أمير تبوك يدشن مشروعات تنموية واستثماريه بالمنطقة    إي اف جي هيرميس تكشف عن صندوق التعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار وتستحوذ على محفظة استثمار برايتس للتعليم    وزارة التعليم تلغي ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية    " طويق " تدعم شموع الأمل ببرامج تدريبية لمقدمي الخدمات لذوي الإعاقة    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    وزير الموارد البشرية: المملكة تقوم بدور ريادي في دعم توجهات مجموعة العشرين حول قضايا العمل والتوظيف    أمير حائل يطلع على مشروع التحول في منظومة حوكمة إدارات ومكاتب التعليم    علوان رئيساً تنفيذيّاً ل«المسرح والفنون الأدائية».. والواصل رئيساً تنفيذيّاً ل«الأدب والنشر والترجمة»    وزير الاتصالات: ولي العهد رفع الطموح والتفاؤل والطاقات الإيجابية وصنع أعظم قصة نجاح في القرن ال21    وزارة الثقافة تحتفي بالأوركسترا اليمنية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض    مؤتمر ومعرض دولي للتمور    أمين عام التحالف الإسلامي يستقبل وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    السعودية وعُمان.. أنموذج للتكامل والترابط وعلاقات تاريخية وطيدة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية ترتفع إلى مليار ريال    مستشفى الحرجة يُفعّل التطعيم ضد الحصبة و الأسبوع الخليجي للسكري    سعود بن طلال يطلق عددا من الكائنات الفطرية في متنزه الأحساء الوطني    أمانة الشرقية تستثمر في الائتمان الكربوني دعما لسلامة المناخ    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1%    أمير الشرقية يطلق هوية مشروع برج المياه بالخبر    رينارد يتحدث عن مانشيني ونقاط ضعف المنتخب السعودي    قسطرة قلبية نادرة تنقذ طفلًا يمنيًا بمركز الأمير سلطان بالقصيم    مستشفيات دله تحصد جائزة تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في السعودية 2024    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    مهرجان وادي السلف يختتم فعالياته بأكثر من 150 ألف زائر    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    أعاصير تضرب المركب الألماني    الله عليه أخضر عنيد    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    وزير الدفاع والسفير الصيني لدى المملكة يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنوز منطقة نجران السياحية بحاجة للعناية والإستثمار . الأمير مشعل بن سعودفي حديث ل "الحياة":العفو عن المشاركين في أحداث الشغب بيد ولاة الأمر الطائفتان الاسماعيلية والزيدية تمارسان شعائرهما الدينية بحرية ... واسأل المكرمي !
نشر في الحياة يوم 04 - 01 - 2005

تدخل مقر امارة نجران فتشعر بالحركة من اول خطوة. هنا تتمثل الدولة في منطقة طرفية تمتد اكثر من الف كيلومتر على الحدود السعودية - اليمنية، حيث منذ الستينات عاش المجتمع اليمني في متغيرات سياسية مقلقة الى ان تحقق استقراره بالوحدة الحالية، وكان لا بد للجانب السعودي من الحدود ان يتأثر بقلق الجار اليمني الشقيق، ما يستدعي تنبهاً دائماً لحالات التسلل والتهريب، هذه الحالات التي قد تصب في الفترة الراهنة في تغذية التطرف وعمليات التفجير الاجرامية.
الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، منذ توليه امارة منطقة نجران قبل حوالى ثماني سنوات، يتحمل مسؤوليات كبرى في هذه المنطقة المتعددة المناخات بين واد ذي زرع وجبال صخرية عالية ومدى رملي واسع في الربع الخالي، وهذه المسؤوليات التي يفيها حقها من الجهد والوعي ونشر ثقافة القانون ادت الى وجود فعلي لادارات الدولة السعودية في هذه المنطقة الطرفية، وبالتالي الى تزايد وعي السكان بالمواطنة السعودية التي قال الأمير مشعل ومارس انهم متساوون كمواطنين امام القانون بغض النظر عن اختلافاتهم القبلية والمذهبية. وتعزز الوعي بالمواطنة عندما لمس السكان تنفيذ البرامج التنموية على الصعد كلها، من بنية تحتية للطرقات والكهرباء والماء الى المؤسسات التربوية والصحية على اختلافها. ويؤكد الامير مشعل استناداً الى رأي قيادة البلاد ان منطقة نجران هي في مقدم المناطق في برامج التنمية السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة، ولعل اول المشاريع واهمها هو جلب المياه من آبار في الربع الخالي الى المنطقة، وهو المشروع الذي اعتبره المراقبون أحد المشاريع التنموية المهمة حيث سيجرى البدء فيه خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
امير منطقة نجران يتكلم بشفافية، يسبقك الى النقد اذا كان النقد بناء، ويرى ان مسؤولية التنمية والنهضة الحضارية ملقاة على عاتق الطرفين، المواطن والدولة. أمير يغريك بالنقد الهادف ويؤسس بذلك لعلاقة حوار بين المسؤولين والمواطن، التي يرى أنها هي وحدها العلاقة الصحية التي تبتكر معالجات صحيحة ومؤكدة لكل المشاكل، وتدرأ ما يمكن ان يطرأ من ازمات في المستقبل.
مدينة نجران حيث آثار اصحاب الاخدود وحيث ملامح تاريخ عريق، تعطيك مباشرة واحدة من الأفكار الأولى لنهضتها: ان تكون مقصداً للسياح من المملكة ومن خارجها. وهذه الامكانات السياحية لا بد لها من تعاون الدولة والمواطنين، القطاع العام والقطاع الخاص، للافادة من استثمارات سياحية ممكنة وواعدة. يعي امير المنطقة هذه الحقيقة، ويرى انها تتطلب تعاوناً من الاطراف الحكومية المسؤولة عن المجال السياحي الممكن، في نوع من التنسيق يؤدي الى جذب استثمارات وتحريك عجلة القطاع السياحي.
