عقدت الجمعية العامة للمؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب امس جلسات عمل استكملت فيها كلمات رؤساء الوفود وعدد من المناقشات. وألقى رئيس الوفد المصري كلمة اشار فيها الى اهمية وضع معايير دولية للإرهاب ودعم الجهود لتعريف الارهاب والتفريق بينه وبين الكفاح المشروع، وضرورة مقاومة الارهاب في ظل الشرعية الدولية، وأكد رفض بلاده الربط بين الارهاب والاسلام، مشدداً على اهمية معالجة اسباب الإرهاب وجذوره كما طالب الدول المتقدمة بتقديم خبراتها التقنية للدول النامية ووضع نظام لتبادل المعلومات، كما أعلن تأييد بلاده لمبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي طرحها في خطاب الافتتاح. وأشار وفد اندونيسيا إلى أن العمل الدولي يجب أن يعالج جذور الإرهاب وأسبابه والظروف الاقتصادية. واعتبر الوفد التركي الفقر والاستغلال وانتهاك حقوق الإنسان والتهميش الحضاري من بين أهم أسباب الإرهاب، إلى جانب النزاعات الدولية. وكرر رفض بلاده الربط بين الإرهاب والدين الإسلامي، وطالب المجتمع الدولي باعتماد منهج دولي موحد لتعريف الأعمال الإرهابية، كما أيد اقتراح الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وتحدث وفد ألمانيا عن ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الارهاب، وأيد الجهود المبذولة في الأممالمتحدة للوصول الى حلول توفيقية لتعريف الارهاب، كما طالب بالعمل على ضمان توزيع الثروة وحفظ حقوق الانسان وكفالة حرياته، لما لذلك من دور اساسي في مكافحة الارهاب، ونفى ان يكون هناك أي ربط بين الدين الاسلامي والارهاب في بلاده. وطالب رئيس الوفد الكندي بمناقشة العوامل الأساسية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقف وراء الارهاب، وأن تتضمن توصيات المؤتمر ايجاد آلية للتعاون بين الدول للحيلولة دون توافر التمويل المالي للعناصر الارهابية. وطالب الوفد السوري بأن يشمل تعريف الارهاب ارهاب الدولة كما رحب بمبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وفي كلمته عبر رئيس وفد جنوب افريقيا عن استعداد بلاده للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وذكر أن بلاده اتخذت خطوات عدة في هذا المجال. وقال رئيس وفد الاتحاد الأوروبي ان وضع حد للتحويلات المالية للارهابيين سيسهم في تحجيم العمل الارهابي، وشدد على أهمية تعزيز التعاون الدولي لتفعيل امكانات الدول في هذا المجال. وألقى رئيس وفد سنغافورة كلمة اكد فيها ضرورة العمل على مواجهة الجريمة المنظمة، باعتبارها امراً مكملاً لمواجهة الارهاب، كما دعا الى تكريس التعاون الدولي في مكافحة الارهاب بإيجاد آلية للإنذار المبكر في مجال الأمن، والمشاركة في المسؤوليات في مجال تبادل المعلومات وتسليم المجرمين. وألقى رئيس وفد اليونان كلمة أشار فيها الى ان بلاده اكتسبت خبرة جيدة في التحوط ضد العمليات الارهابية خلال تنظيمها الألعاب الأولمبية في الصيف الماضي، واستفادت في ذلك من التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية الوطنية والجهات الدولية الأخرى، من دون الإخلال بالحريات العامة وحقوق الانسان. وأعلن وفد ماليزيا تأييد بلاده لمبادرة ولي العهد السعودي واستعدادها للتعاون مع المركز المقترح عند انشائه. وأعرب عن امله في ان يسهم الزخم الذي حققه هذا المؤتمر في الدفع باتجاه عقد قمة دولية لمكافحة الارهاب. وأشار وفد طاجيكستان الى ان هناك الكثير من المشاكل التي تواجهها دول آسيا الوسطى بسبب القاعدة والمتعاونين معها من القوى المتطرفة. وأكد ضرورة نشر التعريف الصحيح بالاسلام من جهات الاختصاص ووسائل الاعلام، باعتباره احد محاور محاربة الارهاب. وأعلن وفد السودان دعم بلاده لمبادرة ولي العهد السعودي لإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب، كما أكد ضرورة التفريق بين الارهاب كجريمة وبين حق الشعوب في الكفاح المسلح لتحرير أراضيها. والقى الوفد اليمني كلمة أشاد فيها بمقترح ولي العهد السعودي، وعبر عن استعداد بلاده للتعاون من اجل اخراجه إلى حيز التنفيذ، واشار الى ان بلاده اتخذت خطوات احترازية لتجفيف منابع الارهاب من خلال الكثير من القرارات الرئاسية، كما اكد اهمية دعم مبدأ الحوار الفكري كأداة لمكافحة الارهاب والتطرف. وألقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كلمة اكد فيها ان هناك الكثير من المستجدات في مجال مكافحة الارهاب يشرف عليها مجلس الأمن، ومن اهمها قرار مجلس الامن بتعزيز لجنة مكافحة الارهاب المشكلة بالقرار 1371، وذلك باعتماد القرار 1535 في آذار مارس 2004 لإقامة ادارة تنفيذية لمتابعة التزام الدول بالقرار، كما عبر عن تأييده لمبادرة ولي العهد لإنشاء مركز دولي لتنسيق الجهود لمكافحة الارهاب. وذكر الوفد الصيني ان العمل الدولي اسهم في مواجهة تنظيم"القاعدة"وجفف تمويلها تقريباً، وحذر من العوامل التي تحد من نجاح العمل الدولي، ومنها ربط ظاهرة الارهاب بجنس معين أو دين معين، كما رحب بمبادرة ولي العهد السعودي. وذكر رئيس وفد إيران ان مكافحة الارهاب تحتاج الى ارادة سياسية موحدة، كما اكد رفض بلاده ربط الارهاب بالدين الإسلامي، وقال ان المكافحة الفاعلة للارهاب تحتاج الى آليات وطنية وإقليمية ودولية، ومساعدة الدول المحتاجة بالخبرات اللازمة، كما اعلن تأييد وفد بلاده لمبادرة الأمير عبدالله. وبدوره أيّد وفد الهند مبادرة ولي العهد السعودي، وذكّر بأن العالم في حاجة الى عمل دولي منظم وفعال وجهد منسق لمكافحة الارهاب، وقال ان بلاده مستعدة لتوفير الدعم في مجال الاعلام والتكنولوجيا والمعلومات التقنية والمجالات الفكرية الأخرى، التي تركز على الحوار بين الحضارات والتسامح واحترام الآخر. وأدان رئيس وفد الامارات العربية المتحدة الأعمال الارهابية التي حدثت في السعودية والكويت، ودعا الى دعم وتأييد مقترح ولي العهد السعودي. وطالب الوفد الاسباني بمواجهة الارهاب في ظل احترام حقوق الانسان، وتعزيز التعاون الاستخباراتي بين الدول، وتطوير التشريعات الخاصة بوقف التمويلات المالية للارهابيين وتسليم المجرمين. والى جانب كلمات الوفود وجلسات العمل عقدت ثلاث ورشات عمل.