تواجه المستشفيات الحكومية في مدينة جدة نقصاً في الكوادر التمريضية النسائية، إذ تسجل المستشفيات والمراكز الصحية عجزاً ملحوظاً، على رغم تخريج ما يقارب 700 ممرض وممرضة سنوياً. ويقول المدير العام لمستشفى الملك فهد الدكتور سامي باداود في حديث إلى"الحياة": إن المستشفى ينقصها ما يقارب ألف ممرض وممرضة لتغطية الخدمات التمريضية". لافتاً إلى أن مستشفاه يستقبل قرابة1200 حالة يومياً. ويستدرك بالقول:"إن المستشفيات السعودية ليست الوحيدة في العالم التي تعاني نقصاً في الكادر التمريضي بل في أوروبا أيضاً يعانون من المشكلة نفسها، وأصبحوا يستقدمون من دول شرق آسيا مثل الفيليبين والهند بعروض أفضل من العروض السعودية". ويضيف"كما أن معظم الدول اتجهت أخيراً إلى أوروبا". وتابع"متأسفاً": إن الكوادر التمريضية النسائية السعودية تعمل في البداية بحماسة قوية، ولكن مع مرور الأيام ومع تغير أنماط حياتهن ودخولهن إلى عالم الزوجية والأطفال، يقل حماستهن ويصبح العمل عبئاً عليهن خصوصاً في الأعياد والمناسبات، عكس الممرضات المتعاقدات". وشدد على مطلبه بالقول:"أطالب المدير العام للشؤون الصحية بتوفير العدد الكافي من ذوي الكفاءة العالية والتي تتناسب مع الحالات الحرجة التي تواجه مستشفى الملك فهد". وتشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد المستشفيات الحكومية في منطقة مكةالمكرمة تبلغ 34 مستشفى بطاقة 7302 سرير و281 مركز رعاية أولية. أما مستشفيات القطاع فتبلغ 41 مستشفى بطاقة 4130 سريراً و139 مستوصفاً. من جهتها، قالت عميدة الكلية الصحية في جدة الدكتورة منيرة بلحمر"إن الكلية الصحية تخرج نحو 40 ممرضة سنوياً، وهذا الرقم ضئيل جداً مقارنة مع الطلب الحالي". معترفة بأن ذلك الرقم من الخريجات هي طاقة الكلية حالياً، وتقول:"لا نستطيع استيعاب عدد كبير من الطلبة، وهذه مشكلة يجب حلها من جانب وزارة الصحة". أما آراء الممرضات حول عملهن، فتقول م.غ وهي من العاملات في قسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد:"عملنا يتطلب الكثير من الصبر والجهد والدقة وسرعة البديهة، خصوصاً في القسم الذي أعمل فيه". وتضيف"أعاني للأسف من نظرة الناس للممرضة بأنها مجرد خادمة، متناسين دورنا المهم في حياة المريض وخدمته اللامنتهية". وتعتقد أن هذه النظرة هي"سبب تردد دراسة هذا التخصص والانخراط في هذه المهنة فما زلنا نشكو من نقص كبير". وبدورها تقول زميلتها ج.ن التي تعمل ممرضة منذ 20 عاماً:"اعمل بتفان وإخلاص لأني أحب مهنتي حتى أني أفكر بالمريض وأنا في بيتي ولا اشعر بالراحة إلا إذا كنت بقربه". ومع ذلك، تمضي قائلة:" ينتقدنا الكثيرون إذا حدث منا أي تقصير، علماً بأننا نعاني من قلة الكادر التمريضي". أما رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد الدكتور عبد الملك حويت، فعبر عن رأيه بالقدر الشخصي،"التمريض في قسم الطوارئ هو من أعلى المستويات الموجودة"، موضحاً أن اختيار عناصره كان بدقة تامة ممن هم على كفاءة عالية تؤهلهم لاستقبال اكبر عدد من الحالات". وهو يركز على ضرورة مسألة اختيار الكوادر في التمريض، ومهما زاد عدد الممرضات، فلا يكفي من دون وجود مهارة واجزم أنها موجودة لدينا". أما الدكتور معاذ الدرويش، فيؤكد أن الممرضات السعوديات أثبتن جدارتهن حتى في ظل النقص الواضح في عددهن.