مع الامير مشعل ناقشنا مسائل متعددة تنموية وانسانية ومسائل على اطراف السياسة، وفي ما يلي نص الحوار:
سمو الأمير، حوالى 90 في المئة من الحدود السعودية - اليمنية تابعة لأمارة منطقة نجران? نتكلم عن أكثر من 1000 كلم، مجاورة لشيء من"الأكشن"? فمنذ أوائل الستينات الى الآن، متغيرات في اليمن تنعكس على بعض المناطق الحدودية، وفي المقابل استقرار سياسي واجتماعي مستمر في الجانب السعودي?
- هناك مثل يقول"كل ذي نعمة محسود"? الوضع في منطقة نجران يختلف عن بقية المناطق الأخرى? أنا اعتقد بأن الصحافة ربما لعبت دوراً الى حد ما في شرح بعض الحقائق لكن ليس كل الحقائق? لذلك لم تعط بعض الأمور حقها بالكلام الصحيح? تعرف انه عندنا ما شاء الله قارة وليس بلداً، وعندما نتكلم عن 1400 كلم، هناك دول كثيرة ولو جُمعت لا تبلغ حدودها 1400 كلم، فيها التضاريس، من حدود عسير وجبال السروات مروراً بالربع الخالي? مئة في المئة تقريباً من الربع الخالي تابعة لمنطقة نجران?
كيف تتم عملية السيطرة؟
- هناك شيء من الصعوبة بالنسبة الى عملية السيطرة الأمنية، ولكن، ما يخفف من ذلك أحياناً هو مضاعفة أجهزة الأمن? هناك عمل، وكل المسؤولين عن الشأن الأمني في نجران اعتبرهم"جنوداً مجهولين"، لأنه لا أحد يعرف ما الذي يحصل هناك بالضبط غير الجنود الذين يعملون هناك? الجهات الأمنية تبذل جهودها في بيئة صعبة، في وسط الربع الخالي، ففي الجهة الشرقية لحدود نجران الاقليمية تصل درجة الحرارة تقريباً الى 50 أو 60 درجة تقريباً، تعرف عندما يشتغل أحد في درجة الحرارة 60!
الشيء الآخر، كما هو معروف، نحن نجاور بلداً تعرض لأمور كثيرة، لتغيرات سياسية، ونمط قبلي، وهو شيء لا يخفى على الجميع.
اسئلة قاسية
نتابع في الصحف نشاطات المناطق السعودية ومنها نجران والجهد الذي تبذله امارتها، والكل يعرف كيف كانت نجران وكيف أصبحت. لذلك نبدأ في بعض الأسئلة ومنها ما يتضمن اتهامات لك بشكل مباشر أو غير مباشر، لكون منطقتكم قبلية وحدودية، وبالتأكيد أمير المنطقة هو أعرف الناس بما يدور فيها...
- أنا حاضر. هناك مثل يقول"لا تكذب ولا تخاف". وسأكون صريحاً لأن ليس هناك شيء أخبئه.
تمتاز منطقة نجران بعدد من المواقع السياحية والأثرية، مثل المتحف والأخدود ومحمية الأمير سلطان والأبرقين وادي بولما وجبل ظلمة. ذهبنا الى المتحف فلم نجد أي معلومات سياحية مطبوعة فانتقدنا المدير صراحة وجهاً لوجه. الحركة السياحية في المنطقة ضعيفة، لماذا لا يكون هناك برنامج يستقطب السياح السعوديين وغير السعوديين. هل هناك أي مشروع ولماذا الحركة السياحية ضعيفة الى الآن؟
- أنت في الحقيقة ذكرت شيئاً طيباً، وهذا السؤال تكرر أكثر من مرة?كما تعرف، كانت الآثار والمواقع السياحية في البداية مسؤولة من جهتين، وزارة المعارف وجامعة الملك سعود. الوضع في الحقيقة كان تائهاً بين الجهتين، كل له دور معين لكن دوره ضعيف، كان الدور المطلوب منا في فترة من الفترات هو الحفاظ على المواقع الأثرية قبل أن نجد جهة تتبنى الموضوع? في السنتين الماضيتين أنشئت هيئة السياحة? اجتمعت مع الأمير سلطان بن سلمان في الرياض، تكلمنا في المواضيع التي طرحتها، وهذه ليست وجهة نظرك أنت فقط كصحافي أو كشخص يسأل، كانت وجهة نظرنا نحن أيضاً، الكلام الذي تقوله صحيح مئة في المئة، ولا نريد أن نغطي رؤوسنا كالنعام، لكن، لم تكن هناك جهة متبنية لهذا الوضع? ومع الأسف الشديد، ان الغالبية تعتقد بأن الأمارة تفعل كل شيء? الامارة ليست وزارة سياحة وليست جامعة الملك سعود وليست وزارة المعارف، الأمارة جهة تنفيذية ترفع وتقترح وتساعد في التنفيذ. لذلك فالشمولية بالنسبة للأمارة في الشيء الذي يعتبر تنفيذياً? عملنا هنا تنفيذي نرفعه لإصلاح الخطأ، هذا أولاً? نحن في الحقيقة قمنا بعمل جيد هو أننا حافظنا على الآثار على الأقل ووضعنا عليها الحماية? كانت البادية تسكن هناك وتفتقد لإيجابية العمل العلمي المدروس. لذلك حتى تبدأ بالألف ميل يجب ان تبدأ بالخطوة الأولى? الخطوة الأولى هي الحفاظ على الآثار لئلا تندثر، فهي تعتبر ثروة للبلد، ونحن، كما تفضلت، رأينا منذ البداية أن عمود دخل نجران الأساسي هو من السياحة، سواء عملة صعبة أو محلية، هذا في المقام الأول? السؤال يوجه الى هيئة السياحة، لأنها منذ سنتين تقريباً جاءت وشاهدت كل شيء، تعتبر نجران الآن بالنسبة الى هيئة السياحة من المواقع التي لها الأولوية? الهيئة والأمير سلطان بن سلمان متحمسان? وأنا متأكد انه هناك خطوات ايجابية حصلت وستحصل.
