سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الامير فيصل بن محمد يؤكد انفتاحه على المستثمرين... ويتعهد بتذليل العوائق التي تصادفهم في المنطقة . وكيل امارة الباحة ل"الحياة": المنطقة جزء من جسد الدولة ... وهجرة ابنائها تسببت في تأخر المشاريع عنها
أشاد الأمير فيصل بن محمد بالخطوات التطويرية التي خطتها الدولة من خلال تفعيل دور المجالس البلدية، وأوضح أن المواطن اليوم مؤهل للمشاركة الإيجابية في مشاريع الوطن، وأن المرأة لا تقل عن الرجل في قدراتها ولا مكانتها. وأوضح أن معايير التعيين في المجالس البلدية، تتم وفق ضوابط محددة، من جهات مختصة، تراعي اختيار الأفضل، علماً وسلوكاً وخبرة. وأكد أن الباحة مقبلة على نهضة شاملة في الجوانب الخدمية كافة. وأشار إلى أنه يقف مع النقد البناء ولو كان موجهاً له شخصياً، وأن المنطقة لن ترقى إلا بأبنائها المخلصين. وأعلن أنه مستعد لتذليل كل الصعاب والعوائق التي قد تعرقل حركة المستثمرين في الباحة. وزف البشرى للنساء بالموافقة على افتتاح جمعية نسائية خيرية. وفي الآتي نص الحوار: بدأت الدولة في تفعيل البرامج الإصلاحية وكانت انتخابات المجالس البلدية الحدث الأبرز على مستوى العالم... فما انطباعكم عن هذه المشاريع وكيف تتطلعون إلى المستقبل؟ - الحقيقة أن ما تم تنفيذه في هذا الشأن من الأمور المبهجة التي سررت بها، وأنا مستبشر ومتفائل بالكثير من الخير في مقبل الأيام. وللعلم، فإني أعتقد أن هذا تطوير أكثر من كونه إصلاحاً، وكل ما يُتخذ من قرارات فإنه يمثل المواكبة لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني الامير سلطان بن عبدالعزيز، لتحقيق أكبر قدر من الرفاهية للمواطنين، ولن تدخر الحكومة جهداً في سبيل توسيع دائرة المشاريع الناضجة، التي تلبي حاجة المواطن من جهة، وتستوعب جوانب التحديث الحضاري في المجالات كافة من جهة أخرى. والدولة تثق بمستويات الوعي المجتمعي، وتقدر ما بلغه الشعب السعودي، من إدراك وكفاءة يؤهلانه للمشاركة الفاعلة في البرامج التطويرية. ومن المناسب أن نتدرج في تطوير مرافقنا، مع ارتفاع معدل الوعي لدى إنسان هذه البلاد. لم تتمكن المرأة من المشاركة في الانتخابات هذه المرحلة، فكيف تنظر إلى دور المرأة في مجتمعنا؟ - يا عزيزي... النساء شقائق الرجال، والقرآن الكريم علمنا بأن"لهن مثل الذي عليهن"ومن المفترض أن تأخذ المرأة مكانها ومكانتها المكفولين لها بنصوص الدين، ولا أرى مانعاً أمام مشاركتها في بناء دور مؤسسات المجتمع وتفعيله، مع الأخذ في الحسبان أن هناك ضوابط وقيماً لا ينبغي تجاوزها. ولعل تأخر مشاركتها لمصلحته، فالتجارب الجديدة تحتاج إلى وقت حتى يستوعبها الناس ويتفاعلوا معها، ولكني واثق من أن الدولة حريصة على أخذ النساء كامل حقوقهن، ونحمد الله أن التعصب ضد المرأة لم يعد بالكيفية نفسها التي كان عليها منذ سنوات، فالطبيعة العرفية كانت مسيطرة على مشاعر الناس وتوجهاتهم إلى درجة أن البعض كان يتذمر من الحديث عن النساء ويتحرج من ذكر اسم والدته أو زوجته. تم اختيار أعضاء معينين للمجلس البلدي... فما أبرز المعايير التي يتم الاختيار وفقها؟ - هناك تعليمات من جهة الاختصاص تحدد الشروط التي يجب توافرها في العضو، منها أن يكون الأفضل في سيرته واستقامة سلوكه وأخلاقه وخبراته العلمية والعملية. ونحن هنا نسعى لتطبيق هذه المعايير، التي يمكن بموجبها أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب والمنطقة فيها رجال يعتبرون مكسباً للمجالس البلدية، لما عهدنا فيهم من حب للوطن، وإيجابية في الجهود والمشاركة. يتطلّع أهالي المنطقة إلى يوم تكتمل فيه البنى التحتية في منطقتهم والموازنة العامة صدرت منذ أشهر... فما نصيب الباحة من مشاريع التنمية هذا العام؟ - كما تعرفون أن الدولة - أعزها الله - حريصة على تنمية جميع المناطق، وهذا أوضح من أن أتحدث عنه بكلمات على عجل، وما توجيه ولي العهد بصرف فائض الموازنة على مشاريع خدمية للوطن إلا أحد الشواهد على ذلك، والباحة جزء من منظومة الوطن. ولعلك تشاهد شركات الطرق التي باشرت عملها في طريق الطائف - الباحة، وشركات تنفذ ازدواجية طريق المطار، وأُخرى في طريق الباحة - بلجرشي، أما في الجانب الصحي فالعمل جار على مدار الساعة في تنفيذ مستشفى بلجرشي الجديد بسعة 500 سرير، وهناك ثلاثة مستشفيات معتمدة للعقيق والقري والمندق بسعة مائة سرير، وسيتم قريباً اعتماد مستشفى في تهامة يخدم محافظتي قلوة والمخواة، وفي المنطقة قرابة 90 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، كما ستنفذ مراكز الملك فهد للرعاية الصحية، إضافة إلى مراكز تبرع بها مشكوراً الأمير عبدالعزيز بن فهد. وأخرى أسهم فيها أبناء الأمير محمد بن سعود الكبير. وستتوافر في المنطقة خدمات صحية تغني المريض عن الانتقال للبحث عن العلاج خارج الباحة، فهناك برج العيادات المتخصصة في جوار مستشفى الملك فهد، الذي سيتحول عما قريب إلى مستشفى تخصصي، ولهذا نحن ممتنون صحياً ولله الحمد، أما في شأن الخدمات البلدية فهناك اعتمادات للمشاريع الجديدة والصيانة بنحو200 مليون ريال، تشمل الشوارع والطرق الداخلية والزراعية وتسوير المقابر وخدمات عامة. وفي التعليم تسعى الوزارة إلى تلبية الحاجات من مدارس البنين والبنات في كل عام، وفي خصوص المياه توافرت لنا من ثلاثة مصادر، فهناك الآبار المعدة في المنطقة، وهناك مياه وادي عردة ومياه من الطائف، وكل الكميات تسد حاجة المنطقة حتى 1445ه، علماً بأن درس مشروع التحلية مستمر وسيرى النور قريباً. كما أن اعتمادات الموازنة للباحة هذا العام تجاوزت بليوني ريال. يستشعر البعض من أهالي المنطقة تأخر وبطء المشاريع كون منطقتهم فرعية وليست في أهمية مناطق أخرى عسكرية وسياحية واقتصادية، فهل لهذا الاستشعار ما يبرره؟ - أنا في تصوري أن المنطقة جزء من جسد، والدولة لا تمايز بين مناطقها، لأن الجسد يعمل بتكامل منتظم، وأنا معك في كون الباحة موسمية، وقد يكون من أهم الأسباب لتأخر المشاريع هجرة أبنائها نحو المدن الكبرى، باعتبارها مناطق وفرة في الخدمات وفي فرص البحث عن الرزق، ولكن هذا لا يمنع العمل على جعل الباحة منطقة متكاملة الخدمات، ونسعى إلى فتح معاهد ومراكز تدريب مدنية وعسكرية. هل يعني هذا أنكم ستطبقون فكرة الهجرة المعاكسة؟ - من دون شك، فهذا مطلب مهم ونحن مع التوطين وضد الهجرة، إلا أننا لا نملك السلطة التي تمنع الناس التحرك في الاتجاهات كافة، ولكني أعرف أن أول أسباب الهجرة ندرة فرص التعليم العالي للذكور والإناث، وكل أب من حقه أن يطمح إلى مستوى دراسي وتحصيلي أعلى لابنه وابنته، ومن لوازم ذلك غالباً رحيل الأسرة بأكملها، ومتى ما سعينا إلى توفير مقومات الاستقرار فسنحد من ظاهرة الهجرة ونحجّم مستوياتها. كأنك تلتمس لهم العذر وتقبل مبررات الهجرة؟ - الحقيقة أني أُعطي المبرر بمرارة، ولكن الواقع يفرض نفسه، وأنا بطبعي واقعي، ولكل مواطن الحق في اختيار المنطقة التي يحب الإقامة فيها، ولو كنت مكان أحدهم ولزم الأمر أن أنتقل مع أبنائي فلن أتردد في هذا. كان لأمير المنطقة عتب على رجال الأعمال من أهالي الباحة لعدم اهتمامهم بتنميتها، فكيف ترى تفاعلهم مع المشاريع الاستثمارية؟ - قد يحق لي العتب على بعضهم، كونهم لم يُقدموا ما يشعرنا بانتمائهم إلى منطقتهم. وهذا لا يعني أن الجميع نمط واحد، بل أحب أن أشكر مجموعة غلّبت المصلحة العامة على المصالح الخاصة. صحيح أن نسبة الربح ومستوى المردود المالي للمشاريع في الباحة لا يُقارن بالمدن الكبرى، ولكن حق المنطقة على أبنائها وأهلها كبير، وإذا لم ترتق المنطقة بأيدي رجالها فبيد من سترقى؟ ألا يكون للروتين المتغلغل في بعض المؤسسات دور في تنفير رجال الأعمال من المنطقة؟ - هذا كلام نظري، لكن عملياً لن تجد مسؤولاً في المنطقة يضع العراقيل أمام المستثمرين، وأمير المنطقة يؤكد دائماً على تذليل الصعاب كافة التي قد تعترض رجال الأعمال. وأنا أُؤكد لكم أني مستعد لتوظيف جميع الإمكانات لأي مستثمر، إلا ما خرج عن إطار قدراتنا فلا يُكلف الله نفساً إلا وسعها. متى نرى الباحة منطقة جذب سياحي؟ - قريباً، وعندما أقول هذا فإنه لا يعني أن كل المقومات ستتوافر بين عشية وضحاها، فنحن تدارسنا مع الهيئة العليا للسياحة الكثير من المشاريع، ووجهنا أكثر من دعوة للمختصين في هذا الجانب، وخرجنا بتوصيات عدة سترى النور في أقرب وقت، ولكن على مراحل، فالجميع هنا يريد الباحة منطقة جذب سياحي مع المحافظة على هويتها وخصوصيتها، ولن نُحاكي غيرنا أو نُقلّد سوانا، فالباحة لها طابع مختلف ونسخة متفردة. كانت لكم فكرة عن زراعة الزيتون بكميات كبيرة في الباحة... أين وصلت الفكرة؟ - ربما لم تصل، لأنها توقفت بعد استعانتنا بشركة تبوك الزراعية، وأجرت أبحاثاً ودراسات ثم خرجنا بقناعة أن الزراعة الفردية أولى من الجماعية، لوعورة التضاريس وقلة المساحات المنبسطة وكلفة اليد العاملة. وللعلم هناك ما يزيد على ستة ملايين شجرة زيتون بري موزعة في الجزء الواقع بين الطائفوالباحة. الإدارة المتخصصة هي سمة العصر في الشركات والمؤسسات، إلا أننا قد نرى في الباحة تجاوزاً لمبدأ التخصص، فما رأيكم في وجود مثل هذا التجاوز؟ - ليس تجاوزاً بالمفهوم الحرفي للكلمة، وإنما لكل إدارة ظروفها، ونحن معك أن المختص أنجح من غيره، وغير المتخصص قد يكون سيئ الأداء ويفتقد القدرة على تحسين أدائه، ونحن في الحقيقة نُسدد ونقارب. شارك المثقفون السعوديون في مناسبتين وطنيتين، هما ملتقى المثقفين الأول، ومؤتمر الحوار الوطني الرابع، ولم يكن للمنطقة حضورها المأمول... إلام تعزو هذا الغياب؟ - أنا لا أعده غياباً، فربما حالت بعض الظروف دون المشاركة، إلا أنه يهم أمير المنطقة، ويهمني شخصياً أن نجد أبناء وبنات منطقتنا في مناسبات الوطن كافة وأنا أعرف أن الجهات المعنية في هذه الأمور تبذل جهدها في سبيل الرقي بمستوى الفكر والعلم والمعرفة في منطقتنا. ما هي وسائل تجاوز حساسية النقد؟ - أولاً، أنا أُرحّب بالنقد البناء ولو كان موجهاً لفيصل بن محمد شخصياً، ولن أتذمر من كاتب أو ناقد يتوخى المصلحة ويبحث عن الحقيقة بأسلوب راق وعبارة مهذبة ويساعدنا بتوفير الحلول والبدائل، أما النقد لمجرد النقد فهذا عبث وتطاول لا مبرر له وتجب محاسبة صاحبه، لأن صحافتنا مقروءة خارج الحدود، والآخرين يحكمون علينا من خلال صحفنا وكتابنا، فنحن مع الصحافة الجادة والنزيهة والهادفة، أما من يكتب وفق هواه فهو حاسد أو حاقد أو باحث عن أضواء إعلامية على جسر من التشهير والتجريح. ولكن ألا يرى الأمير أن هناك تفسيرات مبالغ فيها وقد تسبب حرجاً للمسؤول وللكاتب والصحافي؟ - أصدقك القول إننا لا نحمل ضغينة على صحافي أو كاتب، بل نحن على قناعة بأن الصحافة - كما قال أمير المنطقة - مرآة المجتمع ولكن العمل الصحافي له ضوابط وأدبيات تجب مراعاتها، وربما تعلم أن هناك محاكمات تطاول بعض الصحافيين في بعض الدول ويدانون حين تجاوزهم أصول المهنة، والكتابة المستفزة المبنية على تخرصات لا تعني الناس كثيراً. ألا يكون لغياب المعلومة دور في العمل بالتخرصات؟ - نحن مجتمع مسلم وعربي ولنا من القيم والأخلاق ما يحمينا من الوقوع في التشهير أو الإساءة إلى شخص أو مؤسسة أو جهة، ولو وجدت محاكمات لمن يكتبون ويدعون من دون دليل، لما رأينا ما نراه من البعض. لكن فقدان المعلومات قد يدفع إلى الاجتهادات؟ - معك حق، ولكن مع فرض غياب المعلومة، هل يجوز الاختلاق، واختراع الأوهام والأباطيل؟ ألست ترى أن من حق الصحافة معرفة ما يدور داخل مؤسسات الدولة لتنقل إلى الناس الحقيقة؟ - بل من حقها، فالدولة تبذل البلايين من الريالات للمشاريع والتنمية، ومن حق كل مواطن أن يتعرّف على برامج الإدارات وما تم تنفيذه وما سينفذ، لأنها مشاريع مدنية للمواطن، وليس في هذا ما يُستحى من إعلانه وإعلام الناس به. مع أسفي للأمير، إلا أني سمعت من أكثر من مسؤول اعتذارات عن التصريح للصحافة، أو محاولة التهرب من الإجابات، فبمَ يوجه الأمير المسؤولين في الباحة؟ - أنا أدعو جميع الإدارات، وخصوصاً الخدمية منها، ومن خلال"الحياة"، إلى توفير المعلومة للمواطن وللصحافة، فنحن ليس لدينا ما نخبئه، ولا أسرار في العمل المدني، ومن يعمل يحب أن تلمس الناس جهوده، والصحافة وسيلة من وسائل معرفة الحقيقة، ولكن هناك بعض القضايا الحساسة والجنائية التي تستدعي شيئاً من السرية، حتى يأذن المصدر المسؤول بالتصريح بها. أسهمتم في إنشاء كلية الباحة الأهلية ونالت زخماً دعائياً وإقبالاً لافتاً، ثم تراجعت أعداد المتقدمين وتقلص الوهج الإعلامي، بمَ تفسر هذا التراجع؟ هل هو ضعف مناهج، أم أن المخرجات لا تتناسب وسوق العمل، أم الكلفة المادية؟ - لعلي أبدأ بالكلفة التي لا تتجاوز خمسة وعشرين ألف ريال سنوياً وهذا هو الحد الأدنى عربياً وعالمياً. وللعلم فإن المبلغ لا يغطي جزءاً بسيطاً من الكلفة، وأشكر بالمناسبة المساهمين الذين قبلوا مشاركتنا في مشروع قد لا نجني أرباحه إلا بعد عشر سنوات، أما المناهج فهي معتمدة من وزارة التعليم العالي وهيئة التدريس يتم اختيارهم وفق معايير الدولة والتخصصات مطلوبة في سوق العمل. وفي العام المقبل سنخرج الدفعة الأولى من مهندسي الحاسب الآلي، ولكن ربما يكون بعض شبابنا غير مؤهلين فكرياً للتعليم الأهلي، ويتوقع أحدهم أنه مادام يدفع مبالغ، فمن حقه أن يتصرف ويتحرك كما يشاء وهذا ينافي كل القيم والمبادئ المعروفة عن سلوكيات طالب العلم، كما أن الكلية مرت بظروف ومشكلات استطعنا - بحمد الله - تجاوزها، وستصبح الكلية عما قريب أنموذجاً يسر كل منتسب للمنطقة وللتعليم العالي. لماذا تأخر العمل في تنفيذ مركز الملك عبد العزيز الحضاري؟ - العمل الآن جار لإكماله، وستراه في العاجل تحفة نادرة ومعلماً من أبرز المعالم في المنطقة. ما مدى رضاكم عن أداء الأجهزة الحكومية في الباحة؟ - أنا أُطالب دائماً بالأكثر والأفضل والأميز، ولا أقتنع بالأداء المتواضع، ولكنهم يعملون بصورة طيبة، ولو قدرنا لهم درجة من عشرة لمنحناهم سبعة من عشرة. ماذا عن مشاريع المرأة؟ - قدمنا لها أشياء، وفي الطريق بشارات أُخرى، فقد جاءت الموافقة على إنشاء جمعية نسائية، وزوجتي الأميرة غادة بنت حمود بن عبدالعزيز تبذل جهوداً كبيرة لخدمة النساء في الباحة، وتسعى إلى تفعيل العديد من البرامج التي تناسب الفتاة والمرأة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً. كان لجائزة الأمير محمد بن سعود لحفظة كتاب الله وهج إعلامي وأصداء محلية وخليجية وعربية، واليوم يتم الاحتفال مختصراً في الجامع الكبير في الباحة... فما سر هذا التحول في تنفيذ حفل الجائزة؟ - لقد شعر أمير المنطقة بأن الجائزة تأخذ من الأضواء والبريق الإعلامي ما قد يفقده أجرها ويحولها عن مسارها وهدفها، لذا وجه بصرف مبالغ الاحتفال للطلاب والتوسع في العدد وزيادة المكافآت، لأنه عمل احتسابي يرجو ثوابه من الله، وهدفه الأول تشجيع الطلاب على حفظ كتاب الله وتحقيق التنافس في هذا المجال، بعيداً من الشهرة والإثارة. عندما قررت إجراء حوار مع وكيل إمارة الباحة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، كان همّ الأسئلة يطغى على الهموم المتداعية في ذهني جميعاً، وذلك نظراً لما أعرفه عن شخصيته الجادة، وسرعة بداهته المستشرفة لما وراء السؤال من أبعاد، مع الأخذ في الاعتبار أنه القيادي الثاني في المنطقة، وحاصل على درجة الدكتوراه في الإدارة، ومسؤول وإداري من طراز فريد، يجيد حسم الأمور من دون تردد. كل هذا دفعني إلى التردد في تحمل تبعات الحوار الشاق والشيّق في الوقت ذاته، وكم كان مبلغ الهدوء والسرور، وأنا أتابع الأمير وهو يجيب عن الأسئلة، على رغم أن الحوار جاء بعد عصر يوم عمل طويل مليء بالمقابلات والمعاملات، ولم أتحرج من طرح ما أظنه جدير بالطرح، ولم يغفل الأمير سؤالاً من كم الاستفهامات التي أعددت بعضها سلفاً وفرضت البقية نفسها أثناء الحوار.