{ الرياض ? وليد الأحمد هل يمكن أن يكون للمرأة تأثير على قناعات القريبين منها من ناخبين ومرشحين، عوضاً عن عدم اشتراكها المباشر في العملية الانتخابية؟. طرحنا السؤال على سيدات بارزات في المجتمع، وتلقينا منهن ردوداً متباينة. تقول سيدة الأعمال عالية باناجة :"لا يمكن أن يقوم الرجل بتمثيل المرأة في أي شكل من الأشكال ...المرأة يجب أن تمثّل نفسها". وعندما سألناها عما إذا كان ذلك يعني أنها ترغب في أن تشارك المرأة في صورة مباشرة في الانتخابات البلدية ترشيحاً وتصويتاً، فاجأتنا بقولها إنها أصلاً ترفض تلك المشاركة. ثم استطردت موضحة أن"السعودية لا يوجد بها حالياً أي امرأة كفؤ لأن تستلم منصباً في المجالس البلدية". وأضافت أن"المرأة تحتاج إلى تدريب شاق حتى تصل إلى ما وصل إليه الرجل"، وناشدت نساء المجتمع أن"يطورن قدراتهن من خلال التدريب في المعاهد التي وعدت الحكومة بافتتاحها", مؤكدة أن ذلك"ليسا عيباً"، وأشارت إلى أن"الرجل مر بمراحل كثيرة قبل أن يصل إلى النجاح, ونحن مازلنا في البداية وعلينا أن نسير في الطريق نفسه". ولخصت باناجة مبرر موقفها بأنه"قد يكون كثير من السيدات نقلن صورة سيئة عن فكر المرأة السعودية، من خلال تفاعلهن الضعيف في انتخابات الغرفة التجارية في الرياض". في المقابل ترى نائبة مجلس سيدات الأعمال الخليجيات والناطقة الرسميّة باسم المجلس حصّة العون أن"المرأة السعودية أثبتت نجاحها في جميع المجالات حتى على الصعيد الدولي". وضربت على ذلك أمثلة عدة: ثريا عبيد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وسميرة إسلام أستاذة علم الأدوية، والدكتورة الهام أبو الجدايل في علم الأجنة. وأضافت أن المرأة عموماً تستطيع مقارعة الرجل، ولو سمح لها بالمشاركة في الانتخابات لتفوقت عليه. وقالت إنها شخصياً لديها خبرة 25 سنة في العمل التطوعي"ولو سمح لي بالمشاركة في الانتخابات فسأفوز على الرجال بفارق كبير". وأشارت العون إلى أن مشاركة المرأة في الانتخابات كانت ستمثّل تحدياً لها، ما سيدفعها إلى الإنفاق من جيبها الخاص لتحقيق النجاح. وأوضحت أن في إمكان المرأة التأثير على الانتخابات بالتعاون مع المرشّح في حملته الانتخابية عن طريق الإنترنت والفاكس واللقاءات المباشرة مع أقاربها". وتضيف العون أن النساء جميعاً يمكن أن يشاركن بعمل لوبي أو مجلس، يتفقن من خلاله على انتخاب المرشّح الذي يفيد الحي بالكامل ويقنعن أقاربهن بذلك". واتفقت الكاتبة والأستاذة في جامعة الملك سعود الدكتورة هتون الفاسي مع رأي العون حول أحقية المرأة في المشاركة في الانتخابات. وأوضحت أن الانتخابات تجربة جديدة على المرأة والرجل على حد سواء وكان من المفترض أن يخوضاها معاً". واعتبرت ما قالته باناجة في هذا الصدد"رأياً شخصياً وليس من حقها أن تعممه". وأضافت أن"هذا كلام غير مقبول وفيه استهانة بقدرات المرأة السعودية التي أصبحت معروفة على مستوى العالم". وأشارت الفاسي إلى أن اللجنة العليا للانتخابات أعطت النساء الأمل في المشاركة في المجالس البلدية، من خلال التعيين الذي سيشمل 50 في المئة من مقاعدها، وشددت على ضرورة أن تحاول كل امرأة في موقعها نشر الوعي الانتخابي في كل شؤون الحياة،"فهذه فرصتنا الأخيرة في أن نكون في المجالس البلدية"، على حد قولها. من جهتها اتفقت الإعلامية ورئيسة صحيفة"هداية نت"هداية درويش مع باناجة، في أن النساء غير مؤهلات لأن يكون لهن دور في هذه الانتخابات حتى عبر التأثير على قناعات أزواجهن سواء كانوا مرشحين أو ناخبين لتمرير آرائهن". لكنها استدركت معتبرة أن النساء اللائي يمكنهن التأثير في مسار الانتخابات عددهن محدود. وأوضحت أن دورها الآن سيقتصر على زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بضرورة وجود المرأة في الانتخابات المقبلة، فالمرأة من وجهة نظرها ليس أمامها الآن سوى بذل جهد مضاعف لترسيخ الوعي الانتخابي في المجتمع، وتبصيره بأنها جزء لا يتجزأ من منظومته المتكاملة". ورفضت درويش وصف البعض لدور المرأة في الانتخابات البلدية بأنه"مغيب"لأنه محبط، معتبرة أن الوصف الدقيق هو"مؤجل". وأضافت:"أعطانا المسؤولون أملاً حينما أكّدوا أن غياب المرأة عن الانتخابات يعد أمراً موقتاً". وأشارت إلى أن النساء"سيستمتعن بمشاهدة الرجال وهم يتخبطون في هذه الانتخابات التي لا يعرف الناخبون فيها كيف يختارون مرشّحهم". وتقول" أنا سعيدة بهذا التأجيل فهو في صالح المرأة، سيرتكب الرجال أخطاء كثيرة ستتلافاها النساء في تجربتهن المقبلة".