من البنية الأساسية للسياحة تثقيف المواطن عليها. يجب ان تهيئ المواطن? ليست المشكلة ان تأتي بموظف سياحة. ممكن الاستعانة بشركات وبمن هو أعرف، ف"المجال مفتوح"، اذا كانت الامكانات موجودة، والمملكة عندها امكانات هائلة وتستطيع ان تضع الكادر الذي يعرف المفهوم السياحي، ولكن، هناك كادر آخر لا يمكن ان توظفه أو تشغله هو المواطن، مثل سائق التاكسي وصاحب المطعم وموظف الاستقبال في الفندق والمواطن في الشارع? إذا ذهبت الى أي بلد سياحي وسألت أحداً في الشارع وعرف أنك سائح، يحاول ان يساعدك بقدر الامكان لأنه يعرف أن هذا ينفع بلده. ليس المسؤول هو رئيس الوزراء أو المحافظ أو مدير الشرطة، بل المواطن هو المسؤول، المواطن عنده مطعم وعنده سيارة وفندق وشقة مفروشة، فهو يلبي طلبات السائح قبل الدولة? لذلك، في اعتقادي ان تثقيف المواطن سياحياً يمثل أكثر من 50 في المئة بالنسبة الى الموضوع.
سمعنا ان الامارة وسموكم في سبيلكم الى انشاء هيئات لتدريب الشباب على بعض المهن ومنها مهن الخدمة السياحية؟
- هذا صحيح. المشاريع موجودة والنية موجودة، لكن صناعة السياحة الحديثة يجب ان نفكر بها ملياً قبل ان نطلق أي شعار، الشعارات موجودة باستمرار ولكن هذه الشعارات لا تملأ عظمنا. الانسان قبل البنية الأساسية? الدولة يمكن ان تعد الشوارع والطرقات وتمنح القروض للفنادق وتسيّر الرحلات الجوية، وتؤمن الكهرباء? الدولة تعمل واجبها والبقية على المواطن? كل شخص له دوره في السياحة? أعطيك كل الامكانات التي أقدر عليها، كأمارة أو هيئة سياحية أو غيره، لكن لا يمكن أن اعطيك الترحيب في الشارع او في المطعم? ما زالت صناعة السياحة عندنا مجهولة لدى المواطنين.
أريد أن أعود مرة ثانية الى موضوع السياحة. في المنطقة محمية الأمير سلطان، تكثر فيها المها العربي والغزلان. هل هناك نية بفتح المحمية أمام حركة المواطن داخل منطقة نجران أو للقادمين من اليمن أو سياح الداخل في المملكة؟
- جداً. لكن مثلما يقول المثل"اعط القوس باريها". نحن في الحقيقة علينا حمايتها والتوجيهات من صاحب المشروع الأساسي الأمير سلطان. وسبق ان ذكرت انني تحدثت مع الأمير سلطان بن سلمان في كل ما يخص السياحة في نجران?
نجران تضاريسها مختلفة، وأرجو ان تصحح لي اذا كنت مخطئاً بأن سهلها خصب، لكنها جبلية في الغرب ورملية في الشرق، عدد سكانها يتجاوز 650 ألف نسمة وربما يقترب في فترة زمنية قريبة من المليون? هل هناك تمايز فوارق كبيرة في العادات والتقاليد بين أهالي المنطقة أم انها ذات بيئة واحدة، خصوصاً ان مساحتها تزيد على 360 ألف كيلومتر مربع؟
- هناك فوارق قبلية وفوارق اجتماعية، والفوارق لم تعد محصورة في منطقة أو محافظة معينة، انها متفرقة في كل انحاء المنطقة? الجواب على سؤالك: نعم?
هل نستطيع ان نعتبر نجران منطقة عسكرية، ساهم وجود القوات العسكرية في بنائها وتطويرها ام انها فقط منطقة مدنية والوجود العسكري محدود؟
- أولاً منطقة نجران ليست منطقة عسكرية. أنت في الحقيقة على طرف حق في سؤالك لأن كل القطاعات العسكرية موجودة في نجران?
هل ساهمت مساهمة معينة في تطوير اقتصاد المنطقة وبنائه؟
- المساهمة الأولى هي حفظ الأمن طبعاً? وثانياً، عندما يكون عندك تعداد كبير سيكون المردود الاقتصادي جيداً، عندما تتكلم عن قطاعات عسكرية مثلاً القوات المسلحة، الحرس الوطني، الأمن العام، وحرس الحدود??? الخ، هؤلاء بشر، وشيء طبيعي ان يصرفوا المال على حاجاتهم .
مياه من الصحراء
أعلن أخيراً عن مشروع جلب المياه من صحراء الربع الخالي الى نجران، صاحب السمو، هذا المشروع بعكس المعهود في أذهان الناس، فعادة تأتي المياه مكررة من البحر نحو الصحراء، لكنه هذه المرة جلب من الصحراء حيث أكبر كتلة رملية في العالم؟
- كانت الحقيقة الاستراتيجية سابقاً جلب الماء من البحر الأحمر، طبعاً من طريق عسير وجازان??? الخ? لكن، أنت الآن تكلمت في الحقيقة عن شيء اعتبره شرفاً لي، بأنه أنا من تبنى الفكرة من أساسها، وهي لم تكن أصلاً موجودة، تبنيتها بطريقة ربما كان هناك أناس لم يستوعبوها? لم تكن في الحقيقة مطروحة أبداً وأشبه بالخيال? كانت الخطوة الأولى أنني أقنعت الاخوان في وزارة الزراعة بحفر آبار تجريبية? تبنيت الموضوع شخصياً ورفعته الى الحكومة وبعدما أثبتت التجربة جدواها الاقتصادية، كان في الحقيقة شيئاً مفرحاً حتى لهم، لكن المشروع لم يكن على مستوى وزارة محددة بذاتها، والمشروع من أساسات التنمية في المنطقة?
هذا المشروع اعتّز وأتشرف فيه، وكما يقول الأميركان Its My Baby، منذ بدايته كفكرة?
أين أصبح المشروع الآن؟
- مطروح في المناقصة?
يعني قريباً؟
- إن شاء الله، أتمنى أن يكون في الموازنة المقبلة?
هل ستموله وزارة المياه؟
- طبعاً، من موازنة الدولة?
