في مباراة نجح الهلاليون في نقلها إلى أرضهم وبين جماهيرهم، بعد أن فرضت القرعة إقامتها في مدينة بريدة، يستضيف الهلال عصر اليوم نظيره الرائد ضمن منافسات دور الستة عشر من مسابقة كأس ولي العهد، ويسعى الهلاليون إلى إحباط أية مفاجأة يأمل لاعبو الرائد إحداثها، وربما يعمد مدرب الهلال البرازيلي باكيتا إلى اختيار النهج الهجومي منذ بداية المباراة طمعاً في تسجيل هدف السبق الذي سيغير من طريقة خصمه الذي سيلجأ للتحفظ الدفاعي على أمل السير بالمباراة إلى توقيت متأخر سواء لهدف فضي أو ضربات الترجيح. الهلال لن يدخر أي عنصر فاعل لإشراكه في اللقاء بداية من عناصره الدوليين المتمثلين في سامي الجابر ومحمد الشلهوب وخالد عزيز وعبدالله الجمعان، إضافة إلى الثنائي البرازيلي تفاريس وكماتشو وكذلك المهاجم الأنغولي ديسلفا خلاف العناصر الشابة التي مثلت في الآونة الأخيرة قوة ضاربة في قائمة الفريق الهلالي. في المقابل يفتقد الرائد خمسة من أبرز ركائزه الأساسية أمثال فارس العمري وأحمد غانم وبندر العليقي وياسر المولد وجميعهم بداعي الإصابة إضافة إلى المدافع الشاب الأيسر عبدالله الأسطا الذي انتقل أخيراً إلى الشباب وكذلك وليد الركبي الذي لا يزال يواصل انقطاعه عن النادي، وسيواجه مدرب الرائد البرازيلي لويس غموضاً في ايجاد البديل وإن كانت مشاركة الثنائي الهجومي محمد السلال ومطلق الغرابي مؤكدة خدمة الطريقة التي ينتهجها لويس المتمثلة في 5-3-2 رغبةً في إحكام المناطق الخلفية للفريق وكذلك مراقبة مفاتيح الفوز الهلالية. إجمالاً قدرة الفريق الهلالي أكثر لخطف الفوز والتأهل لدور الثمانية نظير الفوارق الفنية التي تميل إلى مصلحته. لكن مباريات الكؤوس غالباً ما تشهد مفاجآت وترفض منطق الفوز للأقوى. الوطني والاهلي في أول مهمة له في المسابقة ذاتها يسعى الأهلي، وبكامل نجومه مساء اليوم إلى تجاوز فريق الوطني، في اللقاء الذي يجمع الفريقين ضمن هذه المسابقة التي يحرص كلاهما عليها وخصوصاً الأهلي ليضع بصمة البداية الصحيحة في الشكل الذي يرضي جماهيره، التي ما زالت تترقب انطلاق فريقها من بوابة الفريق الشمالي، والوطني بدوره سيسعى جاهداً، على رغم إمكاناته المحدودة التي لا تقارن مع ما عند خصمه إلى الخروج بنتيجة تكون بمثابة المفاجأة، لا سيما وأن هذه البطولة دائماً ما تحفل طوال تاريخها بالمفاجآت. فنياً لا خلاف في ذلك، فالأهلي يمتلك كل مقومات الأفضلية، سواء على صعيد التاريخ أو الإمكانات الفنية، لكن هذه الأفضلية تحتاج إلى شيء من الاحترام للخصم أياً كانت قدراته، فكرة القدم لا تعطي إلا من يعمل من أجلها طوال الدقائق التسعين. ولعل الملاحظة المباشرة على المنازلة تكشف أن مدرب الأهلي البرازيلي جينينيو سيعتمد في خطته الليلة على اللعب بأسلوب الهجوم الضاغط وعلى إشراك أكثر من عنصر من ذوي النزعات الهجومية، وذلك بهدف زيارة شباك الوطني باكراً ومن أجل إبعاد اللاعبين عن أي مفاجأة مبكرة قد تحدث في المباراة، وكذلك من أجل التأثير نفسياً في الخصم، الذي سيركز مدربه على تحصين الجوانب الدفاعية والرقابة اللصيقة، وخصوصاً الثلاثي البرازيلي كيم وروجيرو وفيلافيو الذي سينضم التوليفة بعد اكتمال شفائه من الإصابة التي لحقت به في آخر لقاء للفريق أمام الاتحاد، وهي ما أسهمت في عدم مشاركته في اللقاء العربي الذي أقيم في الجزائر أمام نصر حسين داي وانتهى إيجابياً بهدفين لمثلهما. عموماً المباراة نظرياً ستكون من طرف واحد هو الأهلي، أما عملياً فمن الممكن أن يفعلها الوطني ولو بنسبة ضئيلة، أما الجميع سيترقب المحصلة النهائية ولكن بعد الصافرة الأخيرة لحكم المباراة. الاتحاد - نجران وفي جدة يستضيف فريق الاتحاد مساء اليوم نظيره نجران على ملعب الأمير عبدالله الفيصل، في إطار مباريات دور الستة عشر من نفس المسابقة، في مباراة يصفها المتابعون كافة بالأسهل للفريق الاتحادي كونه يلعب المباراة بين جمهوره وعلى أرضه وعطفاً على فارق الإمكانات الفنية والمالية والإدارية، فالاتحاد سيكون بلا شك الأقرب للفوز، بالنظر إلى قدرات لاعبيه، إذ يضم عناصر دولية معروفة على الصعيدين العربي والآسيوي إضافة إلى اسمه وإنجازاته وجماهيره العريضة، على عكس فريق نجران الصاعد هذا الموسم إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وبالنظر إلى النواحي الفنية للفريق الاتحادي في الآونة الأخيرة فانه قدم عطاءات متواضعة لم ترض جماهيره لعدم قدرة المدرب البلجيكي لوكا على توظيف إمكانات لاعبي الفريق وانعدام التكتيك الجيد من جهة، وغياب أكثر من 17 لاعباً بسبب الإصابات وانضمام البعض الآخر إلى صفوف المنتخب الوطني من جهة أخرى، فالاتحاد يدخل هذا اللقاء بعد ان بدأ رئيس ناديه جدياً في الخطوات التصحيحية لإعادة وضع الفريق إلى نصابها معطياً الفرص للجهاز الفني ومحملاً اللاعبين جزءاً كبيراً من مسؤولية انحدار مستوى الفريق في الآونة الأخيرة. أما فريق نجران الغامض فيدخل هذا اللقاء ولديه طموحات كبيرة لإحداث مفاجآت بهزيمة البطل الآسيوي في عقر داره، غير ان حظوظه تأتي غير مقنعة في دوري الدرجة الأولى، إذ يهدده شبح الهبوط لأنه يحتل ذيل القائمة بخمس نقاط جمعها من تسع مباريات حيث تعادل في خمس وخسر أربع ولم يفز في أي من مبارياته. وعموماً كل المؤشرات تدل إلى ان الفريق الاتحادي هو صاحب الفوز، إلا ان كرة القدم لا تعترف بالأسماء بقدر ما تعترف بمن يستغل الفرص المتاحة ويقدم أداءً يؤهله لتحقيق الفوز.