يشيد بالمباراة التي لعبها الفريق الاسبوع الماضي أمام المنتخب الهنغاري، وشدد كالديرون على أهمية المباراة الافتتاحية وأنها تشكل بداية مهمة لكل فريق. ما مدى استعدادك للقاء اليوم؟ - الجميع يعلم أنه كان هناك معسكران مقرران في الرياض، الأول مدته أسبوع والآخر قرابة عشرة أيام ومعسكر تركيا وهي جيدة، ودائماً الإنسان يطمح للأحسن والمنتخب استعد جيداً وأنا سعيد بالمجموعة التي كونتها كمجموعة جيدة، وروح يتمتع بها اللاعبون، والخصم الذي سنلعب معه اليوم خصم صعب وصاحب تركيبة معقدة وقوي وإن شاء الله سنفوز عليه. هل حصلت على أشرطة فيديو لمتابعة خصمك؟ - نعم لقد تابعت منتخب أوزبكستان عبر أشرطة الفيديو أمس وسأعرض بعض اللقطات التي رأيتها على اللاعبين من أجل تطبيق بعض الجمل التكتيكية واستغلال نقاط الضعف لديهم، وأنا في نظري أن المنتخب الأوزبكستاني معقد ويلعب بطريقة سهلة وبتكتل في الخلف بعدد كبير من اللاعبين، ويشكل خطورة في الكرات المرتدة والكرات الثابتة. ما المعايير وراء اختيارك منتخب هنغاريا وهل حققت الهدف الذي ترجوه؟ - المباراة التي خضتها أمام منتخب هنغاريا استفدنا منها كثيراً وهي مرضية بالنسبة إلينا والهدف هو خلق الانسجام بين اللاعبين بنسبة أكبر وكذلك اللعب أمام منتخب قوي يساعد اللاعب أكثر على إظهار إمكاناته الموجودة لديه، واللاعب السعودي لديه إمكانات في اللعب أمام منتخبات قوية بغض النظر عما تؤول إليه النتيجة، ولكن في النهاية الفائدة ستعود على عناصر المنتخب السعودي كافة ولقاؤنا مع منتخب هنغاريا الهدف منه استيعاب اللاعبين الخطة الجديدة، وهي فعلاً تكتيك جديد على اللاعبين والجميع شاهد الصلابة والإحساس بالمسؤولية وظهروا بأداء مميز والجميع أشاد بالتجربة أمام هنغاريا كمنتخب قوي. قصر القامة وضعف البنية الجسمانية للاعب السعودي هل هي عائق لك؟ - وضعت في الاعتبار البنية الجسمانية وعملنا جاهدين أن يقوم اختيارنا للاعبين بجانب القدرات الفنية على البنية الجسمانية من أجل مقارعة الخصم مثل منتخب أوزبكستان، وبالفعل كماتشاهد خط الدفاع في المنتخب السعودي صاحب قوة جسمانية من أجل أن يتصدى لمهاجمي الخصم في الكرات العرضية أو غيرها، أما لاعبو الوسط فهم قصار القامة ولكن ذوو مهارات عالية فيتغلبون على النقص بالمهارة. ما جاهزيتك للتصفيات؟ - الوقت هو خصمي، كنت أتمنى أن أشرف على المنتخب السعودي قبل فترة أطول تكون كافية كوني بصدد تكوين منتخب ذي عناصر شابة وجديدة، وعلى مستوى كبير من الانسجام بينهم، وهذا يحتاج الكثير من الوقت، وأنا حالياً أعمل ضد عقارب الساعة وفي المقابل أنا سعيد لما أشاهده في المنتخب من عناصر شابة وروح عالية، ونتخطى عامل الوقت القصير، والمنتخب الأوزبكستاني لاعبوه يلعبون من فترة طويلة معاً فالتجانس موجود لديهم، أنت تشتكي من الجانب اللياقي فهل المعدل اللياقي لدى اللاعبين جاهز بالقدر الكافي؟ - نحن استعددنا بالشكل المطلوب لنا وحسب الوقت المتاح لنا أيضاً، والمشكلة التي ستواجهنا هي أرضية الملعب ففي أول تدريب لنا في أوزبكستان كانت الأرض مليئة بالطين مما أتعب اللاعبين وأخذ منهم مجهوداً لياقياً أثر على أدائهم داخل الملعب. نتمنى أن تكون أرضية ملعب نجتاكور جيدة وإن كانت هناك أمطار فلن تكون عائقاً. أنت ركزت على تطبيق المنهجية الفنية الجديدة على اللاعبين ولكن في المقابل غفلت عن التركيز على الكرات الثابتة وتنفيذ ركلات الجزاء؟ - نعم هذا سؤال جيد، أنا ركزت على الركنية والاستفادة قدر الإمكان منها ولدي أكثر من لاعب يجيد تنفيذ المهام، أما الكرات الثابتة أو ركلات الجزاء فالتدريب قليل جداً ولكن لم أغفلها، وفي آخر تدريب في تركيا تم تنفيذ الكرات الثابتة وأنا أعرف أنها مخرج لي في لقاء اليوم بسبب التكتيك الذي ينهجه المنتخب الأوزبكستاني ولكن لا ننسى أن هناك عوائق واجهتني أو واجهت لاعبي المنتخب وهي أن سفرنا من الرياض إلى اسطنبول سبب الكثير من الإرهاق لدى اللاعبين كون ساعات الطيران الكثيرة التي استغرقتها الطائرة مما أضاع علينا حصتي تدريب بوصولنا في وقت أبكر وكذلك سفرنا من اسطنبول إلى طشقند أضاع علينا يوم تدريب، ولكن اتفق معك أن يكون هناك تدريب مكثف على الكرات الثابتة وأنا أؤكد لك أن العوامل السابقة أفقدتني الشيء الكثير أثناء التدريبات كذلك الملعب المغلق في تركيا، أنا كنت غير راض عن ذلك الملعب وتم التغيير من ملعب إلى ملعب وكانت رغبتي ملعباً آخر فالملعب المغلق حد من تنفيذ بعض المهام ولكن الآن لا مجال لأن نتكلم عمَا فات فاللقاء اليوم والأهم رغم الأحوال الجوية الباردة أنه لم يمرض أي لاعب جراء البرد القارص وهذا كنت متخوفاً منه كثيراً. الجميع راض عن التجربة أمام هنغاريا بعكس التجربتين في الرياض؟ - لقاؤنا أمام منتخب هنغاريا أعطى اللاعبين صلابة وتجانساً وهذا يبعث على السرور والاطمئنان على أداء اللاعبين ولكن يجب الاستمرار على هذا الأسلوب القوي في المباريات الودية. أما عن الفرق بين المباريات الودية على سبيل المثال المباراتان في معسكر في الرياض وعدم رضا النقاد الرياضيين فهذا راجع للفريق الخصم والنهج التكتيكي الذي لعب به فاللقاء الأول لعب الخصم بطريقة دفاعية بحتة ما صعب علينا اختراق الدفاع وتسجيل هدف لفتح المباراة، وظهر اللقاء كما شاهد الجميع غير مقنع حتى لي أنا، واللقاء الثاني لا يختلف عن الأول في الاسلوب بالتكتل الدفاعي ولكن اللقاء الثالث أمام منتخب هنغاريا في تركيا من بداية اللقاء كان اللعب مفتوحاً والهجوم سجالاً بين المنتخبين، ما أعطى المباراة متعة للجميع وظهرت بشكل مختلف عن التجربتين في الرياض، وفعلاً كانت تجربة مفيدة أمام منتخب قوي مثل هنغاريا. هل الإصابات بين اللاعبين في الرياض وإبعاد حمزة ادريس في تركيا يعدان عائقين أمامك أم أن البديل موجود؟ - في عالم الكرة بمختلف الألعاب الإصابة واردة ومؤلمة للاعب وللمدرب ومتوقعة في أي وقت وأي مكان بلا شك ولها تأثيرها والظروف الطارئة لأي لاعب تؤدي إلى استبعاده عن المنتخب، ولكن إذا كانت المجموعة ككل، وأقصد هنا اللاعبين جميعهم وليس فقط 11 لاعباً متجانسة وكانوا لاعبين مميزين ومستواهم متقارباً يكون سد الفراغ للاعب المبعد سهلاً جداً ولا أحد يشعر بالنقص وخصوصاً أثناء اللقاءات. انضمام المهاجم سامي الجابر إلى البعثة قبل 48 ساعة على رغم ظروف الطيران هل يعني أن اللاعب جاهز للقاء اليوم بجاهزية تامة؟ - بالفعل تم استدعاء سامي الجابر خلال وقت قصير يفصلنا عن اللقاء كما ذكرت وكنت أتمنى أن ينضم لنا في معسكر تركيا ولكن ظروف التأشيرة والطيران حرمت الجابر من معسكر تركيا وأتمنى أن تكون جاهزيته على أكمل وجه في لقاء اليوم وأن لا يتأثر بالإرهاق الذي لحق به جراء الطيران والانتظار كثيراً في المطار بسبب الظروف الجوية ولكن الجميع يعلم أن سامي الجابر يعد أكثر اللاعبين خبرة في صفوف المنتخب وهو بخبرته وأدائه الفني قادر على أن يقدم الشيء الكثير خلال لقاء اليوم وأن يتغلب على ظروف التحاقه بالمنتخب ومن خلال التدريب مع زملائه اللاعبين أبلى بلاءً حسناً وأكد جاهزيته وأتمنى أن يكون انضمامه عاملاً مساعداً وتفوقاً للمنتخب في لقاء اليوم. الشارع الرياضي متخوف من كالديرون كونهم يرونه اعتمد على لاعبي الخبرة أكثر من الشبان الطموحين وأن تأهلهم إلى كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي يواجه الصعوبة بسبب الإخفاقين الآسيوي والخليجي؟ - أنا ذكرت أكثر من مرة أن الوقت الذي منحته لتدريب المنتخب غير كاف لإعداد منتخب من الجيل الجديد ومع ذلك أنا أعمل وأبحث عن أسماء جديدة جديرة باللعب في صفوف المنتخب ولا سيما في تصفيات كأس العالم ومنها إلى نهائيات كأس العالم وهو طموح لا يقتصر على اللعب بل على الجميع من مسؤولين والشعب السعودي، ولكن الجميع شاهد الإصابات التي تواجهني من معسكر إلى معسكر مع تعرض بعض اللاعبين إلى كدمات أثناء التدريب والأمثلة كثيرة ولدي أسماء اللاعبين الذين خسرتهم بسبب الإصابة أو بسبب ظرف اجتماعي كحالة وفاة أو غيرها. أما الإخفاق الذي واجهه المنتخب في نهائي كأس آسيا فأنا لم أكن المدرب ولقد شاهدت المباريات من أجل الاستفادة وفي كأس الخليج كنت مدرب المنتخب، ولكن أرجع وأؤكد لك أن الوقت غير كافٍ فلن أتكلم عن كأس الخليج ولن يفيد الكلام عن الماضي. الآن أنا في تصفيات مهمة وحاسمة عملنا بجد وإخلاص واللاعبون متعاونون ويريدون أن يقدموا شيئاً وهذا ما أتمنى أن يحصل وهو الجدية والروح الحاضرة أثناء اللقاءات. ما توقعك لمباراة اليوم وهي أولى مباريات التصفيات؟ - أنا أعلم جيداً بأنها ستكون صعبة علينا وعلى أوزبكستان، ولكن أنا متفائل كثيراً في هذا اللقاء، ودرست الخصم جيداً وتم توجيه اللاعبين ومن خلال شرح في التلفزيون أتمنى ألا تحصل أي مؤثرات خارجية وأقصد تساقط ثلوج أو سوء في أرضية الملعب مثلاً أو وجود وحل فهذا يجعل اللاعب يسقط كثيراً ما يؤدي إلى أخطاء في التمرير أو الإبعاد وغيرها ولكن لدي شعور جيد وارتياح.