هل هناك نوايا لإنشاء مشاريع كبرى ستُقدم الى المنطقة قريباً؟
- أي شخص يقف طموحه أو حلمه في مشروع معين، اعتقد أنه أفلس? اذا وقف حلمك عند مشروع معين، بغض النظر عن كبر المشروع أو صغره، أعتقد بأنك وصلت الى درجة عدم الاعطاء أو تفليس في العطاء? الاحلام كثيرة، البناء طبعاً مستمر، تعرف ما صرف على المشاريع التنموية في نجران خلال الست سنوات الماضية نحو سبعة بلايين ريال?
أتكلم دائماً مع أهل نجران، كعائلة واحدة، ونحن دائماً نجتمع ونحاول ان نترجم أفكارنا أو امنياتنا أو احلامنا الى الواقع، والحمد لله تحقق الكثير منها، لا أريد أن أقول هناك مشروع معين بل هناك مشاريع تنموية عدة مقبلة إن شاء الله?
هل من الممكن ان تذكر منها شيئاً لأهل المنطقة؟
- لا أريد أن اتكلم عن مشروع معين، نحن الآن تكلمنا في مشروع اعتبره استراتيجياً ولم يعط حقه? فجلب المياه من الربع الخالي مشروع غير طبيعي? هناك أناس يعتمدون على مشاريع"الفلاش"ونحن نعتمد على ما يحقق البناء للإنسان قبل كل شيء?
تشير الدراسات الأولية الى ان نحو 60 في المئة من سكان منطقة نجران يعملون في الزراعة ويعتمدون عليها بشكل رئيسي? هل وضعت إمارة المنطقة خطة بديلة كفيلة بزيادة الانتاج الزراعي وبإيجاد الوظائف لأبناء المنطقة؟ فبدلاً من ان يعتمد على الزراعة 60 في المئة يكون هناك 40 في المئة والباقي يجد وظائف بديلة، هل هناك خطط من هذا النوع؟
- يجب ان تعرف ان نجران من أنشط امارات المناطق في عملية"السعودة"، وهذا ليس شعاراً بل واقع، وممكن ان ترى الاحصائية? مفهوم ال60 في المئة في نجران، كما يقول الاميركان Doesnt Exist، يعني 60 في المئة ليس وارداً الآن، النسبة في الحقيقة انخفضت بنسبة كبيرة لعدة أسباب: السبب الأول أن الناس كانت زراعتها ارتجالية ومحدودة??? الخ? الآن تطور العلم فالشخص الواحد الذي يزرع بالطريقة الحديثة يقوم بعمل عشرات بالطريقة القديمة? هناك بيوت محمية وتنقيط??? الخ? وأصبحت للناس بدائل للعمل غير الزراعة، أهم من هذا هو معالجة نقص المياه في منطقة نجران، وهو ما سنحققه إن شاء الله?
أريد أن أعلّق على موضوع مرّ مرور الكرام عن البدائل والتوظيف?
تقول"وظائف"، أنا عندي اعتراض على هذه الكلمة، تقول"ليس هناك وظائف". أنا أبصم لك بالعشرة بأنه لا يمكن للدولة ان توظف كل مواطنيها? ليس هناك وظائف ولكن هناك فرص عمل، لا يمكن ان يكون عندك سبعة ملايين وافد وتقول لي ليس هناك عمل? هذا ليس منطقياً في اي حال من الاحوال? تقول هناك بطالة، اذا كانت البطالة تعني عدم توظيف في الدولة هناك بطالة، اما اذا كانت البطالة عدم وجود فرص عمل فالأمر غير صحيح?
يجب ان نكون واضحين. هناك خلل اجتماعي ينبع من المدرسة والتعليم والبيت، كلها مجتمعة? يجب ألا ننسب مسؤولية هذه المشكلة الى جهة معينة? يجب ان نقول ان هناك فرص عمل، ويجب ان نحثّ الشباب السعودي على العمل، هناك عمل لا يقبل التكنولوجيا، هناك اشياء بدائية، سائق السيارة أو السباك او الذي يبيع في بقالة أو الذي يشتغل ممرضاً... الخ، هل هؤلاء اصحاب تكنولوجيا؟ هل يمتلكون الفلسفة الكومبيوترية للكومبيوتر؟ ابداً?
التعليم العالي
عدد سكان منطقة نجران حوالى 650 ألف نسمة ولا يوجد فيها سوى كليتين، هل هناك نية لإنشاء جامعة جديدة تحمل اسم نجران، مثل نظيراتها كجامعة الطائف وجامعة القصيم وجامعة الملك خالد في عسير، هل هناك نية قريبة للقيام بهذا العمل؟
- الجامعة عبارة عن مجموعة كليات، تتشكل فتصبح جامعة، نحن قبل سنوات لم يكن عندنا أي كلية? لا شك في ان للمواطن الحق بالمطالبة بأي شيء، وأمير المنطقة هو المسؤول عن المطالبة هناك معايير للجامعة: التعداد السكاني، عدد الخريجين، عدد الطلاب، الاختصاصات، هذه كلها تدرس في الحقيقة دراسة جيدة، والجامعة في الطريق إن شاء الله?
هل نزف هذا الخبر؟
- إن شاء الله? على أي حال انا أحب ان أقول كلاماً لم يقل في وسائل الاعلام هو أن لنجران الأولوية في الموازنات المقبلة، وهذا كلام سمعناه بعد الحديث مع ولي العهد الأمير عبدالله في اجتماع امراء المناطق الذي عقد في رمضان الماضي?
مناجم الذهب، مجرد مناجم موجودة، كيف تستغل، هل هناك نية للعناية بهذا القطاع، وكذلك قطاع الصياغة وأن تكون نجران مركزاً لصياغة الذهب?
- أولاً بالنسبة للذي في الأرض هناك ثروة لا يستهان بها في نجران، ذهب ورخام وغرانيت? الخيرات موجودة، طبعاً التفاصيل عند وزارة البترول والثروة المعدنية، ربما عندهم في الحقيقة تفاصيل أكثر مني في هذه الأشياء?
ماذا يجري في نجران على صعيد الإعداد المهني لدخول الشباب سوق العمل؟
- هناك برنامج قائم وأنا راض عن العمل الذي يقام، ولكن، أي برنامج تتبناه أي هيئة أو قطاع أو ادارة ولا يلقى الدعم من أصحاب الشأن لا يمكن أن يخطو الخطوات التي نتمناها? السعودة في الحقيقة ليست محصورة في الأمارة، ففي السعودة دور كبير لرجال الأعمال والمواطنين وأصحاب الشركات?
هل عندك رسالة معينة الى الدولة وأبنائها لتبنّي هذه البرامج الطموحة والعمل على المساعدة فيها؟
- أتمنى أولاً، من الاعلام عموماً، ورجال الاعمال خصوصاً، توعية المواطن بدوره المطلوب منه وإفهامه ان هناك اكثر من 6 أو 7 ملايين وافد يعملون، وان بلايين الريالات تخرج من هذا البلد، فعلى الجميع توجيه الشباب? وكما ترى، مع الأسف الشديد، حتى الفنان الكاريكاتوري مثلاً في الصحافة يغمز من البطالة، وأنا لا أقول شيئاً? الصحافة دائماً مرآة وواجهة بالنسبة لأي عالم سواء أكان متحضراً أم غير متحضر، وتفتح عينيه على اخطائه، سواء السائل او المسؤول أو المواطن أو الوزير او الأمير أو أي انسان كان، وأنا أرجو من الصحافة بصفة خاصة ان تثبت شفافيتها كما هي شفافة مع الدولة وأن تنقد نقداً بنّاء، وهذا ما نلاحظه في صحافتنا في السنوات الثلاث الأخيرة أنها بدأت تتعامل بشفافية مع المواطن? يجب علينا ألا نتعامل"باحادية"، أو بنظرة واحدة:"ونصرّ على مقولة أنت على خطأ وأنا على صواب"?
هل هناك مشاريع صحية وتعليمية وخدماتية وكهربائية وهاتفية ستدشن قريباً في المنطقة؟
- أولاً المشاريع الصحية، هناك مستشفى للنساء والأطفال والولادة شارف على الانتهاء وسيبدأ العمل خلال أسابيع بإذن الله، هذا المستشفى يستوعب نحو 200 سرير وهو من أحدث المستشفيات في المملكة? وهناك الآن خمس مستشفيات قيد الإنشاء والبناء، أي انه بحسب تعداد السكان، لسنا بحاجة الى أي سرير في السنوات العشرين المقبلة، اضافة الى سبع مستشفيات في مدينة نجران، كلها حكومية?
هذا بالنسبة للصحة، ماذا عن التعليم، والخدمات الكهربائية والهاتفية هل هناك اية توسعات؟
- الكهرباء ُصرف عليها اكثر من بليوني ريال في خمس سنوات، وليست عندنا أية مشكلة في الكهرباء? برنامج الكهرباء يعتمد على تطر العمران كلما تطور زادت? والخدمات البلدية نحن على وشك الانتهاء من عدد من المشروعات البلدية، وسنبدأ بمشروعات الصرف الصحي أيضاً?
أين وصلت المرأة النجرانية، في التعليم وفي مشاركة الرجل في القطاعات الأخرى؟
- هذا يعتمد على المرأة نفسها، وعلى مستوى عطائها، اذا كان هناك طموح وكانت هناك أرض خصبة للعمل فلن يعوق عمل المرأة شيئاً، ولكن كما تعرف المرأة النجرانية مثلها مثل المرأة السعودية، يمكنها العمل في حدود ما يسمح به الجو العام داخل المجتمع وفق الضوابط الشرعية?
أين وصلت تعليمياً؟
- نتمنى إن شاء الله عندما تصبح الجامعة هنا أن تصبح المرأة في نجران عضواً فاعلاً في النهضة ومشاركاً رئيساً في التنمية?
هل الشباب في نجران مثل الآخرين من نظرائهم في معظم المناطق السعودية في حالة عزوف عن الزواج؟
- نحن في نجران بعيدون عن هذه المشكلة، كلهم هنا يتزوجون من ثلاث الى أربع زوجات?
المعتقدات مصانة
كما نعرف فإنه يوجد في المنطقة بعض الطوائف مثل الاسماعيلية والزيدية، هل تمارس هذه الطوائف معتقداتها بحرية؟
- أنا أقول لك بصدق وصراحة، وأدعوك دعوة شخصية لزيارة المعابد الموجودة في نجران، وأدعوك لزيارة الشخص الذي يعتبر الرقم واحد في الاسماعيلية وهو الشيخ المكرمي، أنا ادعوك الى أن تقابله وتسأله عما إذا كانت هناك قيود على ممارستهم الشعائرية، وأنا أريدك ان تزور مساجدهم وأن ترى بأم عينك أن الكل يمارس شعائره بكل حرية ومن دون أية تفرقة، ومن دون أية قيود، لا في الممارسة الدينية ولا في الصلوات ولا في بناء المساجد? ولا أي شيء كان? مرجعية اخواننا الاسماعيليين موجودة في نجران ومرجعية اخواننا الزيديين موجودة في نجران? اذا كان هناك أي لغط في هذا الموضوع يمكنكم زيارة مرجعيتهم، وفي الوقت نفسه يمكن أن يرافقكم أحد الى مساجدهم وترون كيف يمارسون شعائرهم، وعلى العكس الدولة السعودية تحضر مناسباتهم، وتقوم جهات أمنية على حمايتهم من أي عابث يحاول ان يعبث ليحسب ذلك على الدولة? مثلاً لديهم طقوس في رمضان وطقوس في رجب، وطقوس خاصة? نحن نعزز الدوريات الأمنية حتى يمارسوا شعائرهم بكل راحة حتى لا يأتي أحد ويصطاد في الماء العكر ويثير مشكلة، فهم مواطنون سعوديون، لا درجة ثانية ولا ثالثة، بل درجة أولى، وأنا أريدك أن ترى مثلاً رؤساء الادارات والموظفين عندنا في الامارة، 80 في المئة منهم من اخواننا الاسماعيليين? هذا دليل على عدم الحساسية في هذا الموضوع، فهم مواطنون، ومنهم أناس يعملون في دوائر أخرى، منهم عدد كبير في القوات المسلحة، وفي حرس الحدود والشرطة، ليست عليهم أية قيود في أي عمل كان?
سمو الأمير، كانت هناك بعض الخلافات قبل نحو أربع سنوات، أقصد احداث الشغب التي كانت ضدك من بعض أبناء المنطقة، لكن يلاحظ في السنتين الاخيرتين عودة الدفء بينك وبين الناس هنا، هل اقتنعوا بأنك لا تحمل موقفاً ضدهم أم ما زال هناك بعض منهم يحمل الجفاء عليك؟ أين وصل الأمر؟
- أنا واضح? عندما تخطئ هناك امران، إما أن تكون عاقلاً وتتراجع عن الخطأ أو تكون غير عاقل وتحاول أن تغطي الأمور وتلبسها غير ثوبها، ليست هناك أية مشكلة بالمعنى الصحيح، هناك قلة من الناس فهموا النظام خطأ ولا يحبذون أن يطبق عليهم، أنا لا أتهم أهالي نجران، المشكلة كانت محدودة والاشخاص محدودون، الدولة عفت عنهم وأنا شخصياً أول من توسط لهم، لأنه كان هناك حدّ"حرابة"، الأمور جيدة ولا يمكن ان نرجع الى فتح ملفات مثل هذه لأننا نعتبرها"قديمة"وربما تؤثر في الطيب والعاقل أكثر مما تؤثر في الآخرين?
البقية المتبقية في السجون نحو 70 شخصاً؟
- هؤلاء لا يمثلون أكثر من 15 أو 20 في المئة، عندما تأخذ الموجودين في السجن، الأغلبية أفرج عنهم والباقون ينفذون احكاماً مخففة من ولي الأمر? هناك نقطتان مهمتان، هناك أناس حكم عليهم احكام قتل وعفي عنهم، وبعد الإعفاء من القتل خفّض ولي الأمر السجن الى النصف أو أقل?
هل تتوقع عفواً ملكياً عنهم؟
- هذا يرجع إلى ولي الأمر? لقد خففت عنهم تهمة القتل و50 في المئة من الحكم، يعني المحكوم عليه 10 سنوات أصبح حكمه 5 سنوات، مضى عليه 4 سنوات ويبقى عليه سنة واحدة، وهو كان من المفروض ان يقتل? لو حصل هذا في أي بلد آخر لا يمكن الوصول الى هذه النتيجة?
ضبط الحدود
كيف تصف العلاقات السعودية - اليمنية عند المناطق الحدودية، وكيف تتم مراقبة المناطق والمنافذ الحدودية، وكيف تقوّمون المراقبة الأمنية لها؟
- العلاقات اليمنية - السعودية جيدة، والدليل اننا سنستقبل بعد نحو اسبوعين محافظ حضرموت ووفداً تجارياً معه، وهذا دليل على نمو العلاقات? بالنسبة لمكافحة التهريب، إذا أردت أن اكون صريحاً معك، السعودية تبذل قصارى جهدها، أما الجانب الآخر فلا يبذل الجهد الكافي في تقديري الشخصي?
صاحب السمو، هنا حدود بين دولتين، قد يكون المواطنون اليمنيون من الجانب الآخر أنسباء لمواطنين سعوديين في الجانب السعودي، هذه العلاقات الانسانية، ألا يمكن ان تساعد في ضبط الحدود وألا يكون فيها شر ولا مخدرات ولا سلاح من الجانبين؟
- العلاقات الانسانية التي تفضلت وذكرتها، او علاقات الرحم، سلاح ذو حدّين، إذا كانت النية الحسنة موجودة عند القبائل فلا شك في أنها عامل مساعد، وإذا كان العكس، فهذا في الحقيقة حمل ثقيل علينا?
هل تشعر ان هناك موعداً نهائياً يمكن من خلاله ضبط الحدود بين البلدين بشكل نهائي وإنهاء حالات التسلل والتهريب وإن كان السؤال يبدو مضحكاً؟
- موعد نهائي؟ ضبط الحدود له مشروع لا تعرف متى تبدأ به ومتى تكمله، الجهد الأمني دائم وسيبقى مستمراً?
مدى التجاوب بين السلطات الحدودية السعودية واليمنية في منع دخول وخروج السعوديين واليمنيين؟ اذا كان عندكم مثلاً حالة متسلل من اليمن وأبلغتم عنه، هل يمكن المباشرة بناء على الاتفاقية الأمنية بإلقاء القبض عليه؟
- في بعض الأحيان، انما الاتفاقية موجودة وواضحة في الحقيقة?
وأحياناً يتم تسليم المطلوبين والتجاوب بسرعة؟
- أحياناً?
من قبلكم أم من قبل اليمن؟
- نحن نقول احياناً?
هناك سعودي ذهب الى اليمن وقبض عليه لكونه خرج مخموراً أو شيء من هذا القبيل، وفجأة يتهم بأنه مطلوب معلومات وصلتني من مصادر يمنية وسعودية، هل شعرتم فعلاً بحدوث هذا الشيء، أو قدمت شكاوى من المواطنين هنا؟
- وزارتا الخارجية والداخلية تهتمان بهذه الأمور? ويجب على الجميع ان يعرف أن نجران لا تمثل المملكة في كل القضايا الأمنية، نحن نمثل الشيء على حدودنا وفي حدود صلاحيات أمير منطقة نجران أو الناس الذين يخرجون من نجران وتحصل مشاكل على الحدود بين البلدين? أما المسألة التي هي أوسع فهناك وزارتا الخارجية والداخلية تهتمان بهذه المواضيع?
هل اتخذت الاجراءات اللازمة لدخول وخروج الحجاج اليمنيين وما التسهيلات التي ستقدمها المملكة على حدودها للحجاج؟
- الاجراءات اتخذت? نحن في نجران عندنا منفذان، الخضراء والوديعة، وبالنسبة للتسهيلات أرجو أن يأتي أحد ويرى التسهيلات الممتازة في الحقيقة? شهادتي مجروحة، لكن، يجب دائماً ان تُشكر السعودية على خدمة الحجاج بصفة عامة، ونحن في منطقة نجران نبذل الجهد بطريقة رائعة وبجهد اكثر من الطبيعي?
هل تشعرون بتجاوب جيد من السلطات الأمنية اليمنية بالمساعدة على انهاء اجراءات السعوديين في مراكزهم الحدودية؟
- الاجراءات السعودية تأخذ ربع الوقت الذي تأخذه في الجانب اليمني?
في رأيك هل انتهى ترسيم الحدود تماماً؟
- نعم? بالنسبة الى منطقة نجران تقريباً اكتمل?
على مستوى المملكة؟
- تقريباً مكتملة? تبقى اشياء بسيطة، خرائط??? الخ?
عملية ترسيم الحدود بين السعودية واليمن انتهت وليس هناك أي اشكالات؟
- أبداً? حتى في مواقع مثل قرى الربع الخالي مثلاً كلها سلّمت?
من خلال الفضول الصحافي، عرفت أنك طيار ودرست الطيران وتركته? هل مللت التحليق في السماء؟
- درست الطيران وتخرجت في اميركا، وعملت ما أقدر عليه في خدمة وطني ولكن هذا لا يعني أنني تركت الطيران? كانت عندي ظروف شخصية هي التي جعلتني أترك الطيران، وأكبر دليل ان الأمر ليس مللاً من العمل في الدولة هو عودتي كأمير لمنطقة نجران?
أعرف أنك رجل يحب السفر، أي بلد تتمنى زيارته ولم تزره الى الآن؟
- أحب السفر بالسيارة أكثر من الطائرة? أحب الصيد، حتى في أوروبا أسافر بواسطة السيارة? البلد الذي أتمنى زيارته هو الصين في الحقيقة، الحضارة المختلفة، العملاق الجبار، لم أذهب، وأتمنى أن يسعفني الوقت وأذهب الى الصين?
ماذا تقرأ في هذه المرحلة؟
- لست في الحقيقة قارئاً محترفاً، لأسباب عدة، أولاً العلم والتكنولوجيا وفّرا الوقت، يمكن ان تقرأ كتاباً من خلال الانترنت، والكتاب في الحقيقة اذا لم يكن ثقافياً أو تاريخياً مئة في المئة، لا أجد سبباً لقراءته? أحب التاريخ عموماً، أقرأ تاريخ العرب والمسلمين وأوروبا وتاريخ الحضارات? وأقرأ"الحياة"لأنها تعتبر جريدة شاملة، تجد فيها الكتابات الثقافية والسياسية والتحليلات، وتخفف عنك العناء بدلاً من الغوص في الأعماق?
متفائل بالمستقبل
صاحب السمو، مثلك مثل أي مواطن سعودي??? كيف ترى ما حدث من أعمال اجرامية في المملكة وظهور فكر متطرف يكفر الناس بمنهجية تفجيرية؟
- سؤالك في الحقيقة يصعب الجواب عليه في كلمتين، أو سطر أو سطرين? هناك مشكلة يجب معالجتها من الجميع، فهي مشكلة اجتماعية??? الدين ينبثق من المجتمع، ولا شك في أن المملكة مستهدفة، داخلياً وخارجياً? الحل في الحقيقة هو الترابط الوطني والوضوح والمنطقية وتجنب الإقصائية وأحادية الفكر وعدم قبول الآخر?
يجب ان نعيش كبشر، لنا اخطاؤنا ولنا حسناتنا، كمواطنين من خلال الحوار المفتوح حتى نصل الى نتيجة، نظراً الى انه اذا اعتقد كل شخص منا انه على حق فقط فهذا معناه أننا نسير الى دمار وطن بناه الآباء والاجداد، وأن ننظر الى أنفسنا قبل 40 أو 50 أو 60 سنة ونرى أين كنا وكيف أصبحنا؟
أنت متفائل بالمستقبل؟
- متفائل جداً?
متفائل بأن الجيل الجديد أكثر وعياً وأكثر وسطية؟
- متفائل بابن الوطن أو بالجميع، خصوصاً من يعرف قدر الوطن والأمة? متفائل بأن المواطن السعودي سيعمل على استقرار وطنه، متفائل بأنه أخذ العبر من الأحداث الحاصلة في العالم، متفائل بأن يأخذ العبر من الزمن وأين أصبح، ويأخذ عبراً من حركات المتطرفين وأهدافهم الشريرة، يأخذ عبراً من التطرف الزائد بأن نهايته الموت والهلاك، يأخذ عبراً بأن الوسطية هي مستقبلنا، وبأن الشفافية هي لغتنا، وأن نكون متحضرين في تعاملنا مع بعضنا، ونأخذ عبراً بأن الأمر ليس دائماً معي أو ضدي، نأخذ عبراً بأن الكل له حسناته وله سيئاته، من مسؤول أو مواطن، نأخذ عبراً من الحاصل في الكون كله، وإذا لم نأخذ العبرة فهذا معناه أننا نتعمد تدمير وطننا? نأخذ عبراً ونعترف بأن عندنا خللاً اجتماعياً يجب أن نحله، والخلل الاجتماعي لا يخص مسؤولاً أو غير مسؤول، متعلماً أو جاهلاً، الكل له حقوق وعليه واجبات? الغالبية يجب ان تغير من نمط حياتها? يجب أن يحددوا شخصياتهم أكثر، يجب أن نتعامل مع أطفالنا وشبابنا بطريقة مختلفة ونترك الشعارات? مع الأسف هناك شريحة من المجتمع لاهية في الدنيا ومتاعبها، هناك فرص لا بد من أن تستغل في المفيد وتربية النشء التربية الصالحة? يجب ان نأخذ من العصر الحديث النظام والشفافية والتفكير بالعقل والأمل والنهضة?
أكرر، هناك خلل اجتماعي يجب ان نعترف به، ولكن الكل لاهٍ يغني على ليلاه والكل يحمل الآخر المشكلة وحده?
في الحقيقة، لقد وجدنا إمارة نجران غير ما كنا نتخيله?
- أقول لكل المواطنين السعوديين انه مثلما تعب الآباء والاجداد في وحدة هذا الوطن ورصّ دعائمه حضارياً علينا أن نعمل على الارتقاء بها، وأن نكون وسطيين في تعاملنا في الحياة كلها، الدينية أو غيرها?
نضبط بين 15 و17 ألف متسلل شهرياً
نريد أن نسأل في موضوعات ذات صبغة سياسية وأمنية، لاحظنا انه خلال السنة الماضية صدرت بيانات عدة عن إمارة منطقة تفيد بضبط عمليات تسلل وتهريب، وهي كانت غائبة في السابق عن الذكر في إمارة نجران، لكن عندما توليت أنت إمارة المنطقة بدأ الاعلان عن هذه الأمور؟
- ركيزة الأمن في نجران هي منع التسلل. هناك جهود مضاعفة للحد منه، وأنت تعرف بأن هناك ضبطاً شبه يومي للمتسللين، احياناً يصل العدد الى 15 و16 و17 ألفاً شهرياً، وأحياناً يقل بحسب المواسم والاجواء، لكن الضبط مئة في المئة غير ممكن، فسكان الدول المجاورة يتمنون العمل في بلدك? الفارق الاجتماعي والفارق المعيشي، هذا شيء لا يمكن ان تفعله أنت، هناك أشياء ممكن ان تفعلها المملكة العربية السعودية وتفعلها وزارة الداخلية والأمن، ولكن، في الجانب الآخر، لو كان لدى الجيران مستوى معيشة عال لما لجأوا الى ما يحصل من تسلل وتهريب?
هل هناك حالات خاصة من بين هذه الأعداد الكبيرة من المتسللين الذين هم مجرد أناس يريدون الدخول بشكل غير شرعي الى المملكة للعمل وليس لإدخال المحظورات والممنوعات؟ عدد قليل من المهربين يهربون فعلاً بضائع ممنوعة، والسلاح؟
- نعم. السلاح والمتفجرات والمخدرات من بين المهربات? هذا ما يقلقنا أمنياً واجتماعياً? أمنياً بالنسبة للسلاح ومشتقاته واجتماعياً بالنسبة للمخدرات، انت تحمي مجتمعاً ولا تحمي فقط اشخاصاً من هذه الآفة، سواء كانت سلاحاً او مخدرات? لكن بالنسبة للتضاريس وبالنسبة للمجاورين، ربما يكون هناك تعاون لا بأس فيه بين السلطتين اليمنية والسعودية، خصوصاً بعد ترسيم الحدود والاتفاقية، إذ حصل تفهم من الاخوة في اليمن وأصبح هناك تعاون وزيارات متبادلة، بيني أنا كأمير لمنطقة نجران وبين الاخوان في المحافظات اليمنية?
قبل فترة قبضت السلطات السعودية، وأنا أقصد الاجهزة الأمنية التابعة للأمارة، على بعض الاشخاص، منهم سعوديون ومنهم يمنيون، يحاولون تهريب بعض المتفجرات والرشاشات والاسلحة الى داخل منطقة نجران? هل كانوا على علاقة بالجماعات الارهابية ام انهم فقط باعة وليست لديهم نوايا خبيثة أو القيام بعمل اجرامي داخل المملكة او التعاون مع الجماعات الارهابية؟
- الراضي بالشيء كالفاعل? ليس من الضرورة ان تكون لك علاقة حتى تصبح متهماً? عندما تأتي بسلاح لتبيعه وأنت تعرف مئة في المئة أنه ممنوع وتعرف أن استخدامه سيولّد ضرراً للناس أو للوطن، ليس هناك فارق في الحقيقة، فالنتيجة واحدة? اذا جاءك شخص وقال أنه لا يساعد الارهابيين وأنه ضد الأعمال التي تحصل، وهو يهرب لهم سلاحاً ومتفجرات، فما هي النتيجة؟ النتيجة هي نيته القيام بأعمال تخريبية?
تم القبض أيضاً على اشخاص يتاجرون بالديناميت، أذكر ان التحقيقات جارية، هل اكتشفتم شيئاً من خلال التحقيقات؟
- تعرف أن الديناميت في الجنوب له اكثر من استعمال، حتى الذين يحفرون آباراً احياناً يهربون ديناميت ويباع بطريقة غير مشروعة? الارهابيون الآن يستعملون أشياء للسباكة وتتحول الى متفجرات?
يعني لم يثبت أي شيء في التحقيقات بالنسبة للديناميت؟
- هناك زبونان لمهربي الديناميت، زبون صاحب نية سيئة وزبون صاحب نية حسنة، والمهرب يريد أن يبيعها لأي زبون، المهم عنده المصلحة والفلوس? الراضي بالشيء كالفاعل?
اذا كان هناك مؤسسة للبناء تريد أن تفجّر الصخر، يرخّص لها باستيراد الديناميت بمعرفة السلطات? ألا تخشون استخدامه لأعمال ارهابية؟
- صحيح، في بعض القرى يفجّرون لحفر الآبار، وممكن استعمال الديناميت في مجالات ارهابية ايضاً?
أكثر المؤشرات تشير الى ان حبوب الكبتاغون تهرّب عن طريق نجران الى داخل المملكة؟
- هذا التهريب غير طبيعي? كميات هائلة، لذلك هذا ينطبق عليه ما ينطبق على ما قبله، في تهريب السلاح، فأنت عندما تهرب حبوباً إنما تهرب ممنوعات?
هل جميعها مهربة من طريق اليمن؟
- اليمن ممر?
ما الكمية التي يتم ضبطها من هذه الحبوب؟
- مئات الألوف? مرة نضبط 200 ألف حبة ومرة 100 ألف حبة أو 50 ألف حبة أو 18 ألف حبة أو10 آلاف حبة?
مع تزايد عمليات الضبط، ألم يصبح هناك رادع للمهربين، هل تقلّص الأمر؟
- تقلص بنسبة كبيرة? قبل حوالى ثلاث أو اربع سنوات ضبطنا أكبر كمية تهريب الى المملكة، ألف كلغ من الحشيش? الآن عندما نسمع بأن أحداً هرّب 50 كلغ أو 100 كلغ أو 200 كلغ في أي بلد في العالم ترى وسائل الاعلام تقول انه ضبط في الميناء الفلاني هذه الكمية الكبيرة? تهرّب الآن كميات محدودة، على خلاف الماضي عندما كانت بالآلاف?